: آخر تحديث
البابا يؤكد أنه سيقوم بالزيارة على الرغم من الهجوم

صواريخ تستهدف قاعدة عين الأسد العسكرية التي تضم أميركيين في العراق

103
108
99
مواضيع ذات صلة

بغداد: استهدفت عشرة صواريخ على الأقلّ الأربعاء قاعدة عين الأسد التي تضمّ قوات أميركية في الأنبار بغرب العراق، على ما أفادت مصادر أمنية عراقية وغربية، في هجوم أدى إلى وفاة متعاقد مدني أميركي مع التحالف الدولي وأتى قبل يومين من زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق.

ويذكّر هذا الهجوم بالصعوبات اللوجستية التي تحيط بزيارة البابا، لا سيّما مع انتشار موجة ثانية من وباء كوفيد-19 ووسط تدابير إغلاق لمكافحتها. لكنّ البابا أكّد الأربعاء أنه سيقوم بزيارته على الرغم من الهجوم الصاروخي، موضحاً في عظته الأسبوعية "بعد غد إن شاء الله سأذهب إلى العراق لزيارة حج من ثلاثة أيام".

وأكّدت وزارة الدفاع الأميركية في بيان وقوع الهجوم ووفاة متقاعد أميركي جّراءه. وفي حين ذكرت أن لا تقارير عن وقوع إصابات في أوساط العناصر الأميركيين، قالت إنّ "مدنياً أميركياً أصيب بنوبة قلبية بينما كان يحاول الاحتماء وللأسف توفي بعيد ذلك".

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين في العراق واين ماروتو أكّد في تغريدة في وقت سابق أن "قوات الأمن العراقية تقود التحقيق" في الهجوم، علماً أن واشنطن تنسب الهجمات المماثلة غالباً إلى فصائل مسلّحة موالية لإيران.

لكنّ البنتاغون قال في بيانه "لا يمكننا تحديد (الجهة) المسؤولة عن الهجوم في الوقت الحالي، ولا نملك صورة كاملةً عن حجم الأضرار".

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت إدارته ستردّ عسكرياً على هذا القصف قال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين "نحن بصدد تحديد المسؤول (عن الهجوم) وسنتّخذ قرارات بناء على ذلك".

من جهته أقرّ المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي أنّ الغارة التي شنّتها مقاتلات أميركية الأسبوع الماضي على منشآت عسكرية في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق يستخدمها فصيل عراقي مسلّح مدعوم من إيران لم يكن لها التأثير الرادع المأمول.

لكنّ كيربي استدرك بالقول "لكن لا أحد يريد تصعيداً"، مؤكّداً أنّ "هذا ليس في مصلحتنا ولا هو في مصلحة الشعب العراقي".

ووفقاً للمصدر الأمني العراقي فقد أطلقت الصواريخ من قرية قريبة من عين الأسد، وهي منطقة صحراوية، فيما أوضحت مصادر عراقية وغربية أن غالبية الصواريخ التي استهدفت القاعدة سقطت في القسم الذي يتمركز فيه عسكريون وطائرات مسيرة أميركية تابعة للتحالف الدولي.

وأشارت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة القوات الأمنية العراقية بدورها إلى أن الصواريخ التي استخدمت في الهجوم هي من طراز "غراد"، موضحةً أن الهجوم لم يتسبب بـ"خسائر تذكر".

من جهتها أكدت مصادر أمنية غربية لفرانس برس أن الصواريخ التي استهدفت القاعدة هي من نوع "آرش" إيرانية الصنع وهي ذات دقّة أعلى من الصواريخ التي تستهدف عادة مواقع غربية في البلاد.

وصواريخ "آرش" هي نسخة إيرانية الصنع من طراز "غراد". وتحدّث تقرير نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية في تموز/يوليو 2020، عن تطوير الحرس الثوري الإيراني هذه الصواريخ بهدف جعلها أكثر دقّة، لتصبح دقة تصويبها سبعة أمتار.

وبحسب تسنيم، يبلغ عيار هذه الصواريخ 122 ملم ومداها 22 كلم، وهي مزودة برأس حربي يبلغ وزنه 19 كلغ.

ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم، فيما لم تحمّل بغداد المسؤولية لأي طرف. إلا أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي صرّح الأربعاء أن "أي طرف يعتقد أنه فوق الدولة أو أنه قادر على فرض أجندته على العراق وعلى مستقبل أبنائه، فهو واهم"،بحسب تغريدة نشرها مكتبه الإعلامي.

وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضوراً عسكرياً في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد.

من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار الدولة العراقية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عسكرية يضم العديد من المجموعات الموالية لطهران.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، هدّدت الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في بغداد إذا لم تتوقف الهجمات فوافقت الجماعات المتشددة على هدنة لأجل غير مسمى. لكن وقعت عدة انتهاكات على نحو متقطع منذ ذلك الحين.

وتكثفت الهجمات في الآونة الأخيرة على مواقع تضم قوات أجنبية، فاستُهدف قبل أكثر من أسبوعين مجمع عسكري في مطار أربيل بشمال العراق تتمركز فيه قوات أجنبية من التحالف، ما أدى إلى سقوط قتيلين بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف.

والأربعاء، نشر جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في شمال العراق في بيان "اعترافات" قال إنها لأحد منفذي الهجوم في أربيل والذي أقر وفق السلطات في كردستان بأن الهجوم تم بتوجيه من كتائب "سيد الشهداء" وهو فصيل من فصائل الحشد الشعبي.

وفي شباط/فبراير أيضاً، سقطت صواريخ قرب السفارة الأميركية في العراق، وأخرى على قاعدة بلد الجوية شمالاً، في هجوم أسفر عن جرح موظف عراقي يعمل في شركة أميركية لصيانة طائرات "إف -16".

وفي 26 شباط/فبراير، استهدف قصف أميركي كتائب حزب الله وهو فصيل عراقي موال لإيران على الحدود السورية العراقية، في هجوم جاء رداً على استهداف الأميركيين في العراق. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن حينها إن الضربات الجوية الأميركية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.

من بين محطات زيارة البابا فرنسيس التي تبدأ الجمعة في العاصمة بغداد، قداس في أربيل الأحد في ملعب سيشارك فيه عدد كبير من المصلين.

لكن لن يتمكن البابا من لقاء الحشود كما يفعل عادة، علماً أن الاجراءات الصحية التي بدأت السلطات بفرضها قبل أسبوعين تشمل حظر تجول خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، لكنها ستمدد ليوم إضافي خلال الزيارة.

ويشهد العراق منذ أسابيع تصاعداً بأعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، بلغت ذروتها الأربعاء، مع حصيلة يومية قياسية بلغت 5173 إصابة، فيما بقي عدد الوفيات الجديدة مستقراً تقريباً مع تسجيل 25 وفاة، وفق بيانات وزارة الصحة.

وبات بذلك العدد الإجمالي للإصابات في العراق 708 وآلاف و951 إصابة، والوفيات 13483، بحسب وزارة الصحة العراقية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار