: آخر تحديث

السعودية.. ثلاثة قرون من الأمجاد

16
15
15
مواضيع ذات صلة

«يوم بدينا»، لم تكن البداية قريبة، بل بعيدة وعميقة جداً، وترجع إلى حقب ما قبل الإسلام، حيث قَدِم بنو حنيفة إلى اليمامة في مطلع القرن الخامس الميلادي، واستقروا في وسط الجزيرة العربية ليؤسسوا اليمامة التي تمركزت في منطقة العارض في نجد، على ضفاف وادي حنيفة، لتصبح بعد ذلك جزءاً من الدولة النبوية عقب ظهور الإسلام وصولاً إلى ما بعد زمن الخلافة، حيث بدأ الضعف إلى أن عاد الأمير مانع بن ربيعة المريدي الحنفي، ليكمل مسيرةَ عشيرته «بني حنيفة» في منتصف القرن التاسع الهجري (850 هـ/1446م)، حيث تمكّن الأمير من العودة إلى وسط الجزيرة العربية، فكان قدومُه اللبنةَ الأولى في مراحل تأسيس الدولة السعودية الأولى. وبعد أكثر من 280 عاماً تعاقب فيها أبناء مانع المريدي وأحفاده على إمارة الدرعية حتى تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في فبراير 1727م، حيث نقل الدرعية من الضعف والانقسام إلى توحيدها واستقلالها السياسي، ليؤسس بذلك الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية.
بات يوم 22 فبراير يوماً رسمياً للتأسيس التاريخي، الذي أقرّته القيادة السعودية ليمثل مناسبةً وطنية يتم الاحتفاء بها في كل عام كتوثيق دقيق لعمر (الدولة السعودية) التي بدأها الإمام محمد بن سعود قبل نحو 300 عام، تليها الدولة السعودية الثانية التي أسسها الأمام تركي بن عبدالله بن سعود عام 1824م، ثم الدولة السعودية الثالثة (المملكة العربية السعودية) التي قامت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ورجاله الأشاوس بتاريخ 1902م، والتي نرفل اليوم -كسعوديين- في حِمى أرضها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يَعبر اليوم بالمملكة برؤية فذة وإرادة قوية ورثها عن همة مؤسس شيّد بها حضارةً متماسكةً، بعد التشظي والتمزق، وتحت راية لا إله إلا الله، إذ لملم عبدالعزيز شتاتها ووحّد سكانها وعمّر أطلالها وصنع وطناً يتسامى وعياً وعزماً ليرسي قواعد دولة بالبصيرة النافذة والعزيمة الفذة، ويَعبر بها عباب المخاطر حتى باتت اليوم تقف في مصاف الدول الكبرى بفضل حكمته السديدة وحكمة سلالته من بعده.
صادف يوم أمس الأربعاء 22 فبراير الذكرى السنوية ليوم التأسيس التاريخي للمملكة العربية السعودية، اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727م، وهو يوم يرسخ الاعتزاز باستمرار هذا الكيان العظيم من الدولة الأولى إلى الدولة الثالثة والاعتزاز بحكامها من أبناء بيت الحكم السعودي والجذور الراسخة لهذه الدولة، وما أرسته من وحدة واستقرار وأمن ووحدة وطنية عبر تاريخ تليد لم يخضع لمستعمر أو محتل. كما يرسّخ هذا اليوم الارتباط الوثيق بين المواطن وقيادته ويزيد فخره بإنجازات ملوكه من أبناء المؤسس في تعزيز البناء والوحدة، وفي لم شتات الوطن تحت راية واحدة، وقيادة طموحة تسير إلى مصاف الدول العظمى ببصيرة نافذة ورؤية متجددة.
«يوم بدينا» هو شعارنا باستمرار أمجادنا التاريخية في احتفالات يوم التأسيس ورمزية حقيقية لامتداد الدولة وفخر السعوديين ببداية دولتهم وامتدادها بامتداد حكامها، وهي البداية التي أسست لأيام تاريخية ومحطات مفصلية في تاريخ المملكة منذ التأسيس وحتى اليوم، وهو الفخر والاعتزاز بمرور ثلاثة قرون على تأسيس الدولة السعودية الأولى واستمرارها وصمودها بولاء شعبها والاعتزاز بقيادتها والفخر بأرضها، وهو إيذان بتأسيس «الهوية» والوطن والكيان والدولة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد