: آخر تحديث

توقعات السنة... في كل سنة

3
4
3

سارة النومس

يحب الإنسانُ ويبحث في المجهول دائماً، لم يستطع العِلم أن يفسر جميع الظواهر الطبيعية، ولن تجد لكل داء دواء (اليوم)، ولترد على كل شخص متعلّم متكبّر يحاول أن يجعل من نفسه عالماً بكل شيء، ذكّره فقط بقول الله العظيم «ومَا أُوتيتم من العِلمِ إلّا قليلا».

سألَتْني صديقةٌ في يوم مضى (ماذا لو سكت موسى في رحلته مع الخضر ولم يسأل؟) فجاوبتها (لكان سأله بعد انتهاء الرحلة)، فقد كانت الرحلة فقط دليلاً لموسى -عليه السلام- بعدم كمال عِلمه، وأن شخصاً غيره لديه من العِلم ما ليس عنده.

مهما حاولت إيقاف الناس عن البحث في المجهول يظل هو أكثر ما يخيفهم ويرغبون بمعرفته، لذلك تجدهم في بداية كل يناير من كل عام بانتظار المنجمين والمتنبئين كي يقولوا للناس توقعاتهم في ما سيحدث هذا العام.

لو كتبت في محرك البحث «حرائق كاليفورنيا» ستجد أن الولاية شهدت وتشهد وستشهد، على حرائق كثيرة أياً كانت أسباب الحرائق فمقومات «انتشارها» متوافرة وهذا طبيعي، كأنك تقول إن الكويت ستتعرض لدرجات حرارة عالية في شهر يوليو. وعند التنبؤ بموت فنان عربي مثلاً فتذكر عدد الفنانين العرب كبار السن فهم الأقرب للمنية بسبب السن. وعند الحديث عن الشرق الأوسط وحرب مقبلة، ستكون معجزة إذا عاشت منطقة الشرق الأوسط بسلام ليوم، فحتى الدول التي تنعم بالأمن في الشرق الأوسط هي مشتركة في المباحثات والسياسات ودعم أشقائها وتخفيف عبء الحروب ووقف سيل الدم، هذا واجب العرب وما تربوا عليه. لقد جعل الناس من المتنبئين مشاهير، انظر إلى مقاطع المقابلات السابقة لهم، ومقاطع المسلسل الكرتوني الأميركي الشهير، عندما يتحدثون عن أمور قد وقعت اليوم، على الرغم من كثرة الأمور التي لم تحدث.

أعزائي، عندما تقرأون التاريخ بما يحمل من أحداث سياسية وظواهر طبيعية فمن المحتمل جداً أن تتكرّر مثل تكرار المواضيع الاجتماعية في المسلسلات الخليجية كل عام ما يختلف فقط هم الممثلون.

إنّ العلماء يقيمون المؤتمرات السنوية كي يسردوا نتائج أبحاثهم والتي تتوقع العديد من الظواهر الطبيعية السلبية. والسياسة في مشاحنات مستمرة، ولكن تظل العقول المحدودة تعمل بالروتين نفسه الذي تعلّمته ممن سبقوها، ابحثوا في الماضي وعددوا تكرارها مع من عاشها قبلنا فالأرض تدور بانتظام لن تتدحرج في الفضاء مثلاً لتحدث أمراً جديداً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد