: آخر تحديث

إلى بدر بن عبدالمحسن بعد عام من نية الرحيل

3
3
2

يحيى الامير

وصولاً إلى بابك الأزلي

سأقرأ ما قاله الرمل للشيح وما كتبته الشوارع للعابرين

سأكتب آخر حرف منيت به

وأول ما نقشته العصافير في تمرة الروح

*

مشيتَ وقد مد ليل المدينة ضوءاً بعيداً يخط به المتعبون قصائد مكتوبة بالغياب

وأنت تؤثث أرواحنا بالأماني،

تعلق في ليلنا نجمة للأغاني

تلوع غربتنا كلما لوحت في يديك البلاد

*

ظمأ في الخرائط

حدثنا القيظ كيف انتبهت لروح السراب

وضحى تفتش عن ظلها..

أول الغيم رد السلام على فكرة نبتت في الرمال.

آخر الغيم قال لنا: كيف للمطر الحر أن يستحث الجبال

أنت قلت لنا: كيف للموت أن يستحيل جواباً،

وللشمس أن تستبيح الظلال...

على رسلك الآن، أيها البدوي الذي نال منه الرصيف وليل المدائن

بينما تبتني سدّةً في الغياب..

هل لدى النخل يا سيدي من جواب:

لمن سوف تأوي مشاعرنا وهي تبحث في دفتر الليل عن لغة للبكاء..

لمن سوف تأوي مراجلنا وهي تبحث في دفتر الأرض عن لغة للصهيل وحنجرة للحداء

*

مثلما يبحث الناي عن أصله

مثلما يحزن الماء لكن على رسله

كتبتَ الحنين شغافاً، تنزل جرحاً أنيقاً تعود له الروح مثخنة بالغناء

تنفسها الوجد لكن على مهله

وسمى بها الفجر وحشته في الضياء

*

وقوفاً بها عند ليل المطارات..

المقاعد فارغة والشوارع مكتظة بالحنين

حنين إلى أول النص

حين ابتدأنا معاً لغة كسرنا بها منطق الاحتمال

وعدنا لنقرأ فاتحة للرحيل وخاتمة للبياض.

وليل المرايا استبد بنا واستفاض

ما أرق الرياض:

أعطيتني موعداً أن نهزم الأبدا

وقلت هاك نهاراً طيباً ويدا

ضوء على أول الضوء الذي ينعت

فيه الكناية واخترت المجاز مدى

مسافر يا طويل العمر ما ارتحلت

له المسافات إلاّ أصبحت بلدا

بكيت مثلك من طفل رمى حجراً

فعكر النهر ميعاد الذي وعدا

عالق في الكناية ما بين صوتين؛

صوت قديم يمد المجاز به جرساً للسكوت

وصوت يحاول في لغة حرة لا تموت،

ألم في الهطول

وضوء بلا نية للدخول

تبحث الأبجدية عن منطق للمضارع.. عن سبب للنزول

الأمير الوسيم الذي واعدته القصائد خمسين عاماً وفاتحة للخلود

الأمير الطويل الذي فتن النخل والنهر وامتد فينا نهاراً كثيفاً وليلاً شرود

وحيداً تلا آخر الشعر، ثم انتقى موته، وقرر ألاّ يعود

(لليل أحبك ما بقى في العمر زود).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد