قال مستشار بارز للرئيس الأوكراني إن المعركة مع روسيا على مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك الشرقيتين وصلت "ذروتها المخيفة".
وقال أوليكسي أريستوفيتش إن القوات الروسية قد تطوق المدينتين قريبًا، وتعزلهما عن الأراضي الأوكرانية.
وقال "التهديد بانتصار تكتيكي لروسيا موجود، لكنهم لم ينحجوا في ذلك بعد".
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة "تدمير" منطقة دونباس.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي بالفيديو "كانت هناك ضربات جوية ومدفعية مكثفة في دونباس. هدف المحتل هنا لم يتغير، إنهم يريدون تدمير دونباس بأكملها خطوة بخطوة".
كما كرر دعواته للقادة الغربيين للإسراع بتسليم المدفعية الثقيلة لقواته.
وقال: "نؤكد مرارًا وتكرارًا على ضرورة تسريع تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا. المطلوب بسرعة هو التكافؤ في ساحة المعركة من أجل وقف هذا الأسطول الشيطاني، ودفعه إلى ما وراء حدود أوكرانيا".
وجهت روسيا الكثير من اهتمامها إلى سيفيرودونتسك وليسيتشانسك، وهما آخر موقعين أوكرانيين في منطقة لوهانسك، ويبدو أن قوات موسكو في الأيام الأخيرة تحرز بعض التقدم في محاولتها لتطويق القوات الأوكرانية هناك.
وقال حاكم المنطقة، سيرهي هايداي، يوم الخميس إنه تم الاستيلاء على مستوطنتين رئيسيتين إلى الجنوب من المدنتين، وأشار إلى أن القوات في بلدة زولوتي، التي كانت في خط المواجهة للقتال منذ عام 2014، قد تضطر إلى التراجع.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها اليومي إن القوات الروسية تقدمت أكثر من 5 كيلومترات، باتجاه المحيط الجنوبي لمدينة ليسيتشانسك هذا الأسبوع.
وقال مسؤولون بريطانيون: "انسحبت بعض الوحدات الأوكرانية، على الأرجح لتجنب تطويقها. ومن المحتمل أن يكون تحسن أداء روسيا في هذا القطاع نتيجة لتعزيز الوحدات مؤخرًا، والتركيز الشديد لإطلاق النار".
يوم الأربعاء، قال السيد هايداي إن القصف الروسي "دمر البنية التحتية والمساكن بشكل كبير" في ليسيتشانسك.
وأضاف أن سيفيرودونتسك تتعرض أيضًا للقصف "كل يوم"، على الرغم من سيطرة القوات الروسية على جزء كبير من المدينة. ولا يزال مئات المدنيين محاصرين هناك، ويبحث الكثير منهم عن ملجأ في مصنع آزوت الكيماوي المترامي الأطراف.
لكن أريستوفيتش قال إن القتال في كلتا المدينتين تباطأ بشكل كبير، بعد أن ألحقت أوكرانيا خسائر فادحة بالقوات الروسية، التي زعم أنها تتكون الآن من أعداد كبيرة من الجنود المجندين إجباريا. لا تستطيع بي بي سي التحقق من هذا الادعاء، وتنفي روسيا استخدام المجندين إجباريا في الحرب.
وقال "الأمر أشبه بملاكمين يتصارعان مع بعضهما البعض في الجولة الثامنة عشرة من المباراة، وبالكاد يستطيعان الاستمرار. بدأت هذه العملية في 14 أبريل/ نيسان وتستمر منذ ما يقرب من 80 يومًا".
على صعيد آخر استأنفت روسيا قصفها لمدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، صباح الأربعاء.
وبدأ العديد من المدنيين في العودة إلى المدينة بعد أن تم دفع القوات الروسية عبر الحدود، لكن المخاوف تنامت من أن موسكو قد تخطط لهجوم جديد في المنطقة.
في غضون ذلك، اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام طائرات مسيرة لمهاجمة مصفاة نفط في منطقة روستوف، بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وقال ممثلو مصفاة النفط في بيان "نتيجة للأعمال الإرهابية من الحدود الغربية لمنطقة روستوف، ضربت مركبتان جويتان بدون طيار المنشآت التكنولوجية في نوفوشاختينسك (مدينة روسية)".
وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي ما يبدو مركبات غير مأهولة وهي تصطدم بالمصفاة، في هجوم مباشر نادر على الأراضي الروسية. ولم يعلق المسؤولون في كييف بعد على الهجوم.
وبالقرب من مدينة خيرسون المحتلة، اتهمت الإدارة الموالية لروسيا "المخربين الأوكرانيين" بمحاولة تنفيذ "اغتيال فاشل" لرئيس بلدة عينته موسكو.
وزعمت وكالة أنباء تاس الحكومية الروسية أن رئيس بلدة تشيرنوبيفكا، يوري توروليف، أصيب في محاولة لتفجير سيارة مفخخة من قبل القوات الأوكرانية غير النظامية.
ومن الصعب تحديد حجم المقاومة المؤيد لكييف في خيرسون، ولكن تم الإبلاغ عن عدة هجمات في المدينة وتم إنشاء إدارة حكومية مخصصة، مركز المقاومة الوطنية، لتنسيق نشاط المقاومة.
يأتي القتال العنيف في الوقت الذي من المتوقع أن يوافق فيه زعماء الاتحاد الأوروبي على طلب أوكرانيا، للحصول على وضع مرشح للانضمام لعضوية التكتل.