الرباط: بدا أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي ورئيس الحكومة المعين، عبد الإله ابن كيران، جد متحفظ في تصريحه للصحافيين عقب مغادرته لمقر حزبه بحي الليمون، بعد نهاية اجتماع الأمانة العامة للحزب مساء اليوم الثلاثاء، مكتفيًا بالقول إن "بيان الأمانة العامة للحزب يجيب عن كل شيء"، لكنه عاد وأفاد بأنه سيجمعه لقاء يوم الأربعاء، مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، والذي يرتقب أن يكون حاسمًا في إعلان تشكيل الحكومة الجديدة بعد ثلاثة أشهر من المشاورات.
ورفض ابن كيران، تقديم جواب صريح للصحافيين الذين حاصروه أمام مقر الحزب بأسئلتهم حول موقع حزب الاستقلال من التحالف الحكومي، داعيًا إياهم إلى قراءة البيان الذي اعتبره "يقول كل شيء"، غير أن الأمر بدا شبه محسوم، وأن حزب الاستقلال أصبح بشكل رسمي خارج التحالف الحكومي المزمع تشكيله.
وفي حديث لـ"إيلاف المغرب" مع عدد من أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذين بدوا متحفظين في الإفصاح عن الموقف النهائي للحزب من مشاركة حزب الاستقلال في حكومة ابن كيران، مرددين جملة شبه موحدة بأن البيان يعبر عن كل شيء، وذلك في إشارة واضحة الى ان حزب الاستقلال بات خارج الحكومة المرتقبة.
من جهة أخرى، نوّهت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بالبيان الختامي للمجلس الوطني الاستثنائي لحزب الاستقلال، وعبّرت عن تثمينها العالي لما سمته "تفهمه للتطورات السياسية وتغليبه للمصلحة العليا للوطن، وتقدر إشارته إلى حزب العدالة والتنمية وتحيته لموقف الصمود الذي وقفه الأمين العام للحزب بخصوص حرصه على مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة".
وأضاف البيان الذي تلاه نائب الأمين العام سليمان العمراني، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، حضرته "إيلاف المغرب"، عقب نهاية لقاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن حزب رئيس الحكومة المعين" يثمن إيجابيًا قرار المجلس الوطني الاستثنائي لحزب الاستقلال، والتوجه الذي عبر عنه الحزب باعتبار نفسه "جزءًا من الأغلبية البرلمانية بغض النظر عن مشاركته في الحكومة، وبما يؤسس لمرحلة جديدة لتكتل القوى الوطنية وتحالفها لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية".
واعتبرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن موقف حزب الاستقلال الداعم للأغلبية الحكومية المرتقب تشكيلها "موقف تاريخي من حزب تاريخي في حق حزب العدالة والتنمية مؤسس على تعاون وثيق بين الحزبين خدمة للمصلحة العليا للوطن وتقوية للديمقراطية ودعمًا لاستقلالية القرار الحزبي"، وزاد البيان موضحًا أن التعاون بين الحزبين ينطلق من "القناعة المشتركة بأن خدمة الوطن تقتضي الوقوف في الموقع الصحيح من التاريخ وليس في الموقع الحكومي أو غيره"، وهو ما يؤكد أن حزب الاستقلال أصبح عمليًا خارج التحالف الحكومي الذي ينتظر أن يعلن عنه ابن كيران، في غضون الأيام القليلة المقبلة.
كما دعت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة المعين لمواصلة المشاورات من اجل تسريع تشكيل الحكومة في إطار ما سمته "المعطيات السياسية التي نتجت عن انتخابات السابع من أكتوبر 2016 ، واستحضار للمبادئ والقيم التي يؤمن بها الحزب"، وذلك في محاولة من قيادة الحزب تهدئة قواعده، والتأكيد على أنها مازالت محافظة ومتشبثة بالمبادئ والقيم التي أسس عليها، وأنها لم تخضع للابتزاز، الذي لطالما عبر ابن كيران عن رفضه له.