: آخر تحديث

دعوة قرقاش لـ«ترميم الثقة»

3
3
3

عماد الدين أديب

53 كلمة بليغة عميقة شخّص بها معالي الدكتور أنور قرقاش مشاعر كل عربي معتدل مخلص مصدوم من قيام إيران بضرب قاعدة العديد التي تقع في أرض قطر الشقيقة.

تغريدة معالي الدكتور أنور قرقاش تضع سلوك ونوايا الحكم في إيران تحت مجهر الثقة من قبل العرب والمسلمين.

حينما هاجمت إسرائيل إيران فجر يوم الجمعة 13 يونيو، سارعت الدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج العربي كلها، لتوجيه إدانة صريحة وواضحة بأشد عبارات الاستنكار لهذا العدوان.

وحينما قامت طائرات الـ«بي 2» الأمريكية بقصف مفاعل فوردو، وقامت صواريخ الكروز بقصف مفاعلي نطنز وأصفهان، قامت الدول نفسها بالإدانة الكاملة والصريحة لهذا العدوان، وإعلان تضامنها الكامل مع إيران بصفتها دولة جارة، وعضواً في منظمة التعاون الإسلامي، وشريكة في منظمة «أوبك»، ودولة أساسية مؤثرة في تاريخ وجغرافية المنطقة.

أصيبت الدول العربية؛ أنظمة وشعوباً، حينما قامت إيران بعد ذلك كله بتوجيه رد فعلها تجاه الضربة الأمريكية نحو قاعدة تقع داخل الأراضي القطرية، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة هذه الدولة، واعتبرت دول الخليج العربي أن هذا الاعتداء بمثابة اعتداء عليها جميعاً وليس قطر وحدها.

لم تراعِ إيران علاقات الأخوة والجيرة والتاريخ مع دول المنطقة.

لم تراعِ إيران الموقف القوي والمشرّف والعادل الذي وقفته الدول العربية معها في مواجهتها للعدوان الإسرائيلي الأمريكي.

لم تقدّر إيران الاتصالات والضغوط التي قامت بها قيادات الإمارات والسعودية وقطر وعُمان والكويت والبحرين ومصر والأردن، من أجل إيقاف هذا العدوان ومنع الموقف من التدهور والانزلاق.

المؤلم أن دولة قطر بالذات من أكثر الدول التي ترتبط بعلاقات جيدة مع إيران، فهي شريك إيران في أكبر حقل غاز في المنطقة، وهي من أكبر الشركاء التجاريين مع إيران، ولدى قيادة قطر علاقات مميزة مع القيادة الإيرانية، وكثيراً ما كانت وسيطاً إيجابياً لحل مشاكل وملفات بين طهران وواشنطن.

رغم ذلك كله، كانت الضربة الإيرانية ضد السيادة القطرية.

هذا كله يطرح عدة أسئلة صعبة قد تكون إجاباتها مؤلمة:

1- كيف نثق بعد ذلك في نوايا إيران التي يجب أن تفهم وتتبع مبدأ «وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟».

2- قطر شريكة مع إيران، والإمارات كانت دائماً ملاذاً آمناً للمواطنين والمستثمرين الإيرانيين، والسعودية لديها اتفاقية صلبة محكمة البنود وُقعت في بكين برعاية صينية، والكويت والبحرين لا تشكلان أي تهديد، وعُمان هي مركز الوساطة الإيجابية وشريك في أمن المضائق، ورغم ذلك اهتزّت الثقة في نوايا وسلوك إيران.

كما قال معالي الدكتور أنور قرقاش ببلاغة وحكمة: «اليوم، ونحن نطوي صفحة الحرب، تبقى طهران مطالبة بترميم الثقة مع محيطها الخليجي، بعدما تضررت بفعل هذا الاعتداء».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد