أقرّت الجمعية العمومية لجمعية المسرحيين الإماراتيين خلال اجتماعها أخيراً «اليوم الإماراتي للمسرح»، وذلك في الثاني من يوليو/تموز كل عام تزامناً مع يوم ميلاد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رجل المسرح والتاريخ والأدب والتوثيق.
وهي مبادرة نبيلة تكتسي بقيم الوفاء المتأصّلة في نفوس وأرواح المسرحيين الإماراتيين تجاه صاحب السموّ حاكم الشارقة حامي المسارح المحلي والخليجي والعربي بالكتابة التاريخية لهذا الفن الإنساني العالمي. وقد جعل سموّه من الإمارات مركزاً لثقافة المسرح انطلاقاً من المبادرات المنتظمة لدعم المسرح، مادياً ومعنوياً، وفق منهج متدرّج في مشروع الشارقة الثقافي الذي يُعَد المسرح واحداً من أعمدته الأساسية.
«اليوم الإماراتي للمسرح» مناسبة إماراتية وطنية وثقافية لا تخص المسرحيين وحدهم، بل تخص أيضاً كل كاتب وأديب ومثقف وإعلامي في الإمارات، وفي الوطن العربي كله، وذلك في ضوء توسّع دائرة الثقافة المسرحي، محلياً وخليجياً وعربياً، ابتداءً من الشارقة التي أطلقت الهيئة العربية للمسرح في عام 2007، وقبل ذلك، ومنذ الثمانينات كانت «أيام الشارقة المسرحية» وما زالت مدرسة ثقافية محترفة في بناء ثقافة المسرح، ولياقة المسرحيين، ودليلهم إلى الخبرات المسرحية المتقدمة في الوطن العربي، وفي العالم.
«اليوم الإماراتي للمسرح» أيضاً يتكامل في رمزيته وفي مناسبته مع «اليوم العالمي للمسرح» و«يوم المسرح العربي»، أما خصوصية هذا اليوم العزيز على قلوب المسرحيين والمثقفين والفنانين بشكل عام، لارتباطه بميلاد صاحب السموّ حاكم الشارقة، فهي تكمن في المعنى الوجداني والروحي لمفهوم الولادة، ومن حق المسرحيين الإماراتيين القول إن مسرح الإمارات ولد في كنف الشخصية الثقافية لصاحب السموّ حاكم الشارقة، وإن المسرح الإماراتي اليوم هو مجموعة مسارح متخصصة، وليس مسرحاً واحداً، ولدت جميعها بالتدريج على مدى تحوّلات مشروع الشارقة الثقافي من مسرح الهواة إلى مسرح المحترفين، ومن مسرح العلبة الإيطالية، إلى المسرح الصحراوي، ومن المسرح الجماعي إلى الثنائي، ومن مسرح المدرسة والكشافة والشباب والجامعة إلى كل مسارح العرب.
هذه المنظومة الثقافية المسرحية من السبعينات إلى اليوم ستجد احتفاليتها الحميمة في الثاني من يوليو/تموز كل عام هنا في الشارقة عاصمة المسرح، وعاصمة الفنون والكتاب، وهي احتفالية سنوية بروّاد مسرح الإمارات من المؤسسين القدامى، وهي أيضاً احتفالية بالمسرحيين جميعهم، إلى جانب الاحتفاء بالفرق المسرحية. وفي (اليوم الإماراتي للمسرح)، ستقام أيضاً ندوة مسرحية متخصصة تلقي الضوء على ثقافة «أبو الفنون» وخبراته المحلية.
مناسبة عزيزة فعلاً على قلب كل من كتب للمسرح، وكل من وقف على خشبته، وكل من أمضى عمره الثقافي والشخصي في هذا الشغف الإبداعي الذي يؤشر إلى رفعة حضارات وجماليات شعوب العالم الإنساني الجميل.