إيلاف من لندن: فيما بدأ رئيس الوزراء الأردني الاثنين زيارة رسمية البغداد، غادرتها البعثة الدبلوماسية الدنماركية وسط مخاوف من اقتحام محتجين سفارتها إثر حرق القرآن والعلم العراقي في كوبنهاغن مجددًا اليوم.
بدأ رئيس الوزراء الأردني بشر هاني الخصاونة زيارة رسمية الى العراق تستغرق يومين على رأس وفد حكومي وممثلين عن القطاع الخاص.
وأشار المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية في بيان تابعته "إيلاف" الى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سيجري مباحثات مع نظيره الأردني ضمن الاجتماعات الموسعة للّجنة العراقية الأردنية المشتركة.
وقال مصدر أردني رسمي أن الخصاونة سيعقد اجتماعات موسعة لبحث ملفات التعاون الثنائي وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح والقضايا المشتركة للبلدين والشعبين.
كما ينتظر أن تتناول المباحثات تأكيد استمرار تدفق النفط العراقي الى الأردن من مصافي محافظة كركوك العراقية بمعدل 10 ألاف برميل يومياً بسعر تفضيلي يبلغ 16 دولارًا تنقل بواسطة 500 صهريج نفط خصصت لهذه الغاية.
وكان البلدان قد وقعا اتفاقًا قبل عامين لتزويد الأردن بنحو 3.7 ملايين برميل نفط تمثل 7% من احتياجاته النفطية.
ويأتي استيراد النفط العراقي ضمن تفاهمات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الأردن والعراق تشمل مد أنبوب نفط من العراق إلى ميناء العقبة الأردني بحيث يشكل مرفأ لتصدير النفط العراقي وتزويد الجانب الأردني باحتياجاته النفطية.
وكانت واردات الأردن من النفط العراقي قد بدأت بموجب مذكرة تفاهم موقّعة مع الحكومتين لتجهيز النفط الخام منذ أيلول/سبتمبر عام 2021 حتى نهاية آذار/مارس 2023؛ إذ بلغت كميات النفط القادمة إلى عمان نحو 4.5 مليون برميل.
وخلال شهر نيسان/أبريل 2023 أعلنت بغداد موافقتها على تجديد العمل بمذكرة التفاهم التي تعود بموجبها واردات الأردن من النفط العراقي وذلك لمدة عام واحد.
وكان وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة قد زار بغداد في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2022 طالب خلالها بغداد بتمديد مذكرة التفاهم للمرة الثانية ولمدة 3 أشهر إضافية بعد انتهائها في 1 كانون الثاني/يناير 2023 حتى 31 آذار/مارس 2023.
مدينة اقتصادية على الحدود المشتركة
كما يعمل البلدان على استكمال إجراءات إقامة منطقة اقتصادية على الحدود المشتركة بينهما بمساحة تبلغ حوالى 22 مليون متر مربع مخصصة من أراضيهما بهدف جذب الاسثتمارات وتوفير فرص العمل وزيادة الصادرات وتحقيق التنمية في المناطق الغربية من العراق والشرقية من الأردن.
وجرى في الثاني من نيسان/أبريل الماضي طرح عطاء دولي لاستقطاب مطورين لمشروع المدينة الاقتصادية التي يتوقع أن تشهد أول استثماراتها في العام المقبل 2024 وفقًا لما هو مخطط له.
يشار الى أن العراق والأردن مع مصر هم أعضاء في المجلس التنسيقي الذي يضمهم ويهدف الى "تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة، وتوسيع الشراكات الاستراتيجية المتعددة، ليكون العراق منصة توازن ونقطة تلاقي وليس نزاع بين المصالح الإقليمية، والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها التواصل الجغرافي للبلدان الثلاثة" كما يقول بيانه التأسيسي الذي أعلن منتصف عام 2021.
البعثة الدنماركية تغادر بغداد
فيما غادرت البعثة الدبلوماسية الدنماركية بغداد الاثنين وسط مخاوف من اقتحام محتجين سفارتها إثر حرق القرآن والعلم العراقي في كوبنهاغن مجدداً اليوم، دانت وزارة الخارجية العراقية اليوم تكرار عمليات الحرق الاثنين مجددًا أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك.
وقالت الخارجية العراقية في بيان صحافي تابعته "إيلاف" أن "هذه الأفعال الممنهجة تتيح لعدوى التطرُّف والكراهية أن تضع المجتمعات أمامَ تهديد حقيقيّ للتعايش السلميّ".
وطالبت السلطات في دول الاتحاد الأوروبيّ بـ"إعادة النظر سريعاً بما يسمّى بحرية التعبير وحقِّ التظاهر وأن يكون هناك موقف جماعيّ واضح لمنع هذه الإساءات أمام مباني سفارات العراق على أراضيها". وحذرت من أن "السكوتَ وعدم الإرتكان لإجراءات واضحة تمنع مرتكبي هذه الأفعال وتعرِّضهم للمساءلة القانونيّة مَهَّدَ للتغوّل في هذا السلوك الخطر".
وشددت الخارجية العراقية على ضرورة أن تكون القرارات والصكوك الدوليّة في تجريم هذه الأفعال، ناظرةً إلى إحترام الرموز الدينيَّة والكُتُب المقدَّسة بنحوٍ متساوٍ وشفّاف، من دون التمييز على أساس الدين والعِرق".
ومن جهته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف أن الطاقم الدبلوماسيّ لبعثة الدنمارك في العراق قد غادر بغداد.
وقال الصحاف أن "الطاقم الدبلوماسيّ لبعثة الدنمارك في بغداد غادر الأراضي العراقيّة منذ يومين".
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من اجتماع عقده رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بغداد اليوم مع سفراء ومسؤولي البعثات الدبلوماسية في العراق حيث أكد لهم التزام بلده وجديته في حماية وتحقيق أمن وسلامة جميع البعثات الدبلوماسية المعتمدة في بغداد طبقاً لما ورد في اتفاقية فيينا الخاصة بتنظيم العلاقات الدبلوماسية.