إيلاف من واشنطن: طلب الفريق الانتقالي الخاص بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب من روبرت لايتهايزر، الذي قاد حرباً تجارية ضد الصين، العودة إلى منصب الممثل التجاري للولايات المتحدة في الإدارة الجديدة، حسبما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فيما نفت "رويترز" صحة هذه التقارير.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن ترمب طلب من الممثل التجاري الأميركي السابق روبرت لايتهايزر العودة إلى منصبه السابق، وهو منصب على مستوى مجلس الوزراء في المكتب التنفيذي للرئيس وهو مسؤول عن سياسة التجارة في البيت الأبيض، لكن مصادر "رويترز" شددت على أن هذا "غير صحيح تماماً" وأنه لم تحدث أي محادثة من هذا القبيل.
وقالت مصادر "فاينانشيال تايمز"، إن عرض ترمب، يأتي في وقت يتنافس فيه لايتهايزر أيضاً على مناصب أعلى من مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، مثل وزير التجارة، أو مستشار اقتصادي للبيت الأبيض، أو وزير الخزانة، ولكن من المرجح أن يُعرض هذا المنصب على منافسين آخرين، بمن فيهم مديري صندوق التحوط سكوت بيسنت وجون بولسون".
"مخاوف في بكين"
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن إمكانية تعيين لايتهايزر، من المرجح أن تثير مخاوف في بكين، وكذلك بين حلفاء الولايات المتحدة التجاريين، بالنظر إلى مدى نفوذ لايتهايزر خلال حروب ترمب التجارية خلال ولايته الأولى.
وتعهد ترمب بفرض تعريفات جمركية عالية على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، وخاصة السلع الصينية.
وكان ترمب قد فكر في لايتهايزر لمنصب وزير التجارة، لكن الأشخاص المطلعين على مناقشات الموظفين، قالوا إن الرئيس المنتخب من المرجح، أن يعرض هذه الوظيفة على المليارديرة ليندا ماكماهون، وهي من المانحين الرئيسيين له.
وكان لايتهايزر أحد الشخصيات الرائدة خلال فترة ولاية الرئيس الأولى، وساهم في فرض رسوم جمركية باهظة على الواردات الصينية، وإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، أو "نافتا"، مع المكسيك وكندا.
وقال بريندان بويل، عضو الكونجرس عن فيلادلفيا وهو الديمقراطي الأبرز في لجنة الموازنة المؤثرة في مجلس النواب، وعضو كبير في لجنة الطرق التي تشرف على التجارة، إنه "سيرحب بتعيين لايتهايزر، لأنه يحظى باحترام كبير".
وأضاف بويل: "عندما كان بوب لايتهايزر ممثلاً تجارياً للولايات المتحدة، عملت معه على إعداد وإخراج اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهو رجل محترم".
"قيصر التجارة"
وبصفته "قيصر التجارة" لترمب، ترأس لايتهايزر حقبة مضطربة للتجارة العالمية، حيث ضربت الإدارة مراراً وتكراراً أكبر شركائها التجاريين، بما في ذلك حلفاؤها، برسوم ورسوم جمركية باهظة على واردات بقيمة مليارات الدولارات.
وبصفته محامياً سابقاً لصناعة الصلب الأميركية، فقد اشتبك كثيراً مع منظمة التجارة العالمية ومقرها جنيف، والتي تشرف على النزاعات التجارية الدولية، واصفًا إياها بـ "الفوضى" التي "أفشلت أميركا".
وكشفت "فاينانشيال تايمز"، أن روبرت أوبراين، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي خلال إدارة ترمب الأولى، وكان يُنظر إليه على أنه مرشح للعودة إلى هذا المنصب أو أن يصبح وزيراً للخارجية، أخبر مقربيه بأنه لن ينضم إلى الإدارة الجديدة لترمب".
وأمضى لايتهايزر ثلاثة عقود كمحام في شركة المحاماة، سكادن أربس، في وول ستريت، حيث حارب الواردات الصينية نيابة عن صناعة الصلب الأميركية، بما في ذلك شركة "يو إس ستيل". في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما ساعد في إقناع إدارة جورج دبليو بوش بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب لحماية الصناعة الأميركية.
خلال فترة ولايته السابقة كممثل تجاري، ابتعدت واشنطن عن الصفقات التجارية التي تحركها المصالح التجارية وركزت بدلاً من ذلك على التدابير المصممة لإعادة التصنيع إلى الداخل وحماية العمال الأميركيين.
على الرغم من ذلك، وافق لايتهايزر على صفقات تجارية محدودة مع الصين واليابان، وقام بتحديث صفقة الولايات المتحدة مع المكسيك وكندا.
وفي مقال كتبه في صحيفة "فاينانشال تايمز" قبل الانتخابات الأميركية مباشرة، ألقى لايتهايزر باللوم على التجارة الحرة في فقدان وظائف التصنيع الأميركية ووصف العجز التجاري الأميركي بأنه "مثير للقلق". وكتب: "في مواجهة نظام يفشل بلدنا بشكل خطير، فإن ترمب مطالب باتخاذ إجراءات".