كابول: أكد المتحدث باسم طالبان الثلاثاء أنّ بإمكان الأفغان السفر إلى الخارج إذا كانت بحوزتهم وثائق صالحة ودعوة، وذلك بعد يومين على قوله إنهم بحاجة إلى "عذر مقبول" لمغادرة أفغانستان.
وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحافي الأحد "يجب أن أقول بوضوح إنّ الأشخاص الذين يغادرون البلاد مع عائلاتهم وليس لديهم أي عذر ... نحن نمنعهم".
وأثار إعلانه قلق العديد من الأفغان، حيث كانت طالبان تعهدت بعد توليها الحكم في آب/اغسطس السماح لهم بالمغادرة والعودة كما يشاؤون، شرط أن يكون لديهم جواز سفر وتأشيرة لوجهتهم.
وأوضح المتحدث في تغريدة الثلاثاء "معنى" إعلانه الأحد. وقال إن الأفغان "الذين لديهم وثائق قانونية ودعوات يمكنهم السفر خارج البلاد ويمكنهم العودة إلى البلاد بثقة".
دعوات غربية
واعتبر نائب الوزير المكلف شؤون اللاجئين والعودة إلى الوطن من جهته، أنه "من غير المناسب" أن يدعو غربيون الأفغان إلى الخارج أو يسهلوا مغادرتهم.
وقال محمد أرسله خاروتاي خلال مؤتمر صحافي "على نطاق أوسع، يتدخل المجتمع الدولي في شؤون أفغانستان ويدعو أشخاص ويعدهم باللجوء".
وأضاف "إنه تدخل وضد القانون الدولي ونحن ندينه".
كذلك أعلن ذبيح الله مجاهد الأحد عدم السماح بإجلاء أفغان راغبين بمغادرة البلاد، حتى تحسين وضع الذين تم إجلاؤهم إلى الخارج.
وتم إجلاء أكثر من 120 ألف أفغاني وحاملي جنسية مزدوجة لغاية 31 آب/أغسطس الماضي، تاريخ خروج آخر الجنود الأميركيين بعد أسبوعين من استيلاء المتشدّدين الاسلاميين على كابول.
وسُمح لمئات آخرين بالمغادرة جوا في وقت لاحق، لكن آخر إجلاء رسمي عن طريق الجو حدث في الأول من كانون الأول/ديسمبر. وجرت عمليات إجلاء منظمة براً باتجاه باكستان في الأسابيع الأخيرة.
كذلك سمحت طالبان لآلاف الأفغان الذين لا يحملون وثائق سفر بمغادرة البلاد، خصوصاً عائلات أشخاص عملوا خلال السنوات العشرين الماضية لصالح التحالف بقيادة الولايات المتحدة، أو سفارات أو منظمات دولية أخرى.
ويرغب الآلاف من أولئك الأشخاص الذين لا يزالون في أفغانستان، بالمغادرة بأي ثمن خوفاً من أن تستهدفهم طالبان بوصفهم "متعاونين".
الموفد البريطاني
وبعد إعلان المتحدث الأحد، اعتبر الموفد البريطاني لأفغانستان هوغو شورتر ومقره في قطر حالياً، أن منع الأفغان من المغادرة "تقييد غير مقبول لحرية الحركة".
ودعا طالبان إلى "توضيح مواقفها على الفور".
وفي واشنطن أعلنت وزارة الخارجية أن طالبان لديها التزام بالسماح بالمرور الآمن، مؤكدة أن الولايات المتحدة تستمر في السعي لتسهيل خروج مواطنين أميركيين وحلفاء أفغان ممّن يستوفون الشروط ويرغبون بالمغادرة.
وقال متحدث باسم الوزارة "سنتسمر في الانخراط دبلوماسيا لحل أي مشاكل ولإلزام طالبان بتعهدها العلني السماح لجميع الرعايا الأجانب وأي مواطن أفغاني يحمل تصريحا بالسفر إلى دول أخرى، بمغادرة أفغانستان بحرية".
وتابع "إن قدرتنا على تسهيل نقل حلفائنا الأفغان تتوقّف على وفاء طالبان بالتزامها" على صعيد ضمان حرية المغادرة، مشيرا إلى أن بلاده شدّدت مرارا على أهمية هذا الأمر.