تحول لقاء جميل دعت إليه مجموعة من نساء الكويت اللاتي نفتخر بهن وبمبادراتهن وإخلاصهن لوطنهن، إلى انجاز وطني حوَّل مكاناً من مرتع نفايات وأوساخ ومخبئ لأعمال غير حميدة، إلى حديقة ومشتل ترى فيه أندر النباتات وأجملها.
هؤلاء النسوة هن من فئات الشعب التي لم تنتظر من الدولة أن تعمل كل شيء، أو تبادر بأي شيء، فقد قدمن من الجهد والمال الكثير، وبدعم من اطراف تتفق معهن في رؤيتهن في تعزيز البيئة الصحية في المناطق السكنية، أسهمت هذه المجموعة من نساء الكويت في تحويل مركز شباب في منطقة الشامية، كان في غاية الإهمال.. إلى حديقة ومشتل ومكان صحي تلجأ إليه الأسرة كاملة للتريض وقضاء أمتع اللحظات فيه.
هذه المجموعة من نساء الكويت المبادرات، لم ينتظرن أي دعوة، ولم يكتفين فقط بالتذمر والتعبير عن الاستياء، للأسف كحال جزء من مجتمعنا، من هذا الإهمال، دون انتظار أي تحرك حكومي، بل تحولت غيرتهن الوطنية الى حماس ومبادرة مجتمعية يعود نفعها على الشباب وكل اعضاء الاسرة وتجمع الاصدقاء.
وعبر سنوات من العمل المضني والدؤوب الذي لم يتخلله اليأس أو التعب، تحول هذا المكان المهمل القذر، إلى حديقة جميلة ضمت عملاً لكل من يرغب في تطوير ذاته في مجالات معينة.. من خلال تقديم ورش عمل متنوعة تثقيفية وتطويرية للمرأة والشباب.
وخلال الحديث معهن، طرحت سؤالاً على هذه المجموعة النسائية ما إذا حاولن بسط يد مبادرتهن الجميلة إلى مناطق أخرى في الكويت مثل المدارس التي تفتقر بعضها إلى المساحة الخضراء، شعرت بشيء من الإحباط من قبل بعضهن، اثر بعض المحاولات للزراعة في إحدى المدارس.. دون أن تتحمل المدرسة أو الحكومة ديناراً واحداً.. والتي لم تجد الحماس المطلوب.. رغم التفاعل الإيجابي.
يبدو أن هناك جهات من القطاع الخاص أبدت رغبة شديدة في التعاون مع في هذا الموضوع انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية، الا أن البيروقراطية الإدارية عطلت العمل حتى وصلت إلى غض النظر عنه، ما تسبب بشيء من الإحباط لمثل هذه المبادرات.
أتمنى من كل قلبي أن تلاقي هذه المبادرات المجتمعية من قبل المواطنين وغير المواطنين.. أمثال هذه المجموعة النسائية، الترحيب والتسهيل قدر الامكان.
من الضروري والمهم جداً تشجيع هذه المبادرات والروح الوطنية حتى تنتعش وتنمو وتكبر.
ونحن هنا لا نتحدث عن التشجيع المادي من الجانب الحكومي، قدر ما هو تسهيل هذه الأعمال والتعجيل في نشرها وفق تخصصها ومكانها المناسب.
هذا النوع من التشجيع من شأنه أن يمدد هذه المبادرات لمناطق متعددة، وفي جوانب مجالات مختلفة، ما يعيننا على مساعدة الجانب الحكومي في الارتقاء بكثير من الخدمات داخل كل المناطق.
التقوا هذه المجاميع المبادرة والمتطوعة واستمعوا لهم، لتتعرفوا على الأبواب التي توصد بوجوههم من غير قصد بعض الاحيان، إلا أنها بالنهاية تحبط وتهدم الكثير بداخلهم.
إقبال الأحمد