ايلاف من لندن: تستغل القوى العراقية الموالية لايران هيمنتها على الساحة السياسية العراقية بعد انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر منها لشن حملات شعواء ضد الكاظمي وتوجهاته العربية متهمة اياه "بوضع العراق في الحضن العربي" عادة ذلك مثلمة سببت مشاكل للبلاد .
اعتبرت النائبة سهيلة السلطاني عن كتلة الصادقون النيابية الجناح السياسي لمليشيا عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي اليوم ما اسمته "انحياز" رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى "الحضن العربي" قد أتاح "لدول الخليج التدخل السافر بشأن العراق الداخلي". واضافت في تصريح صحافي تابعته "ايلاف" ان "انضمام الكاظمي إلى ما يسمى بالحضن العربي -باعتباره يمثل العراق -خيار غير محايد وعدم مراعاة لقضية العراق وسمح بالتدخل السافر بشأن البلد الداخلي من قبل دول الخليج" على حد قولها.. وان "تدخلها السافر اتجاه الكاظمي غير مقبول ويحسب عليه".
وهددت النائبة باللجوء الى المحكمة الاتحادية اعلى سلطة قضائية في البلاد فور انتهاء ولاية الكاظمي " لإلغاء كل الاتفاقيات التي قام بها مع دول الخليج".
مخططات تخدم دول الخليج!
من جهته، عد فاضل موات عضو ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري الكاظمي ان الكاظمي ينفذ مخططات "تخدم دول الخليج التابعة الى الاستكبار العالمي ولن تخدم العراق" بحسب قوله.
واعتبر في تصريح تابعته "ايلاف"مشاركة الكاظمي في قمة الرياض الاقليمية الشهر المقبل التي يحضرها الرئيس الاميركي جو بايدن "تثير خوف الشعب العراقي" .. مدعيا أن "الكاظمي يوافق على كل المخططات التي تخدم الخليج وأميركا والدول التي هي ضد العراق وتعمل ضد الشعب بالدرجة الأولى".
يشار الى ان الكاظمي وفور توليه رئاسة الحكومة العراقية في ايار مايو عام 2020 قد انتهج سياسة التهدئة في المنطقة وعمل على جعل بغداد حاضنة للقاءات عربية واقليمية عملت على تهدئة الاوضاع فيها وخاصة احتضان بغداد لحوار سعودي ايراني في خمس جولات ساعدت على نزع فتيل النزاع فيها واسست لامكانية اعادة العلاقات بين البلدين وفتح سفارتيهما في عاصمتيهما.
كما حقق انفتاح العراقي على شقيقاته من الدول العربية تأمين حدود البلاد ضد الجماعات الارهابية والدخول معها في اتفاقات سياسية وتنموية واقتصادية
عملت على استعادة دور العراق الريادي في المنطقة باعتباره أحد الأعضاء المؤسسيين لجامعة الدول العربية .
ثم انخرط العراق في مجلس تعاون مع كل من مصر والاردن عقد مؤتمرات للقمة في عواصمها الثلاث بمشاركة الكاظمي الى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني حققت نتائج لصالح هذه البلدان في المجال الاقتصادي، خصوصاً النفط والتبادل التجاري، إضافة إلى ملفات أمنية وسياسية، من بينها التدخلات الإقليمية في الشأن العربي حتى أصبحت هذه القمم بمثابة حلف تنسيقي غير معلن بين عمّان والقاهرة وبغداد.
حكومة غير مدعومة
ردًا على الانتقادات السياسية الموجهة الى حكومة الكاظمي فقد اشار رئيس تحرير صحيفة الصباح شبه الرسمية احمد عبد الحسين الى ان الكاظمي قال أول أمس "حكومتي ليست مدعومة سياسيّاً... حيث تبدو الجملة صادمة ومَنْ يتابع صفحات التواصل العراقية ستكون صدمته أكبر، لأنّ هذه الحكومة اخترع لها المدوّنون منذ تشكيلها داعمين كثراً فهي حكومة صدريّة عند مَنْ يريد أنْ ينبز من الصدريين، وهي حكومة تشرينيّة عند من آلمتْهم تشرين، وهي أخيراً حكومة توافق الأحزاب التقليديّة بنظر الناشطين المحتجين.
واضاف في افتتاحية الصحيفة اليوم قائلا "الحقيقة هي لا هذه ولا تلك. فإذا تذكرنا المناسبات التي حظيت فيها الحكومات السالفة بدعم حزبيّ منقطع النظير فسنجد أنّ جملة الكاظميّ التي تستبطن أسى واضحاً؛ جملة صحيحة تماماً.". ونوه الى انه "في كل الهزّات التي تعرضتْ لها الحكومات المتعاقبة كان هناك على الدوام مَنْ يعضد الحكومة ويسندها لئلا تهتزّ.. نتذكر في 2011 كان رئيس الحكومة (نوري المالكي) يطلب من المحتجين أن يمنحوه مهلة 100 يوم فقط ليثبت لهم أنه جادّ في إصلاح الوضع. كنّا في غمرة الربيع العربيّ الذي أخاف حتى الديكتاتوريات العسكرية "ليبيا وتونس ومصر وسوريا" فكيف بحكومة في ديموقراطية ناشئة؟ لكنّ المدد سرعان ما أتى الحكومة من جهتين هما الأقوى: من المرجعية أولاً ومن السيد مقتدى الصدر الذي منح الحكومة ستة أشهر بدلاً من المئة يوم".
واوضح انه "في 2015 ومع احتجاجات أخطر وأكبر، وضعتْ الأحزاب ثقلها كلّه في خدمة "إصلاحات" حكومة حيدر العبادي، حتى أنّ تظاهرة خرجتْ تؤيده وتذكّره بنصيحة المرجعية له: اضرب بيدٍ من حديد. ولم نرَ حديداً ولا حدّاداً" . واشار الى انه لدى اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2019 كانت الأحزاب بتصريحاتها ومواقفها "تقف صفاً كأنها بنيان مرصوص مع الحكومة (برئاسة عادل عبد المهدي ) وهي تواجه شبّاناً عزّلاً وفي المحصلة فإنّ السياسيين قدّموا للحكومات كامل دعمهم، وهم حين ساندوها كان هدفهم المعلن الحفاظ على العمليّة السياسيّة، أما اليوم والعملية السياسيّة تكاد تحتضر تحت وطأة المصالح الحزبية والشخصيّة الضيّقة فإن الحكومة لا داعم لها حقاً وتأكد الأمر أكثر وأكثر بعد انسحاب الصدريين من البرلمان فهم كانوا أكثرهم تعاوناً معها وأقلّهم انتقاداً".
ونوه عبد الحسين الى انه "لم يمرّ على العراق حكومة متروكة لشأنها إلا هذه الحكومة. لا يكتفي الساسة "ومدوّنوهم طبعاً" بالتبرؤ منها والتنصّل عنها، بل يستخدمونها حطباً في أتون منصات التواصل المستعرة على مدار الساعة، وكلّ منهم ينسبها لحساب غريمه".
وختم بالقول "بقليل من تنشيط الذاكرة نكتشف فعلاً أن لدينا ولأوّل مرة حكومة غير مدعومة!".
وكان الكاظمي قد اشتكى مطلع الاسبوع الحالي من غياب اي دعم سياسي لحكومته رافضا الاتهامات "الكاذبة" التي توجهها لها بعض القوى السياسية وخاصة تلك المتحالفة مع ايران.