إيلاف من لندن: اثار برنامج لقناة عراقية يتهم فيه قيادات الجيش العراقي بالفساد غضبا شديدا لدى المؤسسة العسكرية التي هددت بملاحقة قانونية لمقدمه وضيفه الذي انتحل صفة عميد في الجيش.
وعبرت قيادة القوات العراقية المشتركة ووزارة الدفاع عن غضبهما الشديد من مقدم البرامج أحمد ملا طلال وضيفه الممثل أياد الطائي الذي انتحل صفة ضابط ملتح ويرتدي بدلة عسكرية تحمل رتبة عميد في الجيش العراقي ومن قناة utv العراقية التي بثت البرنامج.
وفي البرنامج الذي تابعته "ايلاف" يتحدث "الضابط" المزعوم عن شراء مناصب وحماية عسكريين فضائيين مقابل أموالا طائلة.. ويدعي ان العسكريين الفضائيين يمنحون ضباطهم نصف مرتباتهم مقابل السكوت عن غياباتهم عن وحداتهم العسكرية.
ويزعم ان هناك تنافسا على بعض المواقع المهمة التي تدر مليارات الدنانير على العسكريين المكلفين بحمايتها مثل المولات والبارات والملاهي ومداخل المدن وبعض المواقع المهمة في العاصمة .. ويقول ان هناك قادة وحدات عسكرية بينها الاستخبارات توفر الحماية لهؤلاء مقابل اموال.
وخلال البرنامج يجيب منتحل صفة الضابط على متصل على هاتفه يقول انه "الحجي وهو مسؤول كبير" فيطمئنه بأنه غير مشمول بعملية تنقلات لعدد من القيادات العسكرية فيشكره ويبلغه بانه كان خائفا جدا من انقطاع "رزقه"!
يشار الى ان قناة utv العراقية كانت قد أطلقت عام 2020 وهي تقوم بعرض عدد من الدراما الهندية بالإضافة إلى عرض عدد من البرامج الفنية كما تستضيف الفنانين والفنانات العراقيين وغيرهم.
الممثل العراقي أياد الطائي منتحلا صفة ضابط كما ظهر الاحد الماضي على شاشة فضائية عراقية في 3 ابريل 2022 متهما قيادات الجيش بالفساد (ايلاف عن شاشة فضائية قدمته في برنامج "الجيش العراقي بطولات وفساد".
القوات المشتركة
وعبّرت قيادة القوات العراقية المشتركة في بيان تابعته "ايلاف" مساء الاثنين عن غضبها الشديد من بث البرنامج الاحد الماضي تحت عنوان "الجيش العراقي بطولات وفساد" قدمه الاعلامي أحمد ملا طلال مستضيفا الممثل أياد الطائي الذي انتحل صفة ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي باسم العميد "تايه مظلوم العراقي"
وقالت القيادة "يتعرض الجيش العراقي الباسل والاجهزة الامنية على اختلاف صنوفها الى حملات نيل وتسقيط وتسفيه وتشويه قل نظيرها في تاريخ المؤسسات العسكرية هدفها اضعاف المؤسسة وتدمير مخزونها العقائدي وتاريخها الوطني المشرف ومواقفها الميدانية في التصدي للعدوان والحرب البربرية التي شنتها داعش على شعبنا واهلنا".
واشارت الى انه كان "لهذا الجيش موقفا صلبا وعمليات جريئة واستبسال نادر في الدفاع عن العراق في الوقت الذي كان هؤلاء الذين يتعرضون للجيش في برامجهم التلفزيونية خصوصا مقدم البرنامج وقناته ومن يقف خلفه والفضائية التي يتحدث من على منبرها يختبئون في بيوتهم".
ملاحقة قانونية
وأكدت القيادة أنها في الوقت الذي تحتفظ فيه بحق الردّ القانوني ضد مقدم البرنامج والممثل الذي انتحل صفة عميد في الجيش العراقي وهي صفة يعاقب عليها القانون "نؤكد مرة اخرى ان الجيش العراقي بسمعته ومصداقيته وبطولاته وبسالة رجاله وانجازاته التاريخية اكبر من حملات الاعلام المزيف والدعاية الكاذبة ولا يمكن حجب بسالته ومكانته بغربال".
ووصفت محتويات البرنامج بانها "اساءة بالغة بحق ضباط ورجال المواقف الباسلة المشهودة ابان معارك التحرير".
وشددت القيادة على ان "بدلة الجيش العراقي لا يرتديها الاّ الشجعان والفرسان والمقاتلون البواسل ولا يتقمصها منتحلو الصفة الذين سيمثلون امام القضاء لينالوا الجزاء العادل".
وزارة الدفاع
من جهتها، اشارت وزارة الدفاع العراقية في بيان مماثل تابعته "ايلاف"، الى ان عملية الإصلاح والتقويم في المجتمعات لا تتم من خلال التشهير بالمؤسسات .. وقالت "كان من الأجدر أن يتم التنويه في بداية البرنامج بأن المعروض في الحلقة هو دراما معدة مسبقاً من تأليف القناة لمنع الالتباس على المشاهد والتوهم بأن الشخص الذي تجري محاورته هو ضابط حقيقي في الجيش العراقي".
واعتبرت الدفاع ان ما جرى تناوله في الحلقة يُعدّ إساءة واضحة وصريحة للمؤسسة العسكرية ولكل منتسبيها.. وأكدت انها لن ترضى أن "يساء إلى هذه المؤسسة العريقة والتي يمتد تاريخها لـ (101) عام قدمت خلالها العديد من التضحيات والبطولات منذ تأسيسها في العام 1921 والى يومنا هذا".
وبينت "ان تناول ضباط المؤسسة العسكرية وقادتها بهذه الصورة غير اللائقة كفيل بإحباط الروح المعنوية لمنتسبي هذه المؤسسة وهم يشاهدون ما يتم بثه عن قادتهم من أمور غير لائقة خاصة".
وأضافت إن ظهور الممثل أياد الطائي بهذا المظهر غير اللائق وبرتبة عليا، هو انتحال واضح وصريح لصفة عسكرية وإن هذا يمنح الوزارة الحق بإقامة دعوى قضائية ضده كما أن مظهره الذي ظهر به يعكس صورة سيئة عن ضباط الجيش العراقي وعن السياقات المتبعة في الوزارة، إضافة الى أن ما تناوله من حديث يسيء إلى سمعة كل الجيش العراقي ويمحي كل تضحياتهم وبطولاتهم وما قدموه من أجل أن ينعم كل المواطنين بالأمان ولولا هذه التضحيات لما استطاع هذا "الفنان" مزاولة عمله ولما تمكن أي مقدم برامج أو قناة فضائية من مزاولة عملهم، وما ظهورهم اليوم الا بفضل تلك التضحيات الكبيرة.
وأوضحت الدفاع انها ليست هنا "في محل الدفاع عن بعض الفاسدين والذين لا يشكلون سوى فئة قليلة حشرتهم الظروف السياسية التي مر بها البلد من ضعاف النفوس والجهلة المحسوبين على المؤسسة العسكرية".. منوهة الى ان إن وجود بعض العناصر الفاسدة في أي مؤسسة سواء كانت مدنية أو أمنية لا يعني بالضرورة استشراء هذا الفساد في كل قطعات تلك المؤسسة".
وشددت الدفاع على انها تمتلك نظام توطين خاص بالرواتب ولا يوجد أي "فضائي" في الجيش العراقي إذ يستلم جميع منتسبي الجيش رواتبهم من خلال بطاقة (الماستر كارد)،.. مؤكدة ان ابوايها مفتوحة لكل مواطن قام بتشخيص حالة فساد في الوزارة ويمتلك الأدلة القاطعة عنها حتى يتم استئصالها ومحاسبة المسؤولين عنها.. لكنها رفضت كيل التهم الى منتسبيها كافة من القادة والضباط والمراتب والموظفين دون وجود دليل مادي يتم الأخذ به وفق طرق قانونية".
وبينت الدفاع انها تحتفظ بحقها القانوني بالرد .. موضحة انه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية بحق المحطة ومقدم البرنامج والممثل الذي استُضيف فيها والذي انتحل صفة ضابط في الجيش وظهر بالبدلة العسكرية.. مؤكدة انها سترتب عقوبة على كل شخص يرتدي البدلة العسكرية والرتب العسكرية من دون موافقات أصولية.