: آخر تحديث

لا حرب ضد إيران!

0
0
0

خالد بن حمد المالك

في المباحثات الإيرانية - الأمريكية تتباين الانطباعات عن نتائجها بين الفريقين، فكلما تشدد الإيرانيون في تصريحاتهم ومطالبهم وشروطهم، هدَّأ الأمريكيون من نبرة التهديد، ووصفوا المباحثات بأنها إيجابية، وعلى هذا المنوال تتغيَّر المواقف وفقاً لردود الفعل من هذا الطرف أو ذاك.

* *

هذه المناورات التي تصاحب المباحثات هي جزء من لعبة سياسية ربما أنها تمهّد لاتفاق بتنازلات من الجانبين الأمريكي والإيراني، وعدم ممانعة من إسرائيل التي هي طرف رئيسي، وإن لم تشارك في المباحثات، معتمدة على حليفها الولايات المتحدة الأمريكية في تبني موقفها من المفاعل النووي الإيراني.

* *

إيران تطالب برفع العقوبات التي تراها غير مبرّرة، وغير قانونية، وإجراءً أمريكياً ظالماً، مقابل التخلّي عن المفاعل النووي غير السلمي، ولكن مع الإبقاء على القوة الصاروخية، وإن كان ذلك بالشروط الأمريكية، وفق ما يتم الاتفاق عليه، ولكن أمريكا تتردد في رفع العقوبات قبل التخلّص من المفاعل النووي وتفكيكه، ووجود ضمانات ومراقبة بعدم تكرار التجربة في المستقبل.

* *

هناك شكوك إيرانية هي الأخرى في الموقف الأمريكي، وتخوّف إيراني من أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تلغي أي اتفاق يتم التوصل إليه في مرحلة زمنية مستقبلية، كما فعلت واشنطن من قبل، وهي تصر على وجود ضمانات تلزم أمريكا بعدم إلغاء أي اتفاق يتم التوصل إليه.

* *

روسيا دخلت على الخط، وضمن دعمها للموقف الإيراني، فقد أعلنت عن استعدادها لتكون الضامن لإيران لأي اتفاق، بل إنها أبدت استعدادها لنقل التخصيب الإيراني إلى روسيا، وأنها عند أي إخلال من الجانب الأمريكي في الاتفاق سوف تعيد التخصيب إلى إيران، وهناك موقف صيني يعاضد إيران في المباحثات، وإن كان أقل نسبياً مما هو مع روسيا.

* *

في تصوّري أن أمريكا ليست متحمسة لضرب إيران، رغم الضغط الإسرائيلي على واشنطن، لأنها تدرك خطورة الإقدام على مثل هذا العمل العسكري، وتفضّل حل الإشكال مع إيران بالطرق الدبلوماسية، ومن خلال الحوار، ومثلها إيران التي تلوح بقدرتها على التصدي لأي اعتداء أمريكي وإسرائيلي، ولكنها مع مسار الحوار الذي يحل الخلافات بالرضا والقبول من الطرفين.

* *

ومن المؤكّد أن مصلحة المنطقة، ومثلها العالم، أمنياً وسياسياً واقتصادياً، تقتضي التركيز على حصر حل الخلافات من خلال طاولة تجمع الطرفين، بنوايا طيِّبة، وتوجهات صادقة، وعمل يركِّز على أصل المشكلة، وإيجاد حلول جذرية تقضي عليها، ولا تشجع أي طرف على تكرارها، وبالتالي إنهاء هذه الأزمات التي جعلت من المنطقة ساحة صراع دولي تضررت منه كل الدول.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.