ايلاف من لندن: بحث رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاستقرارالاقليمي وتزايد تهديد الإرهاب، وأكدا على التطلعات المشتركة لتطوير العلاقات الاقتصادية والأمنية.
وجاء الاجتماع بمقر رئاسة الحكومة البريطانية في لندن في اليوم الاخير لزيارته الرسمية الى لندن، حيث بحثا تطورات جائحة كوفيد-19،والحرب على الإرهاب والمخاوف من عودة تنظيم داعش للبروز بينما لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً.
كما ناقشا علاقات العراق وإقليم كردستان مع الدول المجاورة ودول المنطقة واوضاع النازحين واللاجئين في إقليم كردستان (البالغ عددهم حوالي المليون شخصا) والمستجدات في أفغانستان وتداعياتها.
نيجيرفان بارزاني مجتمعا في لندن الجمع مع جونسون (رئاسة الاقليم)
جونسون راغب بزيارة أربيل
وقد عبر جونسون عن سروره لاستقبال رئيس إقليم كردستان مثنياً على زيارته الى لندن ومؤكداً أن بريطانيا تنظر باهتمام إلى علاقاتها مع إلاقليم والعراق والعلاقات التي نشأت قبل ثلاثين عاماً بين إقليم كردستان وبريطانيا مع فرض منطقة حظر الطيران (في نيسان أبريل 1991) ستستمر وشدد على استمرار التزام بريطانيا بدعم وتوطيد هذه العلاقات" كما نقل عنه بيان رئاسي للاقليم تابعته "ايلاف".
وأكد جونسن على أن "هذه العلاقات تاريخية ويجب تمتينها أكثر وخاصة في المجال الأقتصادي، وأن الفرصة مواتية لذلك حيث الرغبة في زيادة تبادل زيارات الوفود بين الجانبين".
وعبر رئيس الوزراء عن رغبته في زيارة أربيل من جديد وقال "أحتفظ بذكريات جميلة من زيارتي السابقة (عام 2015) وأثنى على دور نيجيرفان بارزاني الذي يمارسه في حل مشاكل العراق ولتحقيق الاستقرار.
نيجيرفان بارزاني وجونسون امام مقر رئاسة الحكومة في لندن الجمعة (رئاسة الاقليم)
استعداد لحل المشاكل مع بغداد
من جانبه وصف الرئيس نيجيرفان بارزاني زيارته إلى لندن واجتماعه مع جونسن بالمطمئن والمهم لتعزيز العلاقات، خاصة بعد المستجدات التي تشهدها المنطقة.
وعبر عن شكره لرئيس الوزراء والحكومة البريطانيين والتحالف الدولي على دعمهم السياسي والعسكري والإنساني للعراق وإقليم كردستان مؤكداً الرغبة في تطوير كل مجالات التعاون مع بريطانيا وخاصة في المجال الاقتصادي والاستثمار الذي أمامه الفرص متاحة.
وبشأن علاقات أربيل - بغداد والمشاكل العالقة بينهما، أشار بارزاني إلى استمرار الحوار بينهما والأجواء الإيجابية مع الحكومة الاتحادية العراقية.. مشدداً على أن إقليم كردستان راغب ومستعد لحل كل المشاكل على أساس الدستور.
تطلع لشراكة أمنية واقتصادية
وكتب بارزاني في أعقاب الاجتماع الذي استمر ساعة واحدة تغريدة باللغة الانكليزية على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" ترجمتها "ايلاف" قائلا "سعدت بلقاء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في لندن اليوم . ناقشنا العلاقات بين إقليم كردستان والمملكة المتحدة ، وتزايد تهديد الإرهاب ، والاستقرار الإقليمي ، ومجالات التعاون المنتظرة ، بما في ذلك الاقتصاد. إنني أقدر التزام رئيس الوزراء المستمر بمواصلة تعزيز العلاقات مع إقليم كردستان والعراق".
ومن جانبه أكد جونسون للصحافيين قائلا "نتطلع لتطوير علاقاتنا الاقتصادية مع إقليم كردستان".. مضيفا "سعيد برؤية نيجيرفان بارزاني".
واشار موجها كلامه لبارزاني"لقد مرَ وقت طويل لم أركم وأنا سعيد برؤيتكم وأريدك أن تعلم أن علاقات بريطانيا معكم مهمة للغاية، ونقيُم زيارتكم".. وزاد "نقدر علاقاتنا مع إقليم كردستان ونتطلع لتطوير علاقاتنا الاقتصادية معه".
وهذا هو اللقاء الثاني لبارزاني مع جونسون بعد لقائهما السابق في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان في عام 2015.
يشار الى ان أول زيارة لنجيرفان بارزاني إلى بريطانيا كانت في أيار مايو عام 2014 عندما كان رئيسا لوزراء إلاقليم واجتمع خلالها مع عدد من المسؤولين فيها.
.. ومع وزير التربية البريطاني نديم الزهاوي (كردي)
ثم اجتمع بارزاني الجمعة أيضا مع نديم الزهاوي وزير التربية البريطاني وهو من اصول كردية عراقية.
وهنأ بارزاني الزهاوي بمناسبة تسنمه منصبه الجديد راجياً له النجاح، وقال " من دواعي الفخر أن نرى للمرة الأولى كردياً يتولى في بريطانيا وزارة مهمة وينجح في العديد من مجالات الحياة السياسية والإدارية".
وشدد على أهمية استفادة إقليم كردستان من خبرات ونجاحات بريطانيا في مجال التربية والتعليم وخاصة في مجال التعليم المهني الضروري جداً والمهم لإقليم كوردستان.
من جانبه عبر الزهاوي عن سعادته لزيارة الرئيس بارزاني ولقائه، معتبرا ان هذا أول وفد رسمي من خارج بريطانيا يلتقيه ويجتمع معه منذ مباشرته مهامه وزيراً للتربية في بريطانيا الاربعاء الماضي. وأكد استعداد بريطانيا للتعاون مع إقليم كردستان والعراق في المجال التربوي معلناً أن إقليم كردستان "يستطيع الإفادة من عملنا المشترك كغيره من بلاد الشرق الأوسط".
وفي محور آخر من الاجتماع تبودلت الآراء حول الأوضاع في العراق والمنطقة عموماً.
نيجيرفان بارزاني مجتمعا الجمعة في لندن مع وزير التربية البريطاني نديم الزهاوي وهو من اصول عراقية كردية (رئاسة الاقليم)
مباحثات مع وزراء وبرلمانيين وسياسيين
ومنذ وصوله الى لندن الاربعاء الماضي في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام فقد اجرى بارزاني سلسلة مباحثات مع وزراء وبرلمانيين وشخصيات سياسية حيث ناقش امس الخميس مع وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ليز تروس أمن العراق وخطورة عودة داعش للظهور فيما اكدا الرغبة في توسيع التعاون الاقتصادي المشترك.
كما بحثا خلال الاجتماع العوامل التي قد تؤدي إلى عودة داعش للبروز وخطره والانتخابات العراقية في العاشر من الشهر المقبل والتوقعات المرتبطة بالعملية السياسية ومسنقبل العراق وعلاقات أربيل - بغداد وأوضاع النازحين واللاجئين والمكونات في العراق وإقليم كردستان.
وناقش الجانبان المستجدات في المنطقة عامة ومجموعة قضايا تهم الجانبين واتفقا في الرأي بأن استقرار العراق مهم للمنطقة وللعالم.
وبحث بارزاني في اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني الاسبق جون ميجر الأوضاع السياسية والأمنية للعراق والمنطقة بصورة عامة وحاضر إقليم كردستان والمكاسب التي حققها خلال الثلاثين سنة التي تلت فرض منطقة حظر الطيران والملاذ الامن لشعب كردستان .
والخميس بحث بارزاني مع رئيس مجلس اللوردات جون ماكفول العملية السياسية والانتخابات العراقية المقبلة واخر التطورات في العراق واقليم كردستان والمنطقة والانتخابات النيابية العراقية في العاشر من الشهر المقبل والعلاقات بين العراق واقليم كردستان مع بريطانيا والحرب ضد الارهاب ووباء كورونا واوضاع النازحين واللاجئين في اقليم كردستان .
كما اجتمع بارزاني مع مجموعة البرلمانيين البريطانيين للصداقة مع أقليم كردستان حيث استعرض مستجدات الأوضاع الحالية في إلاقليم والعراق والمنطقة .. وموقف الاقليم من سبل حل المشاكل والجهود والخطوات المتخذة في سبيل حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
واضافة الى ذلك فقد بحث بارزاني الاربعاء مع وزير الدفاع البريطاني بين والاس الاوضاع الامنية للعراق والمنطقة وتدريب البيشمركة والتعاون لمحاربة الارهاب والمخاوف من عودة داعش للبروز حيث اتفقت آراء الجانبين على أن داعش لا يزال خطراً حقيقياً بهدد أمن واستقرار العراق والمنطقة والعالم أيضاً ولا تزال هناك حاجة إلى مساندة ودعم المجتمع الدولي للعراق وإقليم كردستان في مواجهته والقضاء عليه.
يذكر ان لبريطانيا قنصلية في أربيل عاصمة إلاقليم فيما يتواجد عدد من الجنود البريطانيين في إلاقليم في إطار التحالف الدولي للقضاء على داعش الذي تعد المملكة المتحدة عضواً رئيساً فيه.