: آخر تحديث

أمير قطر في باريس الثلثاء... زيارة دولة حافلة بالملفّات الشّائكة

25
24
25

ستزدان شوارع باريس يوم الثلثاء بالعلم القطري إلى جانب الفرنسي، لمناسبة الزيارة الأولى لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كزيارة دولة منذ توليه العرش في 2013. وقالت مسؤولة في الرئاسة الفرنسية إن هذه الزيارة لضيف الرئيس إيمانويل ماكرون بالغة الأهمية في ظل الظروف الحالية في الشرق الأوسط، لأن قطر شريك أساسي في الجهود الرامية إلى استقرار المنطقة وتبذل جهوداً من أجل تحرير الرهائن لدى حركة "حماس"، ومن بينهم ثلاثة فرنسيين، ما يمثل أولوية للرئيس ماكرون الذي سيثير موضوعهم مع الشيخ تميم، كما الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، وهو أيضاً أولوية للرئيس الفرنسي، ما يتيح إدخال مساعدات ضخمة إلى غزة.

وأكدت المسؤولة أن فرنسا تريد العمل مع قطر وحلفاء آخرين في المنطقة من أجل حل سياسي قائم على دولتي فلسطين وإسرائيل، وقطر لاعب أساسي في أزمات دولية، من أفغانستان حيث أتاحت إجلاء 700 شخص، كما أنها لعبت دوراً في تأييد القانون الدولي في رفض الغزو الروسي لأوكرانيا. كما سيثير الرئيس ماكرون مع ضيفه القطري موضوع الفراغ الرئاسي في لبنان وأيضاً الجهود التي تبذل من أجل تجنيب التصعيد في لبنان.

إلى ذلك، وبعد سنوات من تهجم وسائل الإعلام والرأي العام الفرنسي على دولة قطر واتهامها بتمويل الإسلام المتطرف، وانتقاد قرار إجراء كأس العالم لكرة القدم فيها ونجاحها في تنظيمها، وكذلك خروجها من الحصار، تحول الآن عدد من وسائل الإعلام الفرنسي إلى الاعتراف بدور قطر الأساسي في الأزمات العالمية، إن كان ذلك في أفغانستان أو بالنسبة للحرب على غزة أو في لبنان.

ومنذ أيام يتحدث الإعلام الفرنسي عن الدور المحوري الذي يلعبه أمير قطر في أزمات المنطقة. وسبق لصحيفة "ليبراسيون" أن نشرت الأسبوع الماضي على صفحتها الأولى كيف أن قطر فرضت نفسها منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) في قلب العمل الدبلوماسي. وروى تقرير "ليبراسيون" كيف أن أمير قطر اجتمع في قطر في 31 تشرين الأول مع أرفع ممثلي الجالية اليهودية العالمية بعدما كان قد دعا إلى قطر رئيس المؤتمر اليهودي رونالد لاودر وريث شركة Estee Lauder، وهو شخصية مقربة من الحزب الجمهوري الأميركي ودونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وكتبت الصحيفة أن لاودر يقدر الشيخ تميم "رغم أن الجالية اليهودية تشكك في أن الإمارة تموّل المجموعات الإرهابية الإسلامية، وأن لاودر ذهب إلى قطر رغم توصيات أصدقائه اليهود وممثلي الجاليات اليهودية". وقالت إن أمير قطر يجهد من أجل تحرير الرهائن.

ويشير تقرير الصحيفة الفرنسية إلى أن قطر تمكنت في المرحلة الأولى من تحرير 11 طفلاً، وأن هناك 13 رهينة حالياً لدى "حماس" حسب الإسرائيليين، وقطر  تبذل جهوداً للإفراج عنهم. واعتبرت أن زيارة أمير قطر ليست كأي زيارة دولة أخرى لأنها تتم في هذه الظروف الكارثية في غزة، كما أن لبنان مهدد بحرب إسرائيلية واسعة إذا لم يتراجع "حزب الله" 10 كم من الخط الأزرق ويسحب سلاحه من جنوب الليطاني، وفرنسا تعوّل على شراكة مع قطر في هذه الملفات، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ يُعقد منتدى اقتصادي يرأسه القطري الشيخ محمد آل ثاني ورئيس الحكومة الفرنسية غبريال أتال. كما أن وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي ستبحث في العلاقات الثقافية الثنائية بين البلدين، علماً أن قطر عضو في منظمة الفرنكوفونية.

ماكرون سيمد السجاد الأحمر لضيفه القطري الذي سبق أن زاره مرات عدة، لكن ليس كزيارة دولة، ويستضيفه إلى عشاء دولة مع السيدة بريجيت ماكرون في قصر فرساي التاريخي العريق، كما أن الأمير ووفده الرفيع سيجدان حفاوة فرنسية واسعة من الطاقم الحكومي الفرنسي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.