يفاخر رئيس وزراء إسرائيل بأن حركة حماس في حالة ضغط الآن، ولكنه ينسى أن تسعة أشهر مضت وانقضت من حربه ولم يحسم معركته بعد، رغم إمداده بالأسلحة الأمريكية المتطورة، ومساعدته بالمعلومات الاستخباراتية من قلب واشنطن.
* *
نسي نتنياهو أن الضغط الذي يعنيه هو جعل قطاع غزة أرضاً محروقة، وأنه قتل أربعين ألفاً من المواطنين، ومائة ألف مصاب منهم، ومنع عنهم الدواء والغذاء والماء، وأقفل كل الممرات لكي لا يصل لهم ما يبقيهم أحياء.
* *
نعم، حماس فقدت كثيراً من قوتها العسكرية، وقدرتها لإملاء شروطها، وما لديها من أسلحة تكاد أن تنفد، ولا يوجد طريق لإمدادها بسلاح تقاوم به حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، ولكن معارك الشهور التسعة أظهرت أن جيش إسرائيل لم يعد جيشاً لا يقهر.
* *
ويتباهى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بأنه لم يكن يلقي السمع لما كانت تقوله المعارضة الإسرائيلية، وأنه لو استمع لكلامهم لما وصلت الحرب إلى المرحلة التي وصلت إليها، ولكنه ينسى قتلاه بالمئات، وأسراه الذين لا زالوا في قبضة حماس، ولم يستطع الوصول إليهم وتحريرهم.
* *
نتنياهو قاتل، وإرهابي، ومدان من المحاكم الدولية، ومع ذلك لا يستحي ولا يخجل حين يتحدث عن نجاحه في تدمير قطاع غزة وقتل سكانها من الفلسطينيين.