: آخر تحديث

أوروبا العجوز و«دبي فوبيا»

5
5
5

فيصل سليمان أبومزيد

يبدو أن أوروبا تعيش عصراً جديداً عنوانه «دبي فوبيا»، فقد طاش عقل المجتمعات الغربية ولم تعد تصدق أن إمارة عربية يمكن أن تتصدر المشهد العالمي في العديد من المجالات.

لقد باتت دبي تتطلع بكل ثقة وثبات نحو الريادة وصدارة المشهد، وبفضل رؤية قيادتها الثاقبة تبلور لديها إصرار وعزيمة على التقدم لتكون «رقم واحد» عالمياً وبلا منافس.

قبل أيام قليلة فوجئت بخبر بثّته وسائل الإعلام، يشير إلى حكم قضائي في ألمانيا يمنع بيع «شوكولاتة دبي».

أثارني العنوان؛ ما دفعني لقراءة تفاصيل الخبر؛ لأكتشف أن الزج باسم دبي فقط إنما بسبب منافسة تجارية بين شركتين لإنتاج الحلوى، مع استعانة كل منهما باسم دبي كـ«براند» له حضوره العالمي الطاغي وسمعته وتاريخه ومكانته لدى الناس في كل أنحاء المعمورة، وهذا يؤكد مدى سمعة دبي وشهرتها، لدرجة أن الشركات في أوروبا ومناطق مختلفة من العالم باتت تستخدم اسم دبي لتمييز منتجاتها.

لا يخفى علينا بالطبع أن أوروبا تواجه منذ سنوات مشكلات بلا حصر، وبسببها أطلق عليها الخبراء لقب «القارة العجوز»، بما يشير إلى إصابتها بالشيخوخة، في الوقت الذي تجسد فيه دبي درة التاج بشبابها وحيويتها وطموحها المشروع نحو ارتياد آفاق غير مسبوقة. وبدلاً من الاعتراف بهذه الحقيقة، لجأوا إلى أساليب رخيصة وطرق بائسة ظنّاً منهم أنها سوف تنال من مكانة دبي، لكن هيهات! فهم واهمون.

جوهر الأزمة بكل صراحة يتمثل في حقيقة أن دبي بقيادتها الجسورة صاحبة البصمة المميزة في علم الإدارة تشكّل عامل جذب للباحثين عن العيش في عالم المستقبل، ولا شك أن هذه الرؤية المبدعة هي عنصر قلق وضغط كبير على أوروبا، التي غربت شمسها ولم تعد حلماً يداعب خيال أجيال المستقبل في ظل ما تعانيه من شيخوخة.

بالمناسبة من حق أوروبا والغرب وكل الدول بلا استثناء أن تطمح إلى منافسة دبي، بل وأن تحلم بالتفوق عليها، وأن تحقق السبق في الميدان، لكن شريطة الالتزام بشرف المنافسة، ومواجهة دبي على أرضية الإنجازات وتحقيق الأرقام القياسية والتطلع بكل عزيمة نحو الريادة التي تضع أي طرف في المقدمة بكل نزاهة واحترام.

على أوروبا أن تركز على دراسة تجربة دبي، حيث يمكنهم الاستفادة من الخبرات الإدارية الفذّة لقيادتها الملهمة، والتعاون معها بما ينفع الشعوب ويثري التجربة الإنسانية.

شخصياً على أتم الاستعداد لوضع دراسة وافية تشرح ملامح التجربة المتميزة لدانة الدنيا ودرّتها، وإذا كان هناك في القارة العجوز من هو مهتم، فلا مانع لدينا من دعمه بالتفاصيل التي تسره.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد