نُشاهد كثيراً من حالات القتل المسمّاة بقتل الشّرف... وقد يكون من ورائها وشاية أو إشاعة.
وحالات، مثل هذه هي أمور من مسؤولية القضاء ورجال الأمن وليس الإعلام.
ظاهرة أخرى هي القتل من أجل السرقة، كما قامت بها سفّاحتان في المجتمع المصري، (ريا وسكينة)... تتجوّلان في الطرقات والأسواق وإن رأتا امرأة تتحلّى بحليةٍ ذهبية استدرجتاها إلى منزلهما للضيافة، وتقومان بمساعدة رجل معهما بقتلها ودفنها تحت سلّم المنزل، وعند تكاثر حالات القتل تُرمى الجثة خارج المنزل أو إلقائها في بحر الاسكندرية.
انشغل المسرح في مصر في عرض (ريا وسكينة) بين الدراما السينمائية الهزلية بتمثيل تُخلط فيه المشاهد المحزنة والمضحكة بكوميديا هزيلة، ثم انتقلت هذه الجريمة لتجسيدها في الإذاعة والمسرح والسينما.
لقد تجمّعت هذه الوسائل الفنية في إبراز هذه الجريمة من أجل السرقة.
ومن تأثيرها على الشعب إذ خلقت في المجتمع نساءً متوحشات يغترفن جرائم القتل في أزواجهن وفي آخرين من أجل الكسب الحرام.
لا أعرف كيف تكون أعمال الإجرام موروثاً قومياً من تأثير أجهزة الإعلام لإدخال الفكاهة على أشنع جريمة في تاريخ المجتمع المصري...عُرضت قديماً في السينما ثم عرضت في المسرح سنة 1982 للمُؤلف بهجت قمر والمخرج حسين كامل وبعض الفنانين أشبعوا هذا العمل مدحاً وثناءً، لأنه دَرَّ ربحاً مادياً أكثر من الأعمال الجادة...
مثال آخر، فيلم «أستاذي مع التحية» لسدني بواتيه... الذي هذّبَ مدرسة فيها منحرفون من طالبات وطلبة إلى مدرسة مثالية... تسلّمها رجال الفن المسرحي الهابط إلى مدرسة المشاغبين، فحوّلها الإعلام إلى النيل من المدرّس العربي إلى مهازل أزرت بالمدرس في كل الأوطان العربية وإلى ما هو أدنى من التهرج لمسخ بالمدرس والمدرسة حتى انتشر الانحطاط اللا أخلاقي في جميع المدارس في العالم العربي.
الضحك له حدود في الكوميديا... المدرس وهو أجلُّ إنسان في الوجود أكرمه أمير الشعراء أحمد شوقي في رائعته:
قُم للمعلم وفّه التبجيلا
كادَ المعلمُ أن يكون رسولا
أعلمت أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا؟
هكذا عمد الفن الهابط إلى تحطيم المُثل العليا، فانتشر الفساد في الإعلام العربي في مَسْرحِهِ وأجهزة إعلامه.