: آخر تحديث
المزارعون فوجئوا بحظرٍ مباغت من طالبان

انهيار زراعة الخشخاش وإنتاج الأفيون في أفغانستان

51
42
54

تراجع محصول الخشخاش وإنتاج الأفيون بنسبة 95% في أفغانستان منذ حظرت سلطات طالبان زراعتهما، وفق ما ذكر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقرير نُشر الأحد.

إلا أن الوكالة الأممية حذرت من "عواقب إنسانية محتملة على العديد من المجتمعات الريفية الضعيفة" بسبب الانكماش المفاجئ لاقتصاد الأفيون في أفغانستان حيث اضطر المزارعون إلى التحول إلى محاصيل بديلة أقل ربحية بكثير.

منذ تولي حركة طالبان السلطة عام 2021، تعهدت إنهاء انتاج المخدرات في أفغانستان. وحظرت في نيسان/ابريل 2022 زراعة نبتة الخشخاش التي تستخدم عصارتها لصناعة الأفيون والهيرويين.

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن زراعة الخشخاش انهارت مع تراجعها بنحو 95% – من 233 ألف هكتار في نهاية عام 2022 إلى 10800 في عام 2023.

وانخفض انتاج الأفيون أيضا من 6200 طن إلى 333 طناً في عام 2023.

ويقدر محصول هذا العام بما بين 24 و38 طنا من الهيرويين القابل للتصدير، مقارنة مع 350 إلى 580 طنا العام الماضي.

وانخفض دخل المزارعين الذي كان يقدر بنحو 1,36 مليار دولار عام 2022 بنسبة 92% ليصبح 110 ملايين دولار هذا العام، بحسب الوكالة الأممية.

ويتوقع أن تؤثر هذه الخسارة على اقتصاد أفغانستان المتعثر.

- "مساعدة إنسانية عاجلة" -

العام الماضي، شكلت محاصيل الخشخاش نحو ثلث إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي في أفغانستان التي تعد أكبر منتج له في العالم.

وأكدت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي أن "شعب أفغانستان يحتاج اليوم إلى مساعدة إنسانية عاجلة ...لاستيعاب صدمة فقدان الدخل وإنقاذ الأرواح".

أزمة جفاف
وأشارت والي إلى أنه في ما يتعلق بأشكال الانتاج الأخرى "القطن والقمح - فإنها تتطلب مزيدا من المياه"، في وقت تعاني البلاد "ثلاث سنوات متتالية من الجفاف".

واشار المكتب إلى أن العديد من المزارعين فوجئوا بالحظر المباغت لزراعة الخشخاش. ولم يكن لديهم الوقت الكافي لتدارك الأمر بالاعتماد على المحاصيل المربحة إلى حد ما (الفستق واللوز والرمان) والتي تتطلب استثمارات وسنوات عديدة قبل قطافها.

وتراجع إنتاج الخشخاش بشكل حاد في جميع أنحاء أفغانستان، وتم القضاء عليه في 24 ولاية من أصل 44، وفقًا لصور التقطتها الأقمار الصناعية واطلعت عليها الوكالة الأممية.

واشار مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن ولاية قندهار (جنوب)، معقل طالبان، "هي أكبر منتج للخشخاش" (33%) لهذا العام.

تفشي الادمان
أدى حظر زراعة الخشخاش إلى زيادة إنتاج القمح الذي له دورة حصاد مماثلة. لكن كمية الحبوب لا تزال غير كافية للتخفيف من حدة انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان.

كما يهدد انخفاض إنتاج الأفيون بتشجيع إنتاج واستهلاك المخدرات الاصطناعية، مثل الميثامفيتامين الذي ينتشر حاليا في هذا البلد حيث إدمان المخدرات متفش للغاية، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

من جانبها، قالت إدارة المخدرات في وزارة الداخلية الأفغانية إنها تتفق "إلى حد ما" مع تقديرات التقرير حول المساحة المزروعة بالخشخاش.

لكنها رفضت عناصر أخرى فيه مثل تلك المتعلقة بإنتاج الأفيون والبيانات الاجتماعية والاقتصادية، كونها لم تستند الى مسوحات ميدانية واعتمدت على بيانات سابقة وصور الأقمار الصناعية.

وسبق أن حظرت طالبان زراعة الخشخاش عام 2000 قبل أن تطيح الولايات المتحدة حكمها في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

وفرضت طالبان ضرائب باهظة على المزارعين الذين يزرعون الخشخاش في المناطق الواقعة تحت سيطرتها طوال عقدين من قتالها القوات الأجنبية في أفغانستان، ما در عليها مئات الملايين من الدولارات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد