دقيق في التحليل، ويملك بلاغة التعبير والتعليل، لكنه شرس للغاية في منصة "إكس"، ومباشر في تصويب الهدف السياسي، وصريح بلهجة عراقية شعبية... هكذا اختار البرلماني السابق فائق الشيخ علي نهجه السياسي، وأسلوبه الإعلامي. بعد معارك إعلامية في تسعينات القرن الماضي، توجت بسقوط نظام صدام حسين، تغيرت ملامح وأهداف المعركة السياسية بالنسبة للشيخ علي، وانتقلت شراسة المعركة إلى فضاء "إكس"، (تويتر سابقاً)، عبر منشورات مثيرة للجدل، والانتباه، تعبيراً عن قناعات ثابتة، ومواقف صلبة، وجرأة الرأي. ذكر فائق الشيخ علي في 25 أبريل 2025 في منشور على حسابه في منصة "إكس" النص التالي: "كارثة! (ليس كل ما يُعرف يُقال)! يسألني البعض ظناً في نفسه بأنه وطني وحريص على العراق عن قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء اتفاقية خور عبدالله؟ وهذا المسكين ضحية الإعلام لا يعلم بأن القرار كتبته إيران، وأملته على محكمتنا الاتحادية نكاية بالكويت، بسبب الصراع على حقل الدرة الغازي!". الأخ فائق سياسي مخضرم، ولاسع في منشوراته، ولاذع في تعليقاته، لذا لابد من التوقف عند منشوره عن خور عبدالله، وحقل الدرة، وتحليل توقيت المنشور، وعلاقة إيران بكل ما دار ويدور حول العراق والكويت! لم يهدأ الشيخ علي بعد عودته إلى العراق، وخوضه المعترك البرلماني، فقد كانت إيران في صدارة معركته لصالح وطنه، والتصدي لمخططات طهران في بغداد والمنطقة العربية. قال الرئيس الأميركي كيندي: "إن الانتصار له ألف والد، أما الهزيمة فطفل يتيم"، في حين الانتصار بالنسبة لفائق الشيخ علي ضد صدام حسين هو انتصار للعراق، الوطن، وشعبه، ولا ينسبه لنفسه شخصياً. أما الهزيمة فهو لا يعترف فيها أمام طهران، ويتقاسم مع الشعب العراقي، وشباب وشابات ثورة تشرين، مسؤولية تحقيق الانتصار الجديد على إيران بعد سقوط نظام صدام حسين، والانتصار على توغل، وتغلغل إيران الملالي في المفاصل السياسية في العراق. فائق الشيخ علي يتألم بشدة وصدق من المنفى الاختياري، بعد إعلان استباحة دمه في العراق من إيران الملالي، ويحشد قواه الذهنية، والسياسية، والإعلامية، ضد فضح هيمنة طهران في المنطقة العربية. لذا، نجده متوقد الذهن، ومستعداً لأي شكل من أشكال المناوشات، والمواجهات في فضاء "إكس"، وبلهجة شعبية عراقية، ردا على مزاعم إيران الملالي، وبذخيرة إعلامية حية على مختلف المستويات، حتى التلفزيونية. ينظر المحامي الشيخ علي إلى إيران بنظرة واقعية، وربما الوصف الأقرب والأدق للمشهد الإيراني؛ بجمع ذئاب بوجه إنسان الذي ينظر إلى العراق كفريسة سياسية، وبشرية يجوز اقتناصها، واغتصابها، وذبحها في اليوم مرات... ومرات! الأكيد، أن فائق الشيخ علي ترجم معلوماته وتحليلاته عن خور عبدالله، وحقل الدرة بناء على معلومات تستحق التمعن، والتدقيق، والتحليل، والتعليل، فهو لا يهذي حين يتكلم بهذا العمق السياسي! قد لا نتلمس اليوم صدى المنشور الشرس، وأبعاده في إيران، لكنه، بالتأكيد، فضح مخطط طهران تجاه العراق، ووطنه الثاني الكويت، ومن المؤكد أن المنشور أضاف إلى رصيد فائق الشيخ علي السياسي أضعاف الأضعاف التي لم تتوقعها إيران. فائق الشيخ علي لا يملك أوهاما ليوزعها، أو يدفع شعب العراق ليقع ضحيتها، فهو سياسي يفرق بين زمان قبيح، ومستقبل زاهر، ومجاملات قاتلة.
إيران وخور عبدالله وحقل الدرة!
مواضيع ذات صلة