خالد بن حمد المالك
بدأ العالم يحبس أنفاسه خوفاً من أن تمتد المناوشات بين باكستان والهند، وأن تتوسع باستخدام كل الأسلحة المتاحة بما فيها السلاح النووي الذي تمتلكه كل من الدولتين.
* *
وأمام هذا الخطر، لا بد من حكماء ووسطاء يتدخلون لإطفاء نار الحرب، والحيلولة دون توسعها، وإيجاد حل لما أثار هذه الحرب الخامدة بالتعرّف على الأسباب، والوصول إلى قرارات حاسمة لإيجاد حل يرضي الطرفين.
* *
في هذا القتال الذي انطلقت شرارته من كشمير المتنازع عليها، ووصلت إلى الحدود بين البلدين، وأصبحت بذلك لغة التهديد هي السائدة في تكريس التوجه نحو حرب واسعة، مع أنه لن يستفيد منها أي طرف، ولن يكون فيها أي انتصار سواء لباكستان أو الهند.
* *
إن تطويق الأزمة قبل استفحالها، والعمل على كبح جماح الطرفين في الذهاب إلى ساحة القتال، هو الذي يجنب الدولتين والمنطقة خسائر بشرية ومادية، ويصون حقوق كل جانب بالحوار، ولغة السلام.
* *
والأكيد أن القتال إذا ما بدأ بأكثر مما هو عليه الآن، فإن إيقافه سوف يكون مع تزايد الخسائر غير ممكن، ولنا في الحرب الروسية الأوكرانية وغيرها خير مثال، ما يؤكد أن الهند وباكستان أمام خطر كبير إذا ما واصلا التهديد والوعيد بلغة أبعد ما تكون عن لغة السلام.
* *
وعلى الدول المحبة للسلام، وتلك التي تقف على مسافة واحدة في علاقاتها مع الدولتين، أن تتدخل سريعاً باستخدام علاقاتها في إطفاء هذه الفتنة، من خلال التوسط في نزع فتيل الحرب، والتأكيد على أن هناك فرصة مواتية لتحقيق خيار السلام لا خيار الحرب.
* *
وعلى الهند وباكستان حسن التقدير والحسابات لما سوف يفضي إليه القتال بينهما من خسائر فادحة، وأن شعور أي دولة بالتفوق، وكسب المعركة، لن يحميها من خسائر سوف تتعرض لها، أياً كانت نتائج القتال التي لن يكون فيها منتصر، بحكم أن كل دولة لديها من الإمكانات القتالية، ما يجعلها قادرة على الاستمرار في المواجهات، وبالتالي فلن يكون أي طرف في مأمن من الخسائر.
* *
وأمام كل هذا، فإن المطلوب الآن وليس غداً، ليس منع امتداد الحرب، والحد من المواجهات العسكرية الكبيرة المتوقعة فقط، وإنما وضع أسباب هذا التوتر المتكرر على طاولة المباحثات المباشرة، وإيجاد حلول نهائية لها، بحيث لا يتكرر إثارة الخلافات بين الحين والآخر، وتأزيم العلاقات بين الجارين باكستان والهند.
* *
إن ترك الدولتين تتحكم بهما نزاعات تاريخية، وحروب لا تتوقف، وتهديدات مستمرة، لا يخدم الدولتين، ولا دول المنطقة، ولا دول العالم، وبالتالي فقد آن الأوان لوضع هذا الخلافات المزمنة في أعين العالم، لا للمشاهدة، وإنما للمساعدة في إيجاد حلول سلمية لها قبل تصعيدها، والتهديد بحرب طويلة المدى بين الدولتين.