: آخر تحديث

اللامان

4
5
4

بسبب الترتيب الأبجدي، يقع مقعد لبنان في قاعات الأمم المتحدة إلى جانب مقعد ليبيا. وحرف اللام (ل) هو السبب. لكن التشابه في وضعَي الدولتين البائستين، لا يبدأ هنا ولا ينتهي هنا. ولا هناك، ولا في أي مكان. لكن الأمم المتحدة لا تعرف اليأس، ولن تكف عن المحاولة. لا في الجمهورية اللبنانية، ولا في الجماهيرية السابقة. لذلك، لا تزال بيروت تناقض في تفسير القرار الدولي «1701»، في حين استقبلت ليبيا بالحفاوة المطلوبة السيدة حنة سروا تيتيه، المبعوثة الأممية العاشرة للتوسط في القضية الليبية.

ما هي القضية الليبية؟ ليس هناك جواب واحد. لذلك علينا أن ننتظر تقرير الآنسة تيتيه وخبرتها في النزاعات، وسجلها الباهر كوزيرة خارجية غانا. والحقيقة أن وسطاء النزاع الليبي، مثل وسطاء المنازعات اللبنانية، لا يشكون من قلة الخبرة، بل من قلة الحظ. وكان بينهم وزيران لبنانيان هما غسان سلامة وطارق متري. وقد وضع كلاهما كتاباً عن تجربته في المحاولة الليبية، ربما يفيد الآنسة تيتيه. مَن يدري؟!

أما في بلاد «اللام» الأخرى؛ أي لبنان، فقد بدأ شيء مما يسميه الإخوة اللبنانيون «الحلحلة». حكومة الرئيس نواف سلام تنال الثقة، ومن أبرز أعضائها وزيرا التجربة الليبية؛ غسان سلامة، وطارق متري. وتضم 22 وزيراً آخر من أفضل الكفاءات العلمية والأخلاقية. لكن هل هذا يكفي للنجاح؟ هل الحكم في حكومة عالية من 24 وزيراً، أو في تظاهرة من عشرات آلاف البشر، بينهم 78 ألفاً جالسون؟

بدأنا في لبنان نشعر بشيء من التفاؤل وأيدينا على قلوبنا بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون، وتكليف الرئيس نواف سلام. لا نستطيع أن نطالب بطاقم حكومي أفضل. ولا يحق لنا المطالبة بالمزيد من الحظ. فقد فاز فريق الحكم، ومعه الجمهورية كلها، بالجائزة الكبرى: لا جبران باسيل في السلطة. أولاً، عارض «حتى الموت» انتخاب الرئيس عون. وثانياً، قرر وحده حجب الثقة عن الحكومة. بماذا يمكن أن يحلم اللبنانيون أفضل من ذلك؟ لا تبالغوا في الطمع أيها الإخوة المواطنون. أما الأشقاء في الديار الليبية فإن لهم أخلص التمنيات مع الآنسة تيتيه وسيرتها العلمية والدبلوماسية. معدل الوساطة عامان، في أفضل الحالات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد