ثلاثة عشر ألف طفل استشهدوا جراء الحرب الإسرائيلية على غزة دون ذنب اقترفوه سوى أنهم من سكان غزة، ومن عاش من أطفال غزة فإنه يواجه الأمرّين، فحسب المفوّض العام للأونروا «كل يوم 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين بالمعدل»، وأوضح أن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين خسروا أيدياً أو أذرعاً، وأن «ما يصل إلى 21 ألف طفل في عداد المفقودين» منذ بداية الحرب، الأمر لم يقف عند هذا الحد بل هو أمر مستمر للذين فُقدوا أو من تقطعت أطرافهم، فمن بقي منهم على قيد الحياة فإنهم يواجهون مع أهاليهم ظروفاً أقسى، فالتقارير الصادرة عن المنظمات الدولية تؤكد أن واحداً من كل ثلاثة أطفال في شمالي غزة يعاني من سوء التغذية الحاد أو الهزال، ويقول خبراء التغذية إنه حتى إذا أفلت الأطفال من الموت فإن الحرمان من الطعام في السنوات الأولى يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية دائمة.
أمام هذه الكارثة الإنسانية التي لم يهتز الضمير العالمي لها رغم شناعتها، ولن يهتز، فرغم أن عدد القتلى قارب الأربعين ألفاً إلا أن الحرب مازالت دائرة هذا إذا لم تتسع رقعتها وتصل إلى لبنان، وهو أمر وارد، ولا توجد جهود كافية لإيقافها، ما يعني أن الأرقام ستتصاعد وربما تتضاعف وتكون النتائج كارثية أكثر مما هي عليه الآن.
اشتعال المنطقة وازدياد عدد الضحايا ليس في مصلحة أحد ولا حتى إسرائيل التي تعتقد أنها انتصرت أو أنجزت أهداف حملتها العسكرية، والتي لم تتحقق حتى الآن، فالانتصار يعني النهاية، وتلك النهاية لم تحدث بعد والدليل استمرار الحرب وسقوط قتلى من الجانبين، وحتى إذا تجاوزنا الانتصار فأي أهداف حققتها إسرائيل حتى الآن وهي تخوض معارك يومية؟
إذاً هو العناد والخوف من النتائج، فاستمرار الحرب بالنسبة للحكومة الإسرائيلية ورئيسها إنما هو بمثابة طوق نجاة مما سيكون بعد انتهائها، وهو ما يجعل من أمد الحرب يطول إلى أكبر وقت ممكن دون أن يكون هناك أي اعتبار لعدد الضحايا سواء أكانوا أطفالاً أو غير أطفال.