شدد ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على رفضهم لأية خطط إسرائيلية هدفها تهجير الفلسطينين من الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، مؤكدين ضرورة إدانتها دوليا والتصدي لها.
وحذر الزعماء في ختام قمة عربية ثلاثية عُقدت في مدينة العقبة الأردنية الساحلية، من محاولات "إعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق آمنة فيها"، بحسب بيان رسمي صدر عن الديوان الملكي الأردني، وأكدوا على ضرورة تمكين أهالي غزة من العودة إلى بيوتهم.
وجدد الزعماء مطالبتهم بوقف "العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية المدنيين العزّل"، وضرورة إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة بشكل دائم وكاف، مؤكدين رفضهم الكامل لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والفصل بين غزة والضفة الغربية اللتين تشكلان امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة.
وقبل يومين، التقى رئيس السلطة الوطنية الفسلطينية، محمود عباس، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وأكد السيسي حينها أن القضية الفلسطينية تمر بمفترق طرق الآن، ومن الضروري أن يتحلى المجتمع الدولي بالمسؤولية التاريخية والإنسانية والسياسية لإقامة دولة للفلسطينيين.
وكان الرئيسان المصري والفلسطيني وصلا إلى مدينة العقبة ظهر الأربعاء، حيث عقد ملك الأردن لقاءين منفصلين مع الرئيسين المصري والفلسطيني قبيل انعقاد القمة الثلاثية، في إطار بحث الجهود المستهدفة للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
قمة لتنسيق الجهود والتحذير من انفجار الأوضاع في الضفة
وقال وزير الاتصال الحكومي الأردني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مهند المبيضين لبي بي سي إن القمة تأتي في سياق الجهود الأردنية للتنسيق مع مصر والسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالموقف العربي المطلوب لمواجهة "التدمير والكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب على قطاع غزة".
وأضاف المبيضين أن القمة تعكس أعلى درجات التنسيق العربي من أجل الضغط لوقف "العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين".
وأشار الناطق الرسمي إلى أن العنوان الأساسي للقمة الثلاثية هو رفض التهجير ووقف الحرب، مؤكداً أن هذه العناوين تشكّل "الأولوية القصوى" للدول الثلاث، والموقف العربي عموماً.
وأوضح المبيضين أن مناقشات القمة تضمنت الظروف التي تحاول إسرائيل خلقها في الضفة الغربية المحتلة، من حيث ترويع الفلسطينيين وفصلهم عن أملاكهم وأماكن سكناهم ومنعهم من ممارسة أنشطتهم الاقتصادية، وغيرها من الممارسات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون.
ماذا يعني الإعلان الإسرائيلي عن المرحلة الثالثة من حرب غزة؟
عنف المستوطنين الإسرائيليين يجلب الدمار والخوف إلى الضفة الغربية مع احتدام الحرب
وخلال القمة، نبّه الزعماء الثلاثة إلى ما يجري بالضفة الغربية من أعمال عدائية يقوم بها المستوطنون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني، والانتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي قد تؤدي إلى خروج الوضع في الضفة عن السيطرة وتفجر الأوضاع بالمنطقة.
رسائل لبلينكن
وتأتي القمة بالتزامن مع جولة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة، بدأت في الرابع من يناير/ كانون الثاني، زار خلالها الإمارات والسعودية وقطر وتركيا واليونان والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. كما يصل بلينكن إلى القاهرة مساء الأربعاء لعقد جلسة مباحثات مع الرئيس المصري في قصر الاتحادية حول الوضع في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، يقول الوزير الأردني السابق والمحلل السياسي إبراهيم بدران لبي بي سي، إن "تزامن القمة مع زيارة بلينكن يأتي بهدف الضغط من أجل وقف الحرب في غزة، وذلك قبل أن يتناول بلينكن مساعي اندماج إسرائيل في المنطقة، وهو الملف الذي يحمله خلال جولته الحالية".
ويرى الوزير السابق أن لقاءات العقبة جاءت للرد على تصريحات بلينكن، والتي لم يتعرض خلالها لوقف "العدوان الإسرائيلي على غزة ووقف الاستفزازات في الضفة الغربية، بل أشار إلى أن الحرب لم تصل إلى نهايتها وأهدافها، ما يعني أن الولايات المتحدة لا تضغط باتجاه وقف الحرب"، وهو ما يصفه بدران بالنقطة "بالغة الأهمية والمركزية" بالنسبة للأردن ومصر والسلطة الفلسطينية.
وكان بلينكن قد أكد خلال زيارة لمدينة رام الله صباح الأربعاء قبيل قمة العقبة، تأييد واشنطن "لتدابير ملموسة" من أجل إقامة دولة فلسطينية، بينما حذّر عباس خلال اللقاء من "خطورة الإجراءات الإسرائيلية لتهجير أبناء شعبنا في قطاع غزة أو الضفة الغربية، بما فيها القدس"، مجدداً التأكيد على أن "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية".
بلينكن يؤكد ضرورة تمكين الفلسطينيين من البقاء في غزة
ما هي مهمة بلينكن في زيارته الرابعة للشرق الأوسط؟ وهل يفلح فيها؟
ومن المفترض أن يلتقي بلينكن مساء الأربعاء بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضمن جولته في المنطقة. إذ يعتقد بدران أن القاهرة ستنقل لوزير الخارجية الأمريكي مخرجات القمة، والموقف المشترك للقادة الثلاثة حول أولويات وقف الحرب ومنع التهجير.