: آخر تحديث
كييف تقاضي موسكو في محكمة العدل الدولية

الانعكاسات القانونية للغزو الروسي لأوكرانيا

57
53
63

لاهاي: رفعت كييف أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، أعلى محاكم الأمم المتحدة، قضية تتهم فيها روسيا "بالتخطيط لأعمال إبادة" في أوكرانيا، في وقت دخل الغزو الروسي لأوكرانيا يومه السادس.

والثلاثاء حدّدت محكمة العدل الدولية يومي الإثنين السابع من آذار/مارس والثلاثاء الثامن منه موعدا لعقد جلسات للنظر في مزاعم بشأن ارتكاب جرائم إبادة خلال الحرب في أوكرانيا حيث تشتد المعارك.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين غادر أكثر من 660 ألف شخص أوكرانيا. وتقدّر الهيئة عدد النازحين داخل أراضي أوكرانيا البالغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، بأكثر من مليون شخص.

والإثنين أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أنه سيفتح "بأسرع ما يمكن" تحقيقا في شأن الوضع في اوكرانيا، متحدثا عن ارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الانسانية".

وجاء في بيان له نشره الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية "أنا مقتنع بوجود أساس معقول (يدعو) للاعتقاد بأن جرائم الحرب المزعومة والجرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت في أوكرانيا" منذ العام 2014.

في ما يلي خمسة أسئلة رئيسية وأجوبة بشأن روسيا وأوكرانيا والقانون الدولي:

هل انتهكت روسيا القانون الدولي؟ -

نعم. انتهكت روسيا المادة 2 (4) من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام القوة على المستوى الدولي، وفق جيف غوردن، الباحث الكبير في معهد آسير للقانون الدولي والأوروبي ومقره لاهاي.

وأضاف استاذ القانون الدولي فيليب ساندز ومقره بريطانيا، أن "استخدام القوة العسكرية الروسية ليس غير مألوف".

وكتب ساندز في صحيفة فايننشال تايمز "أحد الفوارق بين السابق واليوم هو أن قواعد موجودة لحمايتنا من مثل هذه الأفعال، كما ينعكس في ميثاق الأمم المتحدة، أقرب ما لدينا إلى دستور دولي".

أضاف "السيد بوتين مزّق أهم التزامات الدستور".

أي محاكم يمكنها النظر في قضايا متعلقة بأوكرانيا؟ -

رفعت أوكرانيا شكوى أمام محكمة العدل الدولية التي ستستمع بالطبع لمرافعات متعلقة بالاختصاص القضائي، وفق غوردن.

ويمكن للمحاكم الوطنية أيضا أن تنظر في قضايا متعقلة بانتهاك القانون الدولي، كما اضاف.

ويمكن مقاضاة روسيا أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان.

تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بصلاحية التحقيق في جرائم حرب ارتكبها أفراد على الأراضي الأوكرانية.

وأوكرانيا ليست عضوا في المحكمة، لكنها وافقت في 2014 على الاختصاص القضائي للمحكمة.

غير أن روسيا انسحبت من المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي لن تتمكن المحكمة من الوصول إلى مواطنين روس إلا إذا أوقفوا على أراضي دولة تعترف بالولاية القضائية للمحكمة.

هل يمكن محاسبة أفراد؟ -

نعم. تحاكم المحكمة الجنائية الدولية أفرادا متهمين بأسوأ الجرائم ومنها الإبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ويمكن محاكمة الأفراد في محاكم وطنية.

ومع ذلك، لا يمكن حتى للمحكمة الجنائية الدولية مقاضاة جريمة العدوان، أي هجوم دولة على دولة أخرى خطط له زعيم سياسي أو عسكري، إذا لم تلك الدولة قد صادقت على نظام روما الأساسي للمحكمة، وهو ما لم تفعله روسيا ولا أوكرانيا.

لكن ساندز اقترح إنشاء محكمة جنائية دولية خاصة للنظر في جرائم عدوانية روسية ضد أوكرانيا.

ماذا سيحصل فيما بعد؟

في البداية ستقرر محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي، والتي تنظر في خلافات بين الدول، ما إذا كان لديها الاختصاص القضائي للاستماع لجوهر القضية.

وقالت الاستاذة المساعدة في القانون الدولي العام في جامعة لايدن سيسيلي روز "أعتقد أننا سنشهد جلسات استماع في الأسبوعين القادمين، وقرارا بعد ذلك بأسبوعين، أو ربما جدولا زمنيا أسرع بالنظر للوضع الحالي الملح".

في المحكمة الجنائية الدولية وفي حال وافق القضاة على الاختصاص القضائي للمحكمة والأدلة الداعمة، يمكن أن يفضي تحقيق إلى إصدار المدعي العام خان لوائح اتهام ومحاكمات.

لكن يمكن تسريع إجراءات المحكمة الجنائية الدولية في حال رفعت دولة عضو القضية للمحكمة، وتجاوزت بالتالي ضرورة الحصول على إذن القضاة.

ما هو مفعولها؟

يتفق الخبراء على أن الجواب صعب.

فمحكمة العدل الدولية والتي تعد قراراتها نهائية وغير قابلة للاستئناف، "تفتقر لآلية التنفيذ الكلاسيكية لتجعل أحكامها فعالة"، بحسب غوردن.

وعلى نحو مماثل فإن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها قوة شرطة خاصة بها، وتعتمد على الدول الأعضاء لتنفيذ توقيفات.

"من ناحية أخرى، نشهد تحريك عدد من الآليات المنسقة نوعا ما، بهدف معاقبة روسيا لشن حرب غير قانونية"، وفق غوردن.

ويشمل ذلك عقوبات اقتصادية وقيود سفر وإلغاء فعاليات رياضية.

وقال غوردن إن "قرارا من محكمة العدل الدولية قد يلعب دورا في أي إجراءات من هذا النوع في المستقبل، سواء في إطار دفوع قانونية محددة أو دفوع عامة بشأن الشرعية".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار