الرباط: منذ حادث وفاة محسن فكري، بائع السمك بمدينة الحسيمة (شمال المغرب)، الذي قضى طحنًا داخل شاحنة لتدوير النفايات في أكتوبر الماضي، لم تهدأ الاحتجاجات بمدن المنطقة، التي تعيش على وقع المسيرات المتواصلة للمطالبة بمحاسبة المتورطين في الحادث ورفع التهميش عن المنطقة.
وخرج اليوم الأحد، الآلاف من المواطنين في مسيرة حاشدة بمدينة الحسيمة، طالبوا فيها بتحقيق التنمية في مناطق الشمال، ورفع التهميش، الذي اتهموا الدولة والسلطات بفرضه عليهم، حيث ردد المتظاهرون الغاضبون شعارات تطالب برفع التهميش على الحسيمة ومدن الشمال.
وطالب المشاركون في المسيرة الاحتجاجية، التي دعا لها نشطاء حراك الريف وعدد من الحقوقيين، بـ"ضرورة خلق فرص عمل، وإطلاق عدد من المشاريع للمساهمة في تنمية مناطق شمال البلاد"، كما دعوا الحكومة إلى "الاستجابة لمختلف المطالب الاقتصادية والاجتماعية لساكنة الشمال"، وشددوا على محاربة "الريع والفساد".
ورفع المحتجون، شعارات قوية تؤكد على سلمية الوقفات والمسيرات التي تنظم بمنطقة الريف، وحق المواطنين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتأتي المسيرة الاحتجاجية الحاشدة بعد أسبوع من تنظيم مسيرة مماثلة استبق بها نشطاء حراك الريف، جلسة محاكمة المتهمين في قضية محسن فكري، الثلاثاء الماضي، حيث رفضت المحكمة تمتيع ثمانية أشخاص بالسراح (الإفراج) الموقت من بين المعتقلين العشرة المتابعين في ملف القضية، وأعلنت المحكمة استمرار وضع المتابعين رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن المحلي للمدينة.
ويتابع في ملف وفاة بائع السمك 11 شخصًا، ضمنهم قائد (مسؤول سلطة محلية) يسلك ملف متابعته مسلك مسطرة الامتياز القضائي، فيما يتابع شخصان في حالة سراح، هما بائع سمك ومراقب في شركة جمع النفايات "بيزورنو"، بالإضافة إلى سائق شاحنة شركة النفايات نفسها، ومستخدمين في الشركة نفسها، وحارس قوارب في ميناء الحسيمة، والطبيب البيطري رئيس المصلحة البيطرية في الحسيمة، ورئيس مصلحة الصيد البحري في مندوبية الصيد البحري بالحسيمة، ومندوب الصيد البحري في المدينة نفسها، وخليفة قائد بباشوية المدينة، في حالة اعتقال.
يشار إلى أن حادث وفاة بائع السمك بالحسيمة، خلف موجة غضب واسعة في صفوف سكان مدن الريف والشمال، امتدت شرارتها لتشمل العديد من المدن المغربية، التي خرج الآلاف فيها للاحتجاج ضد الحادث الأليم.