موسى بهبهاني
مَنْ هو الحسين؟
هو سبط رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أبوه الإمام علي بن أبي طالب، ابن عم النبي عليه السلام، أمه السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي الأكرم.
نذكر مكانته في موقفين:
الأول:
(حديث الكساء)
ذكرت السيدة الزهراء، عليها السلام:
فَمَا كَانَتْ إِلاَّ سَاعَةً وَإِذَا بِوَلَدِيَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ ٱلسَّلاَمُ أَقْبَلَ وَقَالَ: ٱلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا أُمَّاهُ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ ٱلسَّلاَمُ يَا وَلَدِي وَيَا قُرَّةَ عَيْنِي وَثَمَرَةَ فُؤَادِي، فَقَالَ لِي: يَا أُمَّاهُ إِنِّي أَشُمُّ عِنْدَكِ رَائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّهَا رَائِحَةُ جَدِّي رَسُولِ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقُلْتُ: نَعَمْ إِنَّ جَدَّكَ وَأَخَاكَ تَحْتَ الْكِسَاءِ، فَدَنَا الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ ٱلسَّلاَمُ نَحْوَ الْكِسَاءِ، وَقَالَ: ٱلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا جَدَّاهُ يَا مَنِ ٱخْتَارَهُ اللهُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكُونَ مَعَكُمَا تَحْتَ الْكِسَاءِ؟ فَقَالَ: وَعَلَيْكَ ٱلسَّلاَمُ يَا وَلَدِي وَشَافِعَ أُمَّتِي قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُمَا تَحْتَ الْكِسَاءِ.
فَلَمَّا ٱكْتَمَلْنَا جَمِيعاً تَحْتَ الْكِسَاءِ أَخَذَ أَبِي رَسُولُ اللهِ بِطَرَفَيِّ الْكِسَاءِ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ الْيُمْنَىٰ إِلَىٰ ٱلسَّمَاءِ وَقَالَ: اللّهُمَّ إِنَّ هٰؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي وَحَامَّتِي، لَحْمُهُمْ لَحْمِي وَدَمُهُمْ دَمِي، يُؤْلِمُنِي مَا يُؤْلِمُهُمْ وًيُحْزِنُنِي مَا يُحْزِنُهُمْ، أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمْ وَمُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ، إنًّهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ فَٱجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحمَتَكَ وغُفْرَانَكَ وَرِضْوَانَكَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ وَأَذْهِبْ عَنْهُمُ ٱلرَّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً.
يـا قـتـيلا قوض الدهر به ** عمد الدين وأعلام الهدى
قـتـلـوه بـعد علم منهم ** أنه خامس أصحاب الكسا
الموقف الثاني:
(المباهلة)
( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَة اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)
كان الإمام الحسين،عليه السلام، هو أحد الذين خرج بهم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لمباهلة وفد نصارى نجران.
ما هو ذكره في الأثر؟
ذكر الإمام الحسين، عليه السلام، على اعتباره أحد أولياء الله، فعندما يذكر المؤمن الحسين يبكي لأنه عبرة المؤمنين، وذكر بأنه قال:
أنا قتيل العِبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى.
كما ورد في الروايات بأن أئمة أهل البيت عليهم السلام بعد شهادة الإمام الحسين، عليه السلام، كانوا يقيمون عليه العزاء، ويحيون واقعة عاشوراء، ويحثون أصحابهم على إظهار الحزن ولبس السواد وإقامة المآتم كي تبقى حادثة كربلاء حيّة في وجدان الناس وذاكرتهم على مر الزمان وتعاقب الأجيال.
(ومَنْ يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
وقد استمرت إقامة المآتم والمجالس الحسينية من عصر الأئمة الأطهار وحتى عصرنا الحاضر، فلم تتوقف في سنة من السنين رغم كل الظروف والأحداث التاريخية المؤلمة، بل بقيت متواصلة ومستمرة وفاءً للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وتحمّل القائمون على تلك المآتم والمجالس في بعض الحقب التاريخية الكثير ولكنهم صبروا وتحملوا حتى تبقى تلك المآتم والمجالس مستمرة.
الكويت والمجالس الحسينية:
منذ القدم ومع بداية تأسيس الدولة أقيمت المجالس الحسينية في المنازل، وكان يتوافد إليها الأهل والأقارب والجيران بمختلف انتماءاتهم لإحياء ذكرى عاشوراء، تطورت هذه الجلسات لتصبح أماكن وقفية شرعية، وأسست حسينيات عدة لاحقاً بمساهمة أهل وحكام الكويت.
(رعاية الدولة)
نظراً للظروف الإقليمية الطارئة، قامت وزارة الداخلية في هذا العام بتنظيم الحسينيات والتشديد على الالتزام بالقوانين وتعليمات رجال الأمن.
بل قامت وزارة الداخلية مشكورة بتمكين الحسينيات لإقامة الشعائر الدينية في المدارس والأندية عوضاً عن الحسينيات في العشرة الأُول من أيام شهر محرم، وتسخير التدابير الأمنية كافة لإحياء تلك الشعائر.
فهي المرة الأولى التي تُقام فيها الشعائر الحسينية في المدارس والأندية.
وكذلك قامت وزارة الداخلية بتمكين الحسينيات في إقامة هذه الشعائر في المنازل وبعدد معيّن من الحضور للأخوة المعزين.
والشكر الجزيل في المقام الأول لصاحب السمو الأمير/ مشعل الأحمد، حفظه الله، على حرصه التام على إقامة الشعائر الحسينية في ظل الإجراءات الرسمية الاحترازية، والشكر موصول لسمو ولي العهد الأمين ورئيس مجلس الوزراء والنائب الاول وزير الداخلية ولرجال الأمن على جهودهم الكبيرة في رعاية وحفظ أمن الحسينيات وسلامة روادها.
فعلاً الكويت غير:
فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم مميزة وفريدة في الكويت، فهي رابط متبادل من الاحترام والمحبة والأخوة، فالشعب الكويتي موحّد ومترابط مع بعضه البعض ولله الحمد.
«الشعب الكويتي إذا تألم منه عضو تأثر سائر أعضائه»
فكلنا فى سفينة واحدة تحت قيادة الربان سمو أمير البلاد الشيخ/ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه.
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.