: آخر تحديث
تصنيفات عشوائية تصبح مضحكة أحيانًا

إيران – إسرائيل: من الأقوى عسكريًا؟

43
44
51
مواضيع ذات صلة

غالبًا ما تكون تصنيفات القوة العسكرية عشوائية إلى درجة أنها تصبح عديمة الفائدة، ومضحكة أحيانًا. لكن الأهم هو الطبيعة التعسفية لهذه المؤشرات والتي تميل إلى تجاهل الشروط التي تحكم القوة العسكرية.

إيلاف من بيروت: احتلت القوات المسلحة الإيرانية المرتبة الثالثة عشرة في العالم، وفقًا لتصنيفات موقع "غلوبال فاير باور" لعام 2018، والتي جمعت على ما يبدو إحصائيات مختلفة لتصنيف مركب للقوة العسكرية، فيما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى، تليها روسيا والصين والهند وفرنسا وبريطانيا.

اللافت أن مصر تحتل المركز الثاني عشر، متقدمة على إيران وإسرائيل، وإندونيسيا في المرتبة الخامسة عشرة، متقدمة على إسرائيل. من ناحية أخرى، تتقدم إسرائيل على باكستان (المركز السابع عشر) وكوريا الشمالية (المرتبة الثامنة عشرة) والسويد (المركز الحادي والثلاثين). 

كيف يحسب هذا الموقع هذه النتائج؟

يقول موقع "غلوبال فاير باور" إن تصنيفه النهائي يستخدم أكثر من 55 عاملًا فرديًا لتحديد درجة قوة دولة معينة. وتسمح الصيغة الفريدة الداخلية للدول الأصغر والأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية بالتنافس مع الدول الأكبر، وإن كانت أقل تطورًا. يتم تطبيق المُعدِّلات (في شكل مكافآت وعقوبات) لتحسين القائمة بشكل أكبر. درجة القوة المثالية هي 0.0000 وهذا أمر غير قابل للتحقيق بشكل واقعي.

يوضح الموقع كذلك أن الدرجات يتم تعديلها من خلال مجموعة متنوعة من المعدلات. على سبيل المثال، "الترتيب لا يعتمد فقط على العدد الإجمالي للأسلحة المتاحة لأي دولة واحدة ، بل يركز على تنوع الأسلحة".

وتأخذ الدرجات في الاعتبار أيضًا أوضاع العالم الأول، والعالم الثاني، والعالم الثالث، بينما تُمنح دول الناتو مكافأة طفيفة بسبب المشاركة النظرية في موارد صنع الحرب. وتشمل المعدلات الأخرى الجغرافيا والصناعة والموارد الطبيعية والقوى العاملة والقوة المالية.

لا شك في أن بعض السياسيين سيشعرون بالارتياح عندما علموا أن القيادة السياسية/العسكرية الحالية لا تؤخذ في الحسبان. لكن الأهم هو العامل الذي يجب أن يمنح إسرائيل نظريًا ميزة حاسمة على إيران، أو على الأقل في الوقت الحالي.

يقول موقع "غلوبال فاير باور": "لا تؤخذ المخزونات النووية في الحسبان، لكن القوى النووية المعترف بها تُمنح مكافأة، ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، بينما حاولت إيران تطويرها في الماضي، وقد تكون أو لا تكون قريبة من تطويرها الآن".

وفي حين أن الصيغة المعتمدة غير شفافة، فمن المحتمل أن يستخدم الموقع العديد من العوامل التقليدية لحساب درجاته. على سبيل المثال، يبلغ عدد سكان إيران 82 مليون نسمة، مع قوة بشرية عسكرية محتملة تصل إلى 47 مليونًا، بينما يبلغ عدد سكان إسرائيل 8.3 ملايين نسمة، منهم 3.6 ملايين متاحون للخدمة العسكرية. تمتلك إيران ما يقرب من 100 ضعف مساحة إسرائيل ونفطًا أكثر كثيرًا. إيران مدرجة في القائمة بوجود أكثر من 900 ألف جندي في الخدمة الفعلية والاحتياط مقابل 615 ألفًا في إسرائيل، على الرغم من أن إيران لديها عدد أقل من الدبابات والطائرات.

ماذا يثبت كل هذا؟ أولاً، كما يعلم أي شخص يتصفح مواقع الدفاع، غالبًا ما تكون تصنيفات القوة العسكرية تعسفية، وتميل إلى تجاهل الشروط التي تحكم القوة العسكرية. فعلى سبيل المثال، بينما تمتلك إيران جيشًا أكبر وعددًا أكبر من السكان وقوة بشرية عسكرية أكبر، فإن ذلك لن يساعد كثيرًا في الصراع مع إسرائيل التي لا تشترك في حدود مع إيران، ما يعني بدوره أن الجيوش الإيرانية الكبيرة ليس لها مكان تذهب إليه (كانت هذه العوامل مهمة في الحرب العراقية-الإيرانية (1980 – 1988) حين كانت الدولتان متجاورتين).


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "ناشونال إنترست".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار