: آخر تحديث

المفاتيح اليهودية السبعة للنجاح

2
2
2

بدأ منح جوائز نوبل لأول مرة عام 1901، في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب أو علم وظائف الأعضاء والأدب والسلام والاقتصاد. من ظواهرها الغريبة أن نسبة اليهود، الذين فازوا بها، بلغت ما متوسطه 20%، على الرغم من أن عددهم في العالم لا يزيد على 0.2%، وأغلبيتهم من غير الملتزمين دينياً!

لشرح هذه الظاهرة الغريبة، قام الأمريكي اليهودي ستيفن سيلبيغر Steven Silbiger بوضع كتاب، حاول فيه الإجابة عن السبب وراء امتلاك اليهود لكل هذه القوة والنفوذ، على الرغم من قلة عددهم، حيث يعزو تفوقهم إلى سلوكيات وعادات محددة دأبوا على الالتزام بها وتربية أبنائهم عليها، أهمها التركيز على التعليم، والتبرّع لقضايا اليهود، من خلال مؤسسات خيرية وغيرها. وإن هناك سبعة مفاتيح لمعرفة هذه الظاهرة، والأحداث التاريخية التي أثرت فيها، وكيف أنها متجذرة بعمق في الذاكرة الجماعية للشعب اليهودي، وشكّلت هذه التجارب والقيم والسلوكيات الاستراتيجيات اليهودية للبقاء والازدهار.

في ما يلي أهم الأحداث والفترات التاريخية التي أثرت في تطور كل عامل:

1. الإيمان بأن الثروة المحمولة، وهي المعرفة، هي الثروة الحقيقية. فقد واجه اليهود عمليات طرد وهجرة، ومصادرة ممتلكات متكررة عبر التاريخ، فقدوا خلالها كل ثرواتهم المادية، المرة تلو الأخرى، لذا ركزوا كل جهودهم على التعليم.

2. كما دفعتهم التهديدات لكامل وجودهم، واضطرارهم للعزلة وتعرضهم المستمر للاضطهاد، طوال عصور، لخلق روابط قوية داخل المجتمع اليهودي، والاعتماد بعضهم على بعض من أجل البقاء، وبناء شبكات من المساعدة المتبادلة.

3. كانوا تاريخياً، خاصة في أوروبا، يمنع عليهم تملك العقارات والأراضي، أو مزاولة العديد من المهن، فدفعهم ذلك إلى القيام بمهام أخرى ركزوا عليها وبرعوا فيها، كالتجارة، والتمويل المالي، والأعمال الحرفية الدقيقة، واكتسبوا من مزاولتها القدرة على التكيف والفطنة التجارية، وهي سمات ترسخت، مع الوقت، في الثقافة اليهودية.

4. شجعت التقاليد الدينية اليهودية، وخاصة دراسة التوراة والتلمود، على طرح الأسئلة والنقاش والتعبير اللفظي. ميّز هذا التقليد المهم اليهود عن غيرهم. فالمشاركة الفكرية والنقاش ومهارات الجدال عززت من قدراتهم على التفاوض والتفكير النقدي، وهذا ما منعته صراحة تقاليد وعقائد شعوب كثيرة، كانوا بسببها من الخاسرين!

5. تعلّم اليهود، من تجاربهم والضغوط عليهم، فن الاستثمار في الأمور الأكثر أهمية، مثل التعليم والمجتمع، بينما كانوا مقتصدين في مجالات أخرى، وهي عادة عززتها قرون من انعدام الأمن المالي.

6. الفردية والإبداع، فقد شجعت الحاجة إلى التكيف مع الظروف المتغيرة في المجتمعات المتنوعة على الابتكار والتفكير المستقل. غالباً ما كانت المجتمعات اليهودية تُقدّر وتحتفي بمن يستطيع إيجاد حلول جديدة ومسارات للنجاح، وهي سمة عززتها التقاليد الدينية والثقافية.

7. كما دفعتهم الجذور التاريخية لمحاولة التميّز، فقد نتج عن «الإقصاء» خلق دافع نفسي لديهم للنجاح وإثبات جدارتهم، سواء لأنفسهم أو للمجتمعات التي يعيشون فيها. وقد غذّت هذه الدوافع التعاليم الدينية، التي تُشدد على المسؤولية الشخصية والإنجاز. ونشاهد أمثلة على ذلك في الدول، التي تعرضت للمقاطعة من قوى أكبر منها، حيث دفعت المقاطعة إلى سد حاجتها من المواد والمنتجات وخلق بدائل عدة مناسبة، ما كانوا ليفكروا بها في الظروف العادية، لولا المقاطعة.

الموضوع طويل وشيق، ويتطلب البحث فيه، وتعلّم الكثير منه ومنهم، ويبين بوضوح أن العلم هو مفتاح أي نجاح، وهذا ما فشلنا لقرون وقرون على فهمه، فكيف بتطبيقه!

أحمد الصراف



عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد