الرباط: تتواصل في مدينة الحسيمة المغربية (شمال) وعدد من المدن المغربية احتجاجات منددة بمقتل الشاب محسن فكري، الذي سحقته شاحنة لشفط الازبال، ليلة الجمعة.
وحل اليوم محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، مرفوقًا بالشرقي اضريس، الوزير المنتدب في الداخلية، بمنزل عائلة الهالك لتقديم التعازي بأمر من الملك محمد السادس.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان لها اليوم الأحد أنه على إثر الحادث المؤلم الذي ذهب ضحيته، ليلة يوم الجمعة الماضية المسمى قيد حياته محسن فكري، أصدر الملك محمد السادس، تعليماته لوزير الداخلية للتوجه يوم الأحد لمدينة الحسيمة لتقديم تعازي ومواساة الملك إلى عائلة الراحل.
وأوضحت الوزارة، في البيان نفسه، أن وزير الداخلية أبلغ عائلة الفقيد التعليمات الملكية السامية لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته.
من جانب آخر، حملت جماعة العدل والإحسان الاسلامية (شبه محظورة) في بيان صادر عن فرعها في منطقة الريف السلطات كامل المسؤولية، في وفاة الشاب فكري، وأعلنت عن دعمها واستعدادها للمشاركة في كل "الاحتجاجات الشعبية السلمية والجادة للمطالبة بحق الشعب المغربي في العيش الكريم".
ودعت الجماعة إلى "تشكيل لجنة حقوقية من مختلف الأطياف السياسية والجمعوية من أجل الدفاع عن حقوق الشهيد ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة النكراء".
وفي نفس السياق، تداول نشطاء مغاربة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ ليلة الجمعة، والى اليوم الأحد، منشورات أكدوا خلالها أن بائع السمك الهالك محسن فكري "قُتل ولم ينتحر".
وجاء ردّ النشطاء بعدما راج في " فيسبوك"، خبر مفاده أن الهالك أقدم تلقائياً على الانتحار بإلقاء نفسه داخل حاوية شاحنة الأزبال، بسبب إحساسه بـ"الحكرة"، بعد حجز بضاعته المتمثلة في كميات كبيرة من الأسماك كان يعتزم بيعها بالتقسيط بواسطة عربته، وهو ما دعا النشطاء إلى الردّ على أن الهالك مات مقتولاً بناءً على ما تمّ استقاؤه من عين المكان حيث وقعت النازلة.
وتعود وقائع الحادثة الأليمة الى ليلة الجمعة الماضية، بعد أن قامت السلطات المحلية بمصادرة كميات كبيرة من السمك الذي اشتراه الشاب محسن فكري، وألقت بها في شاحنة لجمع الأزبال، غير أن الشاب، قام بالقفز إلى داخل الشاحنة لمحاولة جمع السمك المصادر، إلّا أن أحدهم قام بتشغيل محرك الشاحنة، فاشتغلت آلة الشفط التي ابتلعت الشاب وسحقت عظامه حتى الموت.
ومباشرة بعد الحادث، اعلن وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد، فتح تحقيق لمعرفة ملابسات وتحديد المسؤوليات بشأن وفاة تاجر السمك، وفق بيان للسلطات المحلية بالحسيمة، متحدثة عن أن شاحنة نقل النفايات كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك الممنوعة الصيد تم حجزها من طرف المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة.
ومنذ ذلك الحين، انطلقت احتجاجات في المدينة، ووقف المتظاهرون أمام مفوضية الشرطة مرّددين عبارات احتجاجية، قبل أن يزداد حجم المتظاهرين بقدوم آخرين من المناطق المجاورة للحسيمة ومن عدد من قبائل الريف، واستمر الاحتجاج لساعات طويلة، كما أظهرت مقاطع متداولة المتظاهرين وهم يحتجون أثناء إخراج الوقاية المدينة لجسد الشاب الميت من الشاحنة.
ودفعت الاحتجاجات بعامل "محافظ" الإقليم، محمد الزهر إلى التدخل وإلقاء كلمة وسط المحتجين، إذ أكد أنه تقرّر إيقاف مندوب الصيد البحري بالمدينة، وسيتم اختيار مندوب جديد موقت ابتداءً من أمس السبت، كما سيتم إجراء بحث شفاف ونزيه في وفاة الشاب تحت إشراف النيابة العامة، متحدثًا عن أن السلطات ستتابع الوضع أولا بأول، وهو نفس ما أكده الوكيل العام للملك (النائب العام) الذي قال إن القانون سيأخذ مجراه في القضية.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #هي_جريمة_قتل_وليس_انتحارا للاحتجاج على مقتل الشاب، كما تداولوا صورته ميتًا داخل الشاحنة، وانتقل الاحتجاج إلى جامعات مدن مجاورة مثل مارتيل ووجدة.
وتجري في هذه الأثناء مراسيم جنازة الهالك محسن فكري وسط حضور جماهيري غفير.