إيلاف من لندن: شهد وزير الخارجية البريطاني بنفسه، في اليوم الثاني لزيارته، كيف تقوم أوكرانيا بصد القوات الروسية في البحر الأسود لضمان وصول الحبوب إلى الفئات الضعيفة في العالم.
وسافر اللورد ديفيد كاميرون، اليوم الخميس، إلى مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود، وهو أول وزير في حكومة المملكة المتحدة يقوم بذلك منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق.
أوديسا هي في طليعة مقاومة أوكرانيا للعدوان الروسي. وفي الأشهر الثلاثة الماضية، حققت أوكرانيا تقدماً ملحوظاً في البحر الأسود لدفع البحرية الروسية شرقاً وفتح ممرات تصدير مهمة للاقتصاد الأوكراني والإمدادات الغذائية العالمية.
وسمحت الجهود التي بذلتها أوكرانيا منذ انهيار روسيا لمبادرة حبوب البحر الأسود لـ 91 سفينة بتصدير 3.3 مليون طن من البضائع الزراعية وغيرها من البضائع.
دعم جديد
وأثناء وجوده في أوديسا، أعلن وزير الخارجية أيضًا عن دعمه للأوكرانيين المتأثرين بشكل مباشر بالغزو. ويشمل ذلك توفير الإمدادات الشتوية الأساسية والدعم للأشخاص الذين يتم إجلاؤهم من مناطق الخطوط الأمامية.
وتقدم المملكة المتحدة 10 ملايين جنيه استرليني لنداء جمعية الصليب الأحمر الأوكراني لتوفير الإمدادات الطبية للمجتمعات المتضررة بشكل مباشر من العدوان الروسي ولدعم جمعية الصليب الأحمر الأوكرانية كمستجيب أول.
وستقدم المملكة المتحدة أيضًا أكثر من 7 ملايين جنيه إسترليني لاتحاد تقوده قوة السلام اللاعنفية، والذي يدعم المنظمات التطوعية التي تقدم المساعدات الإنسانية في مواقع الخطوط الأمامية الخطرة. تقدم المملكة المتحدة أيضًا مبلغًا إضافيًا قدره 1.4 مليون جنيه إسترليني للعمل المستمر والمنقذ للحياة الذي تقوم به منظمة Mercy Corps في أوكرانيا.
مبادرة جنوب الأسود
وكانت مبادرة حبوب البحر الأسود، التي انهارت في يوليو 2023 بسبب انسحاب روسيا، مبادرة للأمم المتحدة لضمان صادرات المواد الغذائية والأسمدة الأوكرانية من ثلاثة موانئ رئيسية في البحر الأسود، بما في ذلك أوديسا.
وكان انسحاب روسيا من البرنامج سبباً في ارتفاع أسعار الغذاء العالمية وتهديد حياة الفئات الأكثر ضعفاً في العالم، حيث كانت صادرات الحبوب الأوكرانية تشكل أهمية بالغة في ضمان الأمن الغذائي العالمي وأسواق عالمية مرنة، وإبقاء الأسعار منخفضة وتكميل المحاصيل الهزيلة في أماكن أخرى.
منذ قامت روسيا بانهيار مبادرة جنوب البحر الأسود، عملت أوكرانيا على فتح ممر تصدير على البحر الأسود لاقتصادها وللإمدادات الغذائية العالمية.
فقد نجحت في صد الأسطول الروسي، وحماية سواحلها وممرها، وأنشأت آليات تأمين للشحن المدني، وكل ذلك ضمن إمكانية استئناف الشحن. وتواصل المملكة المتحدة العمل مع أوكرانيا وشركاء آخرين لإنشاء طرق للصادرات الأوكرانية ولمنع وردع الهجمات الروسية.
وفي الوقت نفسه، هاجمت القوات الروسية البنية التحتية الرئيسية، ودمرت أكثر من 280 ألف طن من الحبوب في شهر واحد، وهو ما يكفي لإطعام 1.25 مليون شخص لمدة عام. وتمثل هذه الهجمات محاولة وحشية وصارخة من جانب روسيا لخنق الاقتصاد الأوكراني على حساب الإمدادات الغذائية العالمية.