: آخر تحديث
مشددًا على ضرورة "عودة روسيا وأوكرانيا إلى مباحثات السلام"

إردوغان يكرر دعمه كييف والولايات المتحدة تزود أوكرانيا قنابل عنقودية

49
52
53

اسطنبول: أعلن الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان الجمعة أنّ أوكرانيا "تستحقّ الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي"، بعد اجتماع في اسطنبول مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي ستحصل بلاده على قنابل عنقوديّة من الولايات المتحدة.

وتسعى كييف للانضمام إلى الأطلسي لكنّ الولايات المتحدة حذّرت الجمعة من أنّ أوكرانيا "لن تنضمّ إلى الناتو" بعد قمّة الحلف المقرّر عقدها الثلاثاء والأربعاء في فيلنيوس.

وأعلن إردوغان أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا "الشهر المقبل" (آب/أغسطس)، مشددًا على ضرورة "عودة روسيا وأوكرانيا إلى مباحثات السلام".

كما عبّر إردوغان الذي كان يتحدّث إلى جانب نظيره الأوكراني، عن أمله في تمديد اتفاقيّة تصدير الحبوب الأوكرانيّة التي أبرمت في تمّوز/يوليو 2022 برعاية الأمم المتحدة وتركيا.

وقال الرئيس التركي "نأمل في تمديد الاتّفاقيّة"، بينما كانت روسيا قد أعلنت أنّها لا ترى أيّ سبب لتمديدها عند انتهاء صلاحيّتها في 17 تموز/يوليو.

ووصل زيلينسكي مساء الجمعة إلى اسطنبول حيث اجتمع مع إردوغان، قبل بضعة أيّام من قمّة مهمّة للحلف الأطلسي.

وزيارة زيلينسكي تركيا هي المحطّة الأخيرة ضمن جولة دوليّة أجراها بهدف الحصول على مزيد من الأسلحة الغربيّة ودعم مساعي كييف للانضمام إلى الأطلسي، علماً بأنّها أوّل زيارة يُجريها لهذا البلد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

لكنّ الولايات المتحدة نبّهت الجمعة إلى أنّ أوكرانيا "لن تنضمّ إلى الأطلسي" إثر قمّة الحلف المقرّرة الثلاثاء والأربعاء في ليتوانيا. وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أنّه لا تزال أمام كييف "مراحل عدّة يجب أن تعبرها قبل أن تصبح عضوا" في الناتو.

إضافة إلى قمّة الأطلسي، تناولت المباحثات بين زيلينسكي ونظيره التركي الذي تربطه علاقات وثيقة بكييف وموسكو في الوقت نفسه، الاتّفاق الذي يُتيح تصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر البحر الأسود رغم الحرب.

وكتب زيلينسكي في تغريدة أنّ الاجتماع سيتطرّق أيضا إلى "إعادة إعمار أوكرانيا" وإلى "عقود في مجال الدفاع".

وأفاد الكرملين الجمعة بأنّه يتابع "من كثب" المحادثات بين زيلينسكي وإردوغان، متعهّداً الحفاظ على "شراكة بنّاءة مع أنقرة" ومثنيًا على "دور الوسيط" الذي يؤدّيه الرئيس التركي في النزاع في أوكرانيا.

انضمام السويد إلى الناتو
إلى ذلك، توقّع مراقبون أن يشجّع زيلينسكي نظيره التركي على الموافقة على انضمام السويد إلى الناتو، خصوصا أنّ مسؤولي الحلف لا يزالون يأملون بإقناع أنقرة بالتراجع عن الفيتو الذي تمسّكت به.

والجمعة، أعلن إردوغان أنّ تركيا ستتّخذ "القرار الأفضل أيًا تكُن" طبيعته بالنسبة إلى هذه القضيّة.

قبل وصوله إلى اسطنبول، زار زيلينسكي سلوفاكيا وجمهوريّة تشيكيا وبلغاريا. وصرّح في براتيسلافا "أعتقد أنّه ليست هناك وحدة موقف كافية حول هذه المسألة، وهذا يشكّل تهديداً لقوّة الحلف"، مضيفا أن "هذا الأمر في منتهى الأهمّية لأمن العالم بأسره".

وأكّد "نتوقّع وحدة صفّ من الحلف لأنّ قوّته في وحدته".

وأضاف أنّ روسيا تُعوّل على "ضعف الحلف وانقسامه" وهو ما "لا يمكن السماح به"، مطالبا في الوقت نفسه بمساعدات عسكريّة جديدة لأوكرانيا، قبل أيّام من قمّة الناتو.

وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة أنّ قادة دول الناتو الـ31 "سيعيدون التأكيد أنّ أوكرانيا ستصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وسيتّحِدون حول طريقة تقريب أوكرانيا من هدفها"، من غير أن يوضح الصيغة التي سيتمّ الاتّفاق عليها.

وأضاف "نحن نتشاور ونعمل على الصياغة الدقيقة التي ستُعلن عندما نتوصّل إلى اتفاق" في هذا الشأن.

ومن براغ، حضّ زيلينسكي الغربيّين مجددًا على إمداده بأسلحة بعيدة المدى، محذّراً من أنّ عدم توفيرها يبطئ الهجوم المضادّ على القوّات الروسيّة والذي باشرته القوّات الأوكرانيّة منذ شهر.

ولم تمض ساعات حتّى أعلن البيت الأبيض قراره تزويد أوكرانيا قنابل عنقوديّة، معتبرا أنّ هذه الخطوة التي تشكّل عتبة مهمّة في نوع التسليح المقدّم إلى كييف لمواجهة الغزو الروسي، هي "الصواب" الذي يجب فعله.

قرار "صعب جداً"
وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنّ قرار بلاده تزويد أوكرانيا قنابل عنقوديّة كان "صعباً جداً"، إلا أنّ كييف في حاجة إليها نظرا لاستنزاف ذخيرتها في مواجهة الغزو الروسي.

وقال بايدن لشبكة "سي ان ان" الأميركيّة "كان قرارا صعبا جدا من جانبي. وبالمناسبة، لقد بحثتُ فيه مع حلفائنا".

وأكّد أنّه قرّر في نهاية المطاف "اتّباع توصية وزارة الدفاع" لتزويد أوكرانيا قنابل عنقوديّة لفترة "موقّتة".

وشدّد على أنّ "الأمر الأساس هو إمّا أن يمتلكوا هذه الأسلحة لوقف الروس الآن ومنعهم من وقف الهجوم الأوكراني (المضادّ)... أو لا يمتلكونها. وأعتقد أنّهم في حاجة إليها".

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إنّ الخطوة "قرار صعب، وكنّا قد أرجأناه" فترةً من الزمن، مشدّدا على أنّ الإقدام عليه راهنًا هو "الصواب".

وأكّد ساليفان أيضاً أنّ الأوكرانيّين قدّموا ضمانات "خطّية" حول سُبل استخدام هذه الأسلحة، للتقليل من "الأخطار التي تشكّلها على المدنيّين".

وأثار الإعلان الأميركي غضب منظّمات إنسانيّة أعادت التذكير بالأثر الكارثي لهذه الأسلحة على المدنيّين.

ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني قبل ظهر الجمعة إسقاط 12 مسيّرة مفخّخة من طراز "شاهد" من أصل 18 أطلقتها روسيا ليل الخميس الجمعة. وأسفر الهجوم عن سقوط قتيلين.

على صعيد آخر، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرّية رافايل غروسي الجمعة أنّ الوكالة "تُحرز تقدّماً" لناحية الوصول إلى محطّة زابوريجيا النوويّة التي تحتلّها روسيا في جنوب أوكرانيا، بعد أن كانت كييف قد حذّرت من "استفزاز" روسي.

وتتبادل موسكو وكييف منذ أيّام اتّهامات بالتخطيط لاستفزاز في المحطّة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار