: آخر تحديث

عادات رمضان

8
9
8

في رمضان، تتغير بعض العادات للأفضل، تستحق أن نشيد بها، عادات نتمنى لو تستمر طوال العام، من حسن الجوار، وصلة الرحم، وسعة الصدر وقبول الاختلاف، والإحساس بالآخر، عادات صحية تسعى لحياة خالية من الضغوط والانسياق وراء عالم العمل فقط ونسيان الأسرة وما في هذه الحياة من متع، ونعم تجعلنا بخير، وراحة وطمأنينة.

في كل يوم عند الخامسة عصراً، حين أبدأ جولة المشي في «ممشى الفريج» أرى الكثير يمارسون رياضة المشي، والجري، وغيرهما. أرى تجمع بعض الأسر استعداداً للإفطار، وأرى الأطفال مع آبائهم وأمهاتهم، يمارسون رياضة ما، بعيداً عن عالم الإلكترونيات والصخب. أسمع في بعض الأحاديث، سؤال الجار عن الجار، عن أحواله وماهية حياته، وسؤاله عن فلان الذي غاب منذ وقت. وهناك مجموعات لا أعتقد أنهم تعارفوا من قبل خارج حدود الممشى. أرى الكبير والصغير، كما أتشجع برؤية من كبر عمره وصغر شكله، علت همته ويمارس رياضته في حب واضح للحياة وأن يبقى بصحة وبخير.

في رمضان، تزداد موائد الإفطار، ويسعى الجميع لأن يكون لهم نصيب فيها، تزيد الصدقات ويزيد زوار المساجد وقيام الليل، وحتى صلاة الفجر تزدحم. كم هو جميل أن تبقى هذه الصور مستمرة للعام كله، نرى التجمعات الأسرية التي تجمع الأهل والأصدقاء والجيران، ونرى الحفاوة في كل مكان نذهب إليه. نرى الحب في العيون التي تباهي بالشهر الكريم.

في رمضان لربما يخف عدد ساعات العمل، لكن الهمة لا تزال عالية ومخلصة ووفية، فتحية للجنود المجهولين الذين يتعبون في رمضان لكي يكون ضيفاً جميلاً آمناً وسعيداً في نفوسنا.

في رمضان نتسابق في مجالس القرآن قراءة وتدبراً، وإحساساً بعظم كتاب الله ومعانيه، وكيف أننا أمة تملك أعظم النعم، بعثة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فينا، وكتاب الله الكريم المنزّه عندما نتدبره، نحن في خير أن الكل في سعة ورغد وامتنان بما لدينا. في رمضان تزدان المساجد بزوار يزيدونه طيباً وأثراً، حباً ودعاءً، فيه يقبل الأطفال على تعلم العادات والسنع، وما تعنيه الحياة الحقيقية لنا، تراثنا، وملابسنا واحترامنا للكبير والصغير.

وها هو يكاد ينقضي، ولكنه يبتهل بمن يسابق في التغيير وإحداث الفرق، قد بوركنا بنعمة أن عشناه مع من نحب، وقد أحزننا فراق من عرفناه عمراً؛ فيا ربّ من رحل اجعله بدعائنا في نعيم لا يزول، وارزقنا ومن نحب رضاك والجنة، ارزقنا بلوغ ليلة القدر، لا ننشغل عنها ولا نترك خيرها وفضلها، «اللّهم بلّغنا ليلة القدر».

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد