: آخر تحديث
أسعار النفط تواصل ارتفاعها مع فرض العقوبات

كييف ترفض إجلاء مدنيين إلى روسيا مع استئناف المفاوضات

74
69
70

كييف: بدأت مساء جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية تتناول المسائل الإنسانية، فيما رفضت كييف الإثنين إجلاء مدنيين إلى روسيا وفق اقتراح قدمته موسكو ونعتته باريس بـ"النفاق".

وفي اليوم الثاني عشر من الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت موسكو وقف إطلاق نار في أماكن محددة وفتح ممرات إنسانية للسماح بإجلاء مدنيين من مدن أوكرانية عدة من بينها العاصمة كييف المطوقة من القوات الروسية، وخاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية إلى الشمال والتي تتعرض لقصف شديد منذ عدة أيام.

غير أن نصف الممرات المقترحة تربط بروسيا وبيلاروسيا التي استخدمتها القوات الروسية للعبور إلى أوكرانيا عند شن هجومها في 24 شباط/فبراير، ورفضت الحكومة الأوكرانية على الفور هذا الاقتراح.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك "هذا ليس خيارا مقبولا".

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أحد القادة الغربيين النادرين الذين يواصلون المناقشات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "كلّ هذا ليس جديًا، إنه استخفاف أخلاقي وسياسي لا يُحتمل بالنسبة لي".

غير أن الجيش الروسي أفاد أن قرار فتح الممرات الإنسانية اتخذ نزولا عند "طلب شخصي" من الرئيس الفرنسي إلى بوتين، مؤكدا أن وقف إطلاق النار في المواقع المحددة دخل حيز التنفيذ فعلا في الساعة 7,00 ت غ.

اتهامات ومفاوضات

من جهته، اتهم كبير المفاوضين الروس فلاديمير مدينسكي الأوكرانيين بمنع إجلاء المدنيين من المناطق التي تشهد معارك و"استخدامهم مباشرة وغير مباشرة بما في ذلك دروعا بشرية، وهذه جريمة حرب بلا شك".

والتقى الروس والأوكرانيون قرابة الساعة 4,00 ت غ على الحدود البولندية البيلاروسية لبدء جولة مفاوضات ثالثة تتركز حول مسألة الممرات الإنسانية، وذلك بعد جولتين سابقتين لم تسفرا عن نتائج عملية.

والممرات الإنسانية التي تم التفاوض على مبدئها خلال الجولة الثانية من المفاوضات في الثالث من آذار/مارس، بقيت حبرا على ورق. وفشلت محاولتا إجلاء في مدينة ماريوبول الإستراتيجية على بحر آزوف في جنوب شرق البلاد والتي يحاصرها الجيش الروسي.

وأعلن مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك ستيهارت الإثنين أن أحد طرق الإجلاء من ماريوبول كانت "ملغومة"، مشيرا إلى صعوبة "حمل الطرفين على التوصل إلى اتفاق ملموس قابل للتطبيق ودقيق".

تحذيرات

وبعد عمليات قصف عنيفة ليل الأحد الإثنين، خفت حدة المعارك موقتا بسبب "خسائر جسيمة" لحقت بالجانب الروسي، بحسب ما أكد وزير الدفاع الأوكراني أولسكي ريزنيكوف.

لكنه حذر بأن القوات الروسية تعد لـ"سلسلة جديدة من الهجمات" ستستهدف "بالمقام الأول كييف وخاركيف وتشرنيغيف (شمال) وميكوفاييف (جنوب)".

وقتل 13 شخصا على الأقل الاثنين في قصف طاول مخبزا صناعيا في ماكاريف على بعد خمسين كلم غرب كييف، وفق ما أفادت أجهزة الإسعاف الأوكرانية.

والتوتر على أشدّه في العاصمة كييف حيث الهجوم متوقع خلال الأيام المقبلة.

وأعلن رئيس بلدية كييف بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو على تطبيق تلغرام "العاصمة تستعد للدفاع عن نفسها" مؤكدا "كييف ستصمد! ستدافع عن نفسها! لنقف معا!"

وتستعد القوات الأوكرانية لتدمير آخر جسر يربط كييف ببقية المناطق غربا سعيا لوقف تقدم الدبابات الروسية.

وفي إيربين بضاحية كييف، أقيم ممر إنساني غير رسمي سمح للآلاف من سكان المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية بالفرار عبر جسر مرتجل، ثم طريق واحد يتولى أمنه الجيش ومتطوعون.

وهناك تقوم حافلات وشاحنات صغيرة بنقل الأطفال والمسنين والعائلات الفارة والتي تتخلى عن حقائبها الثقيلة للرحيل.

وقالت أولغا (48 عاما) التي عبرت طريق الإجلاء مع كلبيها "أنا سعيدة جدا لأنني نجحت في العبور، ستكون الأمور على ما يرام الآن".

أوديسا

كذلك حذّر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن روسيا تستعد لقصف أوديسا، المدينة الساحلية الإستراتيجية على البحر الأسود.

أعلن وزير التربية سيرغي شكارليت أن 211 مدرسة تضررت جراء القصف.

وأطلقت الكاتبة البريطانية الشهيرة ج.ك. رولينغ مؤلفة سلسلة كتب "هاري بوتر" نداء لجمع التبرعات من أجل مساعدة الأطفال العالقين في دور الأيتام، واعدة بتقديم مبلغ يصل إلى مليون جنيه إسترليني (1,2 مليون يورو).

وتسعى الدبلوماسية لاستعادة دورها، مع إعلان أنقرة استضافة محادثات ثلاثين بين وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا والتركي مولود تشاوش أوغلو الخميس. غير أن كييف لم تؤكد مشاركتها بعد.

غير أن فرص نجاح هذا اللقاء تبدو ضئيلة، إذ لا يزال بوتين يطرح قبول كييف بكل مطالب موسكو وفي طليعتها نزح سلاحها واتخاذها وضعا محايدا، كشرط مسبق لأي حوار.

من جانبه، يجري الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات عبر الفيديو عند الساعة 10,30 (15,30 ت غ) مع ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في وقت يدرس الغربيون إمكانية فرض حظر على صادرات النفط الروسي.

غير أن ألمانيا التي تعول على المحروقات الروسية، تعارض ذلك. وحذر شولتس الإثنين بأن واردات الطاقة الروسية "أساسية لحياة الأوروبيين اليومية" ولا يمكن ضمان الإمدادات إلى القارة من دونها في هذه المرحلة.

ارتفاع أسعار النفط

ومع تفاقم النزاع واحتمال فرض هذه العقوبات الجديدة على قطاع الطاقة الروسي، واصلت أسعار النفط ارتفاعها، وقارب سعر نفط برنت بحر الشمال 140 دولارا للبرميل صباح الإثنين، مقتربا من سعره القياسي المطلق.

كما تراجعت أسواق الأسهم في طوكيو وهونغ كونغ بـ2,94% و3,87%. وفي أوروبا، تراجعت البورصات 4% عند بدء التداولات، قبل أن تعود وترتفع مع اقتراب جولة المفاوضات الجديدة.

وفيما تجد روسيا نفسها في عزلة متزايدة على الساحة الدولية، أكدت لها الصين صداقتها "المتينة كالصخر"، عارضة "آفاقا هائلة للتعاون مستقبلا".

وردا على العقوبات، أعلنت الحكومة الروسية الإثنين وضع قائمة بدول "معادية" ستتمكن الشركات والأفراد الروس من تسديد مستحقاتها لها بالروبل الذي فقد 45% من قيمته منذ كانون الثاني/يناير.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار