حمد الحمد
قبل كم سنة كان مجموعة من المواطنين وأعمارهم تجاوزت السبعينات، كانوا في أحد الشاليهات يحتسون الشاي وينظرون للبحر، وكان الشاليه مرتفعاً، وفي الأسفل كانوا يتابعون «جيب» صاحبه شاب غرز في رمال الشاطئ، ووقف بجانب الجيب أكثر من عشرة شباب يحاولون إخراجه من الرمال، لكن المحاولات طالت حتى استمرت تقريباً لساعة ولم يخرج، هنا أحد رواد الشاليه من كبار السن حزن على هؤلاء الشباب الذين ضاع وقتهم في المحاولات وأجهدوا أنفسهم وأشفق عليهم.
ونزل للشاطئ وأقبل عليهم وشمر عن ذراعيه يريد مساعدتهم لإخراج الجيب من الرمال، حينها قال أحدهم: (لا عمي انت فهمت غلط... حنا نقدر نخرجه بخمس دقايق بس حنا مستأنسين على هذا الوضع). عاد صاحبنا وهو في حالة استغراب مما حدث.
المهم هذه الحادثة تذكرني بحالة الأحزاب والتيارات الإسلامية، الإخوان والجهاد في غزة وحزب الله في لبنان وحزب الحوثي في اليمن، هذه الجماعات مستأنسة يرسلون الصواريخ لإسرائيل والبشر في غزة الحزينة الآلاف ماتوا غير آلاف الجرحى، وكذلك في لبنان وغزة وجنوب لبنان غدت مناطق خراب، وصنعاء تدمرت موانئها ومرافقها المهمة.
عموماً أفراد جماعات جهادية كهذه مستأنسون، كما أولئك الشباب الذين هم كذلك مستأنسون رغم الفارق في الحدث! والله يعينكم يا مسلمين ويا عرب إذا كان هذا أسلوب جهادكم ونتائجه خراب في خراب ولا نور في آخر النفق مع جهاد الوناسة!