: آخر تحديث
السيستاني يطالب الأمم المتحدة بالتدخل

بغداد: استدعاء السفيرة السويدية واقتحام مقرها والاسترداد للعراقي حارق القرآن

26
31
29

إيلاف من لندن: اقتحم محتجون عراقيون الخميس مبنى السفارة السويدية في بغداد رفضا لحرق القرآن في ستوكهولم بينما قرر القضاء العراقي استرداد اللاجئ العراقي من السويد منفذ العملية لمحاكمته في البلاد.

وتجمع مئات المحتجين امام مبنى السفارة وسط بغداد ثم قاموا بتحطيم  بوابتها واقتحامها مطالبين بطرد السفير السويدي من العراق وقاموا بحرق علم المثليين فيما قامت قوات الامن بتأمين محيط السفارة والسيطرة على الموقف.

استدعاء السفيرة السويدية للاحتجاج
وقد استدعت وزارة الخارجيَّة العراقية اليوم السفيرة السويديَّة لدى العراق جيسيكا سفاردستروم وابلغتها رسالة احتجاج شديدة.
وقال المُتحدث بإسم الوزارة أحمد الصحاف، في بيان تابعته "ايلاف" ان "الوزارة استدعت السفيرة السويديَّة لدى العراق، وابلغتها احتجاج العراق⁩ الشديد على سماح الحكومة السويديَّة لمتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم⁩ يوم أمس الأربعاء". واضاف المتحدث الرسمي ان "العراق طالب الحكومة السويديَّة بإتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف الاساءة المتكررة للقرآن الكريم على أن المسوغات القانونية وحرية التعبير لاتبرر السماح بالإساءة للمقدسات الدينيَّة".

  السيستاني
ومن جانبه دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني الامم المتحدة الى اتخاذ خطوات فاعلة لدفع الدول الى إعادة النظر في التشريعات التي تسمح بوقوع حوادث مثل حرق القرآن وتدعو الى تثبيت قيم التعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمناهج الفكرية مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين الجميع.
جاء ذلك في رسالة وجهها السيستاني الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غيترش فيما يلي نصها كما حصلت عليها "ايلاف":
بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة السيد انطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
تحية طيبة مع الاحترام والتقدير
وبعد: فقد تناقلت وسائل الإعلام أن أحدهم قام في مملكة السويد بالاعتداء على نسخة من القرآن الكريم وحرق بعض أوراقها، بهدف الإساءة الى الدين الإسلامي الحنيف.
وقد وقع نظير هذا التصرف المشين أكثر من مرة في بلدان مختلفة خلال السنوات الأخيرة، إلا أنّ الملاحظ أنه وقع هذه المرة بترخيص رسمي من الشرطة السويدية، بزعم أنه من مقتضيات احترام حرية التعبير عن الرأي!
ولكن من المؤكّد أن احترام حرية التعبير عن الرأي لا يبرّر أبداً الترخيص في مثل هذا التصرف المخزي الذي يمثّل اعتداءً صارخاً على مقدسات أكثر من ملياري مسلم في العالم، ويؤدي الى خلق بيئة مواتية لانتشار الأفكار المتطرفة والممارسات الخاطئة.
إن المرجعية الدينية العليا إذ تبدي إدانتها واستنكارها لما وقع تطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوات فاعلة بمنع تكرار أمثاله ودفع الدول الى إعادة النظر في التشريعات التي تسمح بوقوعها، وتدعو الى تثبيت قيم التعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمناهج الفكرية مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين الجميع.

الصدر غاضب
وجاء اقتحام السفارة بعد ساعات من دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر    إلى تظاهرة غاضبة أمام السفارة السويدية في بغداد قائلا في تغريدة تابعتها "ايلاف" "إذا كانت (حرية التعبير) مكفولة ومقرة عراقياً وعالمياً  فعلى المؤمنين أعزهم الله بعزه التعبير عن رأيهم بخصوص حرق الكتب السماوية ولا سيما القرآن الكريم أمام المساجد أو السفارات وفي أعياد المسلمين، وذلك من خلال تظاهرة حاشدة غاضبة ضد السفارة السويدية في العراق والمطالبة".
وطالب الصدر بطرد السفير السويدي "الذي يمثل دولته المعادية للإسلام والمقدسات والداعمة للفاحشة، وقطع العلاقات معها".. وسحب الجنسية العراقية "من المجرم العراقي الزنيم الذي أحرق كتاب الله تبجحاً وعلنا، كما وعلى القضاء العمل على إرجاعه للعراق أو الحكم عليه غيابياً بحكم يليق مع الجرم دفاعاً عن الإسلام والمذهب - إن كنتم فاعلين" في اشارة الى سويدي من اصل عراقي شارك في حرق القرآن.
 وشدد الصدر على ضرورة قيام الحكومة العراقية بحماية "اقارب المجرم في العراق حفاظاً على حياتهم.
واشار الصدر الى انه اذا كان حرق علم المجتمع الميمي (المثليين) هو أكثر ما يغيظهم "ألا فخذوه وأحرقوه من كل حدب وصوب وليستمر ذلك بكثافة إلى الثامن من محرم الحرام".. واكد على "عدم التقصير في ذلك والله لا يضيع أجر المحسنين".
وختم زعيم التيار الصدر تغريدته بالقول " إن عادوا عدنا بأعظم من ذلك.. فنحن أتباع من قال: (نحن المدافعون عنه - الإمام المهدي- ونحن المطيعون له ونحن القائمون بأمره سلام الله عليه.. حتى يقضي الله بما هو قاض".

استرداد حارق القرآن لمحاكمته
 ومن جهته فقد تصدى القضاء العراقي لعملية حرق القرآن من قبل لاجئ عراقي في السويد موجها بضرورة استرداده من هناك لمحاكمته في العراق.
وقرر المجلس الاعلى للقضاء العراقي اتخاذ الإجراءات القانونية بحق اللاجئ العراقي الذي أحرق نسخة من القرآن في السويد ويدعى سلوان موميكا (37 عاما) والمطالبة باسترداده لمحاكمته في البلاد عملا باحكام المادة 14 من قانون العقوبات العراقي النافذ.
وقال المجلس في بيان تابعته "ايلاف" ان رئيسه القاضي فائق زيدان قد وجهه باتخاذ ما يلزم لاسترداد الشخص الذي أحرق نسخة من القرآن في السويد ومحاكمته وفقا لقانون العقوبات العراقي.

تظاهرة مليونية غدا
ومن جهتها أعلنت اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات والتظاهرات في التيار الصدري عن تظاهرة مليونية غدًا الجمعة أمام السفارة السويدية .
وقالت اللجنة في بيان مقتضب "ستكون التظاهرة الغاضبة الحاشدة المليونية في بغداد امام مقر السفارة السويدية غداً الجمعة بعد صلاة المغرب واما للمحافظات فعفوياً من اليوم وبعد صلاة الجمعة.

تغريدة غاضبة للصدر ضد حرق القرآن في السويد (تويتر)

العراق يُحمل سلطات السويد مسؤولية حرق القرآن
وفي وقت سابق اليوم حمل العراق السلطات السودية مسؤولية تأجيج مشاعر المسلمين بسماحها بحرق القرأن محذرا من ان هذا العمل الملئ بالكراهية يجر لمستنقع الإرهاب والتطرف مجددا.
وحذرت وزارة الخارجية العراقية اليوم من أن حادث احراق القرآن الكريم في العاصمة السويدية استكهولم  من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم ويشكل استفزازاً خطيراً لهم".
وطالبت الخارجية العراقية المجتمع الدوليّ "بتحمّل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة، ونبذ كافة أشكال الكراهية والتطرُّف ومحاسبة مرتكبيها".
واثار سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف امام مسجد ستوكهولم المركزي الاربعاء في أول أيام عيد الأضحى حين كان المسلمون فيه يؤدون صلاة العيد برفض واسع على المستوى الدولي.

عمل ملئ بالكراهية
ومن جهتها أكدت الحكومة العراقية عن شجبها واستنكارها الشديدين لما قام به بعض مرضى النفوس، من حرق نسخ من القرآن الكريم.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي في تصريح صحافي تابعته "ايلاف" اليوم  أن "الحكومة تشجب وتستنكرها بشدة ما قام به احد   مرضى النفوس من حرق نسخ من القرآن الكريم في تكرار لعمل بعض أصحاب العقول والأنفس المريضة والمتطرفة بشكل علني مليء بالكراهية والتحدي لكل القيم الفاضلة والإنسانية التي تحث على احترام الديانات والكتب المقدسة".
وشدد على ان "هذه الأعمال تنمّ عن روح عدوانية كريهة لا تمت إلى حرية التعبير بصلة بل هو عمل من أعمال العنصرية والتحريض على العنف والكراهية".
 وحذرت الحكومة العراقية من ان هذه الاعمال "والسماح لهؤلاء المتطرفين الجهلة باستفزاز المؤمنين وارتكاب حماقتهم دون رادع سيجرنا مرة أخرى إلى مستنقع الإرهاب والتطرف الذي ما زال العالم يئنّ منه ومن دون شكّ ستتحمل الجهات التي تقف وراء هؤلاء أو التي تسمح لهم وتغريهم بمواصلة حماقاتهم جميع النتائج السلبية التي تترتب عليها، بصورة مباشرةً او غير مباشرة".

موقف السلطات السويدية
 وكانت الشرطة السويدية قد اعلنت قبل ايام أنها صرحت بتظاهرة يخطط منظموها لإحراق نسخة من القرآن أمام مسجد ستوكهولم الرئيسي الأربعاء أول أيام عيد الأضحى .
وجاء الضوء الأخضر لمحرقي القرآن بعد أسبوعين على رفض محكمة استئناف سويدية حظرا أعلنته الشرطة على الاحتجاجات التي تنظم لإحراق القرآن بعدما أدى إحراقه أمام السفارة التركية في كانون الثاني ينايرالماضي إلى خروج تظاهرات استمرت أسابيع رافقتها دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية.
  وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون في مؤتمر صحافي اليوم إنه لا يستطيع التكهن بمدى تأثير حرق القرآن على عملية انضمام بلاده إلى حلف الاطلسي الذي تعارضه تركيا بشدة.
ووصف حرق القرآن بأنه "أمر قانوني لكنه غير مناسب" مضيفا أن المسألة تعود للشرطة لاتخاذ قرارات بشأن تنظيم احتجاجات لإضرام النار في المصحف.  
وقد اثارت حادثة حرق القرأن في العاصمة السويدية مجددا ادانة العديد من الحكومات الاسلامية واستدعى بعضها سفراء السويد لتأكيد رفض هذه الممارسة التي وصفت بالشاذة التي تعبر عن توجهات ارهابية متطرفة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار