قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة شنّت ضربات الأحد "على منشآت في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وجماعات مرتبطة بإيران".
وأضاف في بيان "أن الضربات التي نُفِّذت ضد منشأة تدريب ومنزل آمن بالقرب من مدينتَيْ البوكمال والميادين على التوالي، تأتي رداً على الهجمات المستمرة ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق".
وأسفرت الضربات الأمريكية عن مقتل ثمانية مقاتلين موالين لإيران بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في العاصمة البريطانية لندن.
وقال المرصد إن "حصيلة القتلى 8 بينهم واحد على الأقل من الجنسية السورية، إضافة لعراقيين".
وبحسب المرصد السوري فقد "استهدفت الضربات الجوية مستودعاً للأسلحة في بلدة حسرات بريف البوكمال، ونتج عن الاستهداف تدمير المستودع بشكل كلي، وسُمع دوي انفجارات متتالية نتيجة احتراق الذخائر في المستودع".
كما "نفذ الطيران غارة واحدة استهدف خلالها منصة إطلاق صواريخ في مزارع الحيدرية بالقرب من مدينة الميادين".
وجاء في بيان وزير الدفاع أن الضربات تأتي في أطار "الدفاع عن النفس"، مضيفاً "ليس لدى الرئيس بايدن أولوية أعلى من سلامة الأفراد الأمريكيين، فقد أمر باتخاذ إجراء اليوم لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها".
وهذه هي المرة الثالثة، في أقل من ثلاثة أسابيع، التي يستهدف فيها الجيش الأمريكي مواقع في سوريا يقول إنها مرتبطة بإيران.
فقد شنت الولايات المتحدة الأربعاء هجمات على ما قالت إنهما موقعين لتخزين الأسلحة يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والقوات التابعة له في منطقة ميسلون شرقي سوريا.
كما استهدفت في 26 أكتوبر/ تشرين الأول، منشأتين قالت إن إيران والمنظمات التابعة لها تستخدمهما في سوريا.
جراحون بريطانيون يقولون إن الواجب يتغلب على الخوف ويسعون إلى العودة إلى غزة
"نحن المقاومة: حماس تعلن التحدي" - في الأوبزرفر
هل يمكن للدول العربية والإسلامية التوسط لوقف إطلاق النار؟
وقالت واشنطن إن عدد الهجمات التي نفذتها جماعات مسلحة تابعة لإيران ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق بلغ أكثر من 45 هجمة منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وأدت إلى إصابة عشرات من الجنود الأمريكيين.
وهناك العشرات من الجماعات التي تنفذ هجمات عسكرية ضد قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، في إطار التحالف بين الحكومة السورية وإيران، أبرزها: فيلق القدس وحزب الله اللبناني وحزب الله العراقي وحركة النجباء وعصائب أهل الحق.
إضافة إلى ذلك، هناك جماعات عراقية أخرى مثل ألوية أبو الفضل العباس ولواء بدر، وغيرها من الجماعات الممولة من الحشد الشعبي في العراق، فضلاً عن جماعة الفاطميين الأفغانية والزينبيين الباكستانية التي عملت بشكل مباشر تحت إمرة فيلق القدس في معظم المعارك التي خاضها الجيش السوري في حلب ومناطق دير الزور.
ولا يقتصر انتشار هذه الجماعات على شرق سوريا (محافظتي دير الزور و البوكمال)، حيث الضربات الأمريكية، فحسب بل ينسحب على مناطق أخرى في كامل الجغرافيا السورية.
لكن دير الزور ومدينة البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق هي بقعة تمركز لها، ويصفها خبراء ومراقبون باسم "عاصمة ميليشيات الحرس الثوري".
ما المليشيات والجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق وسوريا؟
وتتفاوت التقديرات بخصوص عدد أفراد الجماعات الموالية لإيران المنتشرة في سوريا، لكن بعض الخبراء يقدرون عددهم ما بين 25 و40 ألف مقاتل، وقد يزيد أو ينقص هذا العدد حسب الحاجة.
ويرتبط تصاعد الهجمات على القوات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة بالحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي بدأت عندما شنت الحركة هجوماً غير مسبوق عبر الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول أسفر وفق مسؤولين إسرائيليين عن مقتل نحو 1200 شخص.
ومع أن هذه الحوادث ليست بجديدة وحصلت في أوقات متفرقة سابقاً، إلا أن حدوثها في مثل هذا التوقيت حمل "طابعاً خاصاً".
إذ تزامنت مع دفع الولايات المتحدة لحشود عسكرية وحاملتي طائرات إلى شرق المتوسط من أجل دعم إسرائيل في الحرب التي تشنها على حركة حماس في قطاع غزة.
وتلا ذلك سلسلة بيانات أصدرتها الجماعات المدعومة من إيران، مُهدِّدة بالرد من خلال استهداف القواعد الأمريكية.
ويتمركز نحو 2500 جندي أميركي في العراق ونحو 900 جندي في سوريا في إطار الجهود المبذولة لمنع عودة ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت للحرب في غزة تداعيات على الولايات المتحدة خارج العراق وسوريا، إذ أعلن الحوثيون المقربون من إيران الأسبوع الماضي أنهم أسقطوا طائرة أميركية مسيّرة قبالة سواحل اليمن قالوا إنها كانت تنشط في إطار الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.
وأكّد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية إسقاط طائرة أميركية مسيّرة من طراز "إم كيو-9" قبالة السواحل اليمنية.