: آخر تحديث

ثقافة الفشل

14
12
12

عثمان بن حمد أباالخيل

الإنسان الذكر والأنثى، وفي كافة مراحل الحياة العمرية يحدد له هدفا، أو عدة أهداف يسعي إلى تحقيقها، ويضع الإجراءات والخطوات التي من شأنها أن يفرح بالنجاح بعد أن يحققها .

النجاح يختلف تعريفه من إنسان إلى آخر حسب حيثيات كثيرة. من الطبيعي أن الفشل جزء من الحياة، إذا لم تفشل، لن تتعلم، وإذا لم تتعلم، فلن تتغير أبدًا.

مثلاً.. المخترع الأمريكي توماس أديسون الذي سأله أحد الصحفيين: هل صحيح أنك فشلت عشرة آلاف مرة قبل هذا الاختراع؟ رد أديسون: لم أفشل؛ بل اكتشفت عشرة آلاف طريقة لا يعمل بها المصباح الكهربائي، قمة الثقة بالنفس والابتعاد عن الإحباط. ما يحز في نفسي إن البعض لا يملك الجراءة بالاعتراف بالفشل، وبالتالي يضع نفسه في دوامة لا نهاية لها.

الفشل هو طريق النجاح، فهناك من يفشل ويفشل ويضع في ذهنه أن الشيء الذي أمامه معقد وهذا خطأ؛ لأنه لم يحاول أن يعطى النجاح حقه ليحققه ولم يفكر خارج الصندوق.

الفشل والنجاح كلمتان متناقضتان وتعريفهما صور عكسية لكل واحد منهما مع الآخر.

فالفشل يتناسب تناسبا عكسيا مع النجاح. فالنجاح موجود في حياتنا اليومية ونعيشه كل يوم، بل عدة مرات في اليوم، تعلمت من الحياة بأن الفشل قد يكون معلما جيدا للإنسان كما هو الحال بالنسبة للنجاح.

- جاك ويلش. ما يبعث الراحة النفسية أن الفشل، ليس نهاية الطريق، بل هو مفترق طرق يقف عنده الكثير من الحائرين، المحبطين، وربما الغاضبين.

صور الفشل كثيرة لا حصر لها ومنها الفشل العاطفي والفشل الدراسي والفشل المهني أو المالي والفشل الثقافي والفشل الصحي، وقد نجد أحياناً فشلاً بسيطاً أو فشلاً مركباً في أكثر من ناحية من نواحي الحياة.

ليس هناك إنسان ناجح طوال حياته ولا فاشل طوال حياته، لكن علينا ألا نستسلم، بل نبادر بالتغيير وتصحيح الأوضاع والانتقال إلى مرحلة جديدة فطريق النجاح واسع وأبواب الأمل والتفوق مفتوحة، وإن كانت ليست سهلة.

الفشل ليس له علاقة بالحظ، بل هو مرتبط ارتباطا وثيقا بأفعالنا ومعتقداتنا التي تميل إلى السلبية أكثر منها إلى الإيجابية يا للأسف هناك من يصاب في الإحباط وتحطيم الذات ولوم النفس حين يجد نفسه في الطريق الخطأ.

حين تدرك أن الفشل يؤدي الى النجاح حين تتعامل بموضوعية وحكمة في تشخيص أسباب الفشل هذه مقوله جميلة ومعبرة الاشخاص الذين يخافون من الفشل، لا يمكنهم معرفة طعم النجاح، حيث إنهم يقفون مكتوفي الايدي والسر وراء ذلك المماطلة وتأجيل القيام بالمهام المطلوبة وعدم القيام بالإجراءات والأشياء التي تساعد في تحقيق النجاح. جميل أن يستفيد الانسان من مرحلة الفشل ويعرف أسبابها ويستوعبها جيداً ويملك العزيمة والإصرار والجدية على ألا تتكرر مرة أخرى.

همسة (ليس عيبا أن تفشل لكن العيب أن تبقي مكانك لا تحرك ساكناً).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.