أثار تقرير "إيلاف" عن موجة انشقاقات وهروب عناصر من حزب الله من مواقعهم في جنوب لبنان اهتمامًا عالميًا واسعًا، ليصبح محور تغطية عدد من الصحف العالمية التي تابعت التقرير عن كثب، نظرًا لارتباطه بتصاعد التوترات بين الحزب وإسرائيل.
إيلاف من لندن: تفاعلت صحف عالمية مع التقرير الخاص الذي نشرته "إيلاف" يوم أمس الأحد بعنوان "موجة هروب وانشقاق عناصر نظامية واحتياط في حزب الله". وعلى الرغم من حاجز اللغة، وندرة النقل العالمي عن المصادر العربية، إلا أن أهمية المعلومات التي كشفها تقرير "إيلاف" استحوذت على اهتمام الإعلام العالمي.
صحيفة الصن تنقل تقرير إيلاف
"الصن" الأميركية: "مقاتلو حزب الله يفرون بأعداد كبيرة"
وتناولت النسخة الأميركية من صحيفة "الصن" تقرير "إيلاف" بتفصيل حول الأوضاع الميدانية لحزب الله، مبرزةً صعوبة تواصل الحزب مع عناصره نتيجة الهروب الجماعي، وفرار بعض المقاتلين مع عائلاتهم إلى سوريا لتجنب الصراع مع إسرائيل. وتطرقت الصحيفة إلى محاولات حزب الله تعويض هذه الانشقاقات الواقعة في صفوفه من خلال إرسال تعزيزات جديدة إلى الجنوب اللبناني، في خطوة تعكس عمق التحديات التي تواجهه.
وفي التفاصيل، نقلت الصن: "في تقرير نشر الأحد، قالت مصادر لصحيفة "إيلاف" المستقلة، إن حزب الله يعاني من صعوبة التواصل مع مقاتليه على الأرض نتيجة خروج المقاتلين من مراكزهم". وذكرت التقارير أن بعض العناصر فروا أيضًا إلى الأراضي السورية مع عائلاتهم في محاولة لتجنب الصراع المباشر مع إسرائيل.
وتابع التقرير: "ذكرت مصادر مطلعة أن جماعة حزب الله بدأت الآن في إرسال تعزيزات إلى جنوب لبنان لمحاربة القوات الإسرائيلية في محاولة لتعويض فرار أعضائها، وبحسب المصادر، هناك مخاوف أيضاً من أن تنتشر الانشقاقات، التي تتركز حالياً في جنوب لبنان، ويبدو أن مقاتلي حزب الله وجدوا صعوبة في العثور على عناصر جديدة لدعم حملتهم ضد إسرائيل نتيجة الاشتباكات على الحدود الجنوبية".
"جيروزاليم بوست": انشقاقات تهدد استقرار حزب الله
كما تفاعلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية مع تقرير "إيلاف" باهتمام بالغ، وركزت على الانعكاسات المحتملة لهذه الانشقاقات على الحزب، في ظل التصعيد العسكري الجاري على الحدود.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير تشير إلى عدم استجابة بعض المقاتلين لدعوات العودة لمراكزهم، مما قد يمثل نقطة تحول كبرى في تماسك الحزب وسط دعم إيراني ومواجهة مفتوحة مع إسرائيل.
ويشكل ما جاء في تقرير "إيلاف" أهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل باعتبارها الطرف المقابل في الصراع مع حزب الله. وعنونت الصحيفة: "حزب الله يبدأ بالانقسام: موجة من الانشقاقات تهدد الجماعة اللبنانية - تقرير".
ونقلت "جيروزاليم بوست" عن "إيلاف": "منذ بدأت إسرائيل عملياتها البرية في جنوب لبنان، أفادت التقارير أن عناصر حزب الله بدأوا في التخلي عن مواقعهم والفرار إلى سوريا، وبعد أكثر من عام من شن الهجمات الجوية ضد شمال إسرائيل، أفادت تقارير أن حزب الله بدأ يتصدع حيث شهدت الجماعة المدعومة من إيران موجة من الانشقاقات، حسبما ذكرت مصادر لصحيفة إيلاف في تقرير نشر الأحد".
وتابعت الصحيفة: "بحسب المصدر (إيلاف) فإن المنشقين لا يتوجهون إلى أماكنهم المخصصة لهم عندما يتم الاستدعاء، كما أنهم لا ينتظرون في أماكنهم المخصصة لهم، فيما أفادت تقارير بأن البعض منهم فروا إلى الأراضي السورية مع عائلاتهم، في محاولة لتجنب أي مواجهة مع إسرائيل عن قرب".
لم تقتصر التغطية على الصحف الغربية، بل شهدت وسائل الإعلام العربية تفاعلًا كبيرًا مع ما كشفته "إيلاف"، حيث تشكل هذه الانشقاقات نقلة نوعية في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، ما يضع المنطقة بأكملها أمام سيناريوهات عسكرية وسياسية جديدة قد تتغير فيها المعادلات القائمة.