إيلاف من لندن: أثارت دعوات عراقية للتطبيع مع اسرائيل ردودا غاضبة ورافضة السبت عبّرت عنها الحكومة العراقية مشددة على انه مخالف للدستور فيما اوضح صاحب الدعوة سبب اطلاقها التي ووجهت بتهديد من مليشيا عراقية.
وقال مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ان الحكومة العراقية تؤكد رفضها القاطع للاجتماعات غير القانونية التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة اربيل باقليم كردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع اسرائيل.
واضاف المكتب في بيان تابعته "ايلاف" انه ابتداءً ان هذه الاجتماعات لاتمثل اهالي وسكان المدن العراقية العزيزة، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث بأسم سكانها، وانها تمثل مواقف من شارك بها فقط، فضلًا عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام واحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة، انسجاماً مع تطلعات شعبنا وتكريساً للمسار الوطني الذي حرصت الحكومة على تبنيه والمسير فيه".
واشار البيان الحكومي الى ان "طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستورياً وقانونياً وسياسياً في الدولة العراقية، وان الحكومة عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ورفض كل اشكال الاستيطان والاعتداء والاحتلال التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".
الرئاسة العراقية : لا للتطبيع
ومن جهتها اكدت الرئاسة العراقية السبت رفضها لمحاولات التطبيع مع اسرائيل ،فيما جددت موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية في بيان تابعته "ايلاف" انه "في الوقت الذي تؤكد فيه رئاسة الجمهورية موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني، فإنها تجدد رفض العراق القاطع لمسألة التطبيع مع اسرائيل، وتدعو الى احترام إرادة العراقيين وقرارهم الوطني المستقل".
واضافت أن "الاجتماع الأخير الذي عُقد للترويج لهذا المفهوم لايمثّل أهالي وسكان المدن العراقية، بل يمثّل مواقف من شارك بها فقط، فضلاً عن كونه محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الاهلي".
وشددت الرئاسة على ضرورة "الابتعاد عن الترويج لمفاهيم مرفوضة وطنياً وقانونياً، وتمس مشاعر العراقيين، في الوقت الذي يجب أن نستعد فيه لاجراء انتخابات نزيهة وشفافة تدعم المسار الوطني في العراق وتعيد لجميع العراقيين حياة حرة كريمة".
الحكيم يدين
ومن جانبه دان رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم انعقاد المؤتمر في اربيل الذي شهد إطلاق دعوات للتطبيع مع إسرائيل.
وكتب الحكيم في تغريده على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "ايلاف" قائلا "نستنكر ونرفض المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب التي تعقد داخل العراق".
وأكد أنّ "القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين الأولى و لذلك نجدد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله لإسترداد حقه المغتصب".
وشدد الحكيم على أنّ "القضية الفلسطينية حق لا يسقط بالتقادم بل تزداد رسوخا في ضمير الأجيال العربية والإسلامية"
صاحب الدعوة يوضح
ومن جانبه قال رئيس صحوة العراق وسام الحردان، بأنه دعا في مؤتمر معهد السلام العالمي، الى منح العراقيين من مختلف الديانات، بضمنهم اليهود، جنسياتهم المصادرة منهم وليس التطبيع.
وقال الحردان لشبكة رووداو الإعلامية العراقية إن "المؤتمر أقيم بدعوة من معهد السلام العالمي، في أربيل، وشاركت فيه شخصيات عديدة من مختلف المكونات والمحافظات"، موضحا أنه لم يدعو الى التطبيع مع اسرائيل، بل السؤال كان هل من الممكن عودة اليهود العراقيين.
وأوضح "نحن كشعب، مع عودة كل عراقي الى وطنه، أما قرار التطبيع فيبقى حكومياً"، مردفاً أنه "لا عدوانية لنا مع كل عراقي فقد جنسيته واملاكه، فنحن مع السلام والامان والاستقرار والاستثمار".
وشدد الحردان على أنه "كفى خوضاً للحروب، فقدنا كل عزيز وغال، وفقدنا كل ما نملك، وكل شعوب المنطقة تعاني من الحروب والدمار"، متسائلاً: "ماذا جنينا من الحروب؟".
كتائب شيعية تُهدد
لكن المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء الشيعية الموالية لايران كاظم الفرطوسي رد على ذلك بالقول إن "التطبيع مع اسرائيل على المستوى الوطني او القومي مرفوض ولا يمكن التعامل معه هذا الشيء"، مشدداً أنه "لن يكون هنالك تطبيع مع اسرائيل ابداً".
وقال للشبكة إنه "ليست هنالك اي فرصة بتحقيق التطبيع حتى لو بعد خمسين سنة"، مشيرا الى أن "على هؤلاء التعامل بواقعية ويعلنوا اليأس والاستحالة في تحقيق ذلك، وليست هنالك فرصة لهذا الشيء ولو بنسبة واحد بالمليون".
ورأى أن "الاصوات التي تتحدث عن التطبيع هي خائنة للعراق والشعب العربي والمسلمين، وهي اصوات تافهة وخجولة".. محذراً من أنه "اذا تكررت سيكون لنا عقاب قاس لهؤلاء الصهاينة".
موقفٌ اسرائيلي
ويوم أمس الجمعة عقد مؤتمر "السلام والاسترداد" في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وفي أول رد فعل إسرائيلي على دعوة شخصيات عراقية للتطبيع مع اسرائيل، قال وزير الخارجية، يائير لابيد، إن هذا الحدث "يبعث الأمل في أماكن لم نفكر فيها من قبل"، مضيفاً: "نحن والعراق نتقاسم تاريخا وجذورا مشتركة في الطائفة اليهودية، وكلما تواصل شخص ما معنا، سنفعل كل شيء للتواصل معه" بحسب قوله.
يشار الى انه ليس لدى العراق وإسرائيل أي علاقات دبلوماسية رسمية، وقد أعلن العراق الحرب على الدولة اليهودية التي تأسست عام 1948 ومنذ ذلك الحين ظلت العلاقات بين الدولتين عدائية في أحسن الأحوال.
كما شاركت القوات العراقية في الحروب اللاحقة ضد إسرائيل في عامي 1967 و1973. وفي عام 1981 قصفت إسرائيل، مفاعلاً نووياً عراقياً تحت الإنشاء في التويثة، جنوب شرقي بغداد، زاعمة تهديداً للأمن القومي.