تأسست وكالة الأنباء الكويتية (كونا) لتقوم بتجميع الأخبار، وتوزيعها على المؤسسات الإعلامية، مع إبراز قضايا الكويت إقليمياً ودولياً، ووصلت لأوجها خلال فترة رئاسة المرحوم برجس حمود البرجس، وعندما ترأست تحريرها الزميلة إقبال الأحمد، وما بعدها بقليل، حيث كان لها دور في أكثر من مرحلة مفصلية، لكن مع التغيرات المتلاحقة في مجال الإعلام، وتكرار تعيين غير المؤهلين لإدارتها، وانتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولها للمصدر الأول والأسرع لكل أنواع الأخبار، فقد تلاشى تقريباً دور وكالات الأنباء المحلية، التي أصبحت تتحرك كالسلحفاة مقارنة بوسائل التواصل، وبالتالي حان أوان التخلّص من الوكالة، والاعتماد على إدارة رشيقة ضمن وزارة الإعلام للقيام بمهامها، وتوفير عشرات الملايين التي تصرف على الوكالة، ومبناها الفخم، من دون سبب مشروع، وعلى جيش موظفيها، وإدارتهم العليا غير الكفوءة.
تقوم «كونا»، بين الفترة والأخرى، ببث فقرة تحت عنوان «حدث في مثل هذا اليوم»، تتضمن أحداثاً مهمة وخطيرة وقعت قبل سنوات، وفي آخر تلك الفقرات ورد خبر مر 31 عاماً عليه، يتعلق بقيام الأمير جابر بتقليد الأمير تشارلز قلادة مبارك الكبير، وخبر آخر عن مرور 3 سنوات على صدور مرسوم تعيين فاطمة السالم مديرة للوكالة!
وكما تبيّن من رسائل «الواتس» أن الوكالة قامت بطبع مفكرة مكتب، أو «كلندر»، تضمنت خبر مرور 3 سنوات على تعيين المديرة في منصبها. وتبع ذلك توزيع صور لقبعات وباجات تحمل العبارة التالية: «أعوام المجد الثلاثة.. الذكرى الثالثة لتولي مديرة كونا الإدارة»! فإن كانت المديرة تعلم بهذه الأمور فهي كارثة، وإن كانت لا تعلم فالكارثة أكبر، فقد شهدت وكالة الأنباء في السنوات الثلاث، بالذات، سقطات بحجم الفضيحة، وبثت أخباراً غير لائقة، وبعضها غير صحيح، هذا بخلاف تعرّض حسابها للاختراق من قبل وافد مصري، ونجاحه في نشر خبر كاذب، ونسبه إلى وزير الدفاع السابق أحمد المنصور، تعلّق بالانسحاب القريب للقوات الأمريكية من الكويت، مما شكّل قضية أمن دولة.
قد تكون كل هذه الأخبار المسيئة للمديرة مفبركة، ولكن لم يصدر أي نفي لها، حتى كتابة هذا المقال، بالرغم من أنه سبق أن أعلنت مديرة «كونا» بنفسها، في سبتمبر الماضي، عن إطلاق مرصدها، الذي تقع عليه مهمة التحقق من الأخبار والرد على الإشاعات، التي ترد في وسائل التواصل، ولكن بعد مرور شهرين تقريباً لم نقرأ رداً واحداً يتعلق بعشرات الإشاعات، التي تنتشر على وسائل التواصل يومياً، والتي تمس أو تسيء موضوعاتها إلى مختلف الجهات الحكومية، والرسمية الأخرى، فإن كانت بكل هذا العجز في ملاحقة ما يُشاع حول شخصها، فكيف بإمكانها ملاحقة والرد على مئات الإشاعات على وسائل التواصل، التي تخص عشرات الجهات الحكومية؟
«كونا» تجاوزها الزمن، ومن الأفضل إغلاقها رحمة بأعصابنا، خصوصاً أن الكل يعلم ما كانت عليه ظروف تعيين قياداتها قبل ثلاث سنوات، وبالتالي فإن ترك الأمور فيها على ما هي عليه، أمر ليس في المصلحة العامة!
ملاحظة: نتمنى على رئيس مجلس الوزراء بالإنابة، الشيخ فهد اليوسف، الذي نجح في القضاء على ظواهر كثيرة سيئة، ومنها منع عربات الآيسكريم غير الحضارية ولا الصحية، أن يسعى كذلك إلى القضاء على ظاهرة البقالات على الطرق السريعة، فهي مصدر تلوث للبيئة وتجارة إقامات رابحة، وفوضى مرورية، فوق أنها تعمل من دون رقابة حقيقية عليها، ولا حاجة ماسة إليها أساساً.
أحمد الصراف