إيلاف من لندن: أقالت رئيسة الوزراء البريطتانية ليز تراس ، وزير الخزانة كواسي كوارتينغ العائد لتوّه من زيارة خاطفة لواشنطن، بينما تنحدر الحكومة إلى الفوضى وسط تحول كبير في الميزانية الصغيرة.
وتواجه رئيسة الوزراء معركة من أجل البقاء، حيث تنلع حرب داخلية غير مسبوقة في أوساط حزب المحافظين وسط استطلاع رأي "استثنائي" يشير إلى تراجعها بشكل خطير في وجهة نظر الناخبين.
وأعلنت تراس على الفور تعيين جيرمي هانت وزير الخارجية وزير الصحة الأسبق والنجم الابرز في حزب المحافظين، وزيرا للخزانة خلفا لكوارتينغ.
تراجع
وتعلن رئيسة الوزراء في مؤتمر صحافي اليوم الجمعة عن التراجع عن أجزاء من حزمتها الاقتصادية وخصوصا التخفيضات الضريبية في محاولة للنجاة من تراجع الأسواق، واضطرابات سياسية تشهدها البلاد.
وأكدت مصادر في داونينغ ستريت لصحيفة (الغارديان) البريطانية أنّ كوارتنغج أُقيل بعد أن تسببت "ميزانيته المصغرة الكارثية" في اضطراب الأسوق، والتدخل بعملية إنقاذ لصناديق المعاشات التقاعدية، وارتفاع معدلات الرهن العقاري.
ويأتي قرار الإقالة بعد ساعات من إعلان عودة كوارتنغ على عجل بعد يومين في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث حضر اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ووزراء المالية الرئيسيين ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين.
وجاءت هذه التطورات وسط تكهنات عن احتمال حدوث تحول في إجراءات الميزانية الضخمة غير الممولة في لندن، التي تسببت في فوضى وذعر في الأسواق.
لن اذهب
ويوم أمسن الخميس أبلغ كوارتينغ المراسلين في واشنطن العاصمة أنه "لن يذهب إلى أي مكان" على الرغم من الدعوات المتزايدة له للاستقالة بسبب ميزانيته المصغرة لخفض الضرائب المثير للجدل والتي أدت إلى انخفاض الجنيه إلى مستوى قياسي منخفض.
وبإقالته بعد 38 يومامن تعيينه، فان كواسي كوارتينغ كان ثاني أقصر وزير في المملكة المتحدة من حيث الخدمة. وكان الوزير المحافظ إيان ماكلويد هو الأقصر مدة في منصب وزير الخزانة بعد وفاته بنوبة قلبية بعد 30 يومًا من توليه المنصب في عام 1970.
وخلال السنوات الثلاث الماضية منذ 2019، كان لبريطانيا أربعة وزراء خزانة هم ساجد جاويد وريشي سوانك وناظم زهاوي وكواسي كوارتينغ.