: آخر تحديث
أعرب عن تقديره لجهود الملك سلمان في خدمة ضيوف الرحمن

العاهل المغربي يستقبل أعضاء الوفد الرسمي المتوجه للحج

321
338
275

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم السبت في القصر الملكي في تطوان أعضاء الوفد الرسمي الذي سيتوجه إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج.

ايلاف - متابعة: يتكون الوفد الذي يترأسه وزير الشباب والرياضة لحسن السكوري، من محمد علي الأزرق وكيل وزارة  الخارجية، ومحمد فنيد والي جهة درعة- تافيلالت، عامل (محافظ) إقليم الرشيدية، والحسن الدكي وكيل الملك (النائب العام) في محكمة الاستئناف في الرباط، والعقيد أحمد أوهان.  حضر هذا الاستقبال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق.

وتوجه اليوم السبت، الفوج الأول من الحجاج المغاربة إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج برسم موسم الحج لسنة 1437 هـجرية. وقبل مغادرتهم مطار الرباط - سلا، استمع حجاج هذا الفوج، إلى الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس، إلى الحجاج المغاربة، والتي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية.

وقال العاهل المغربي مخاطبًا الحجاج: "يخفى عليكم معاشر الحجاج ما نوليه لهذه الفريضة الكبرى في الإسلام من عظيم العناية والاهتمام، فهي عبادة العمر، وتمام الإسلام، حيث إن الله تبارك وتعالى أنزل في محكم كتابه قوله سبحانه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). وذلك في يوم الحج الأكبر، من السنة العاشرة للهجرة، وهو ما يدل على اقتران موسم الحج بإكمال الإسلام وإتمام نعمته على عباده المؤمنين. فهنيئًا لكم معاشر الحجاج بما أنعم الله عليكم من أداء هذه الفريضة، وحضور هذا الموسم العظيم".

وزاد ملك المغرب قائلاً "اننا لنشاطركم مشاعر الإيمان الصادق التي تغمر قلوبكم ونتابع باهتمام ورعاية قيامكم إن شاء الله بأداء ركن عظيم من أركان دينكم، في بيت الله الحرام".

واضاف "بهذه المناسبة نذكركم – والذكرى تنفع المؤمنين- بأن هذه الفريضة المحكمة لها مغزاها ولها شروطها ولها أركانها وواجباتها ومندوباتها وفضائلها التي ينبغي أن يتنافس في تجسيدها المتنافسون، التماسا للثواب وتحصيل رضوان الله، وما الدخول في الإحرام بخلع ملابس المظاهر الدنيوية، والتجرد من المخيط والمحيط والاستغراق في التلبية والتهليل والذكر والاستغفار سوى دليل على ما ينبغي أن يوازي ذلك من خلع الأخلاق الدنيوية والصفات الدنيئة من رياء وكذب ومراء، وأنانية تغرى بانتهاك حقوق الغير والمساس بالحرمات".

أما مغزاها العظيم، يضيف الملك محمد السادس، فهو إعطاء الدليل على أن للمسلمين ملتقى سنويًا روحيًا يتعاهدون فيه أمام رب العالمين في التعاون على البر والتقوى، وما يتحقق به الصلاح في الدنيا والأخرى، بكل تسامح ومؤاخاة، انطلاقًا من قوله عليه الصلاة والسلام "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

أداء  فريضة الحج لا يتم إلا بعلم وعمل
في السياق نفسه، قال العاهل المغربي "نذكركم – رعاكم الله - بأن أداء فريضة الحج لا يتم إلا بعلم وعمل، وأخلاق وسلوك. ولنا اليقين في أنكم تزودتم بالضروري من التوجيهات والمعرفة بالأركان والواجبات، على يد علماء مملكتنا الأكارم، بإشراف وزارتنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية. فضلًا عمّا ستجدونه في الديار المقدسة من لدن هؤلاء من فقيهات وفقهاء من مساعدة وتوجيه، ليكون أداء فريضتكم على الوجه المرغوب فيه".

بيد أن فقه الأحكام وحده، يقول ملك المغرب، لا تكون له مزية إلا مع تطبيق هذه الأحكام، مشيرًا الى قوله تعالى: "الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج". فالتعامل بالحسنى والتسامح ونبذ الخلاف هما قوام أخلاق الحاج.

اضاف" وما فرض الله على الحجاج في هذا الموسم العظيم من التجرد من الشهوات، والتسامح في المعاملات وترك الخصام واللجاح والجدل والنزاع إلا لأنه موسم متميز بالازدحام والتدافع، واجتماع المسلمين من كل آفاق الدنيا في مكان محدود وزمن مخصوص لأداء شعائرهم، والتحلي بالرفق والأناة وضبط النفس، والسمو على دواعي الأنانية. وهي الفضائل التي يحرص الإسلام على تحلي المسلمين بها".

ودعا العاهل المغربي الحجاج الى الحرص "على أداء فريضة الحج، متحلين بقيم الإسلام المثلى والتزامكم بأداء المناسك حسب أوقاتها المقررة وواجباتها المعتبرة مع مواصلة التلبية والذكر والاستغفار والتقرب بالنوافل والقربات، زادكم القويم، ومنهجكم السليم، حتى تحققوا ما ترجونه من مغفرة ورضوان، مصداقًا لقوله عليه الصلاة والسلام "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".

تمثيل المغرب افضل تمثيل 
وخاطب ملك المغرب الحجاج قائلا "لا يخفى عليكم ما ينطوي عليه قيامكم بأداء فريضة الحج في ذلك الموسم العظيم، الذي يستجيب فيه المسلمون من كل أنحاء الأرض لقوله تعالى: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات".

قال ايضًا "لا يخفى عليكم واجب تمثيل بلادكم في هذا الملتقى الإسلامي الأكبر أفضل تمثيل، وذلك بتجسيد ما نحرص عليه في مملكتنا من التحلي بالإسلام كما أراده الله. دينًا وسطًا لا غلو فيه ولا تطرف ولا انغلاق أو تشدد، بل دين تعاون وتضامن ومعاملة مثلى، للقضاء على الصورة النمطية التي يروجها أعداء الإسلام، والمتطرفون المغالون في دينهم. فكونوا - معاشر الحجاج - سفراء لبلدكم في تجسيد قيم الإسلام المثلى ملتزمين بهويتكم الثقافية المغربية التي تقوم على التعددية والوحدة المذهبية في ظل الملكية الدستورية وإمارة المؤمنين".

وزاد قائلاً "انكم لتعلمون أننا لم نألُ جهدًا في تيسير أسباب قيام رعايانا بفريضة الحج لمن استطاع إليه سبيل، مؤكدين لوزيرنا الأرضي في الشؤون الإسلامية القيام بما يلزم من وسائل لأداء هذا الركن العظيم، والسهر على تأطير حجاجنا الميامين، بتوفير البعثات الدينية والصحية والإدارية المرافقة، وتقديم الخدمات الضرورية في تلك البقاع المقدسة".

الامتثال لكل التعليمات المتعلقة بأداء المناسك 
وأوصى العاهل المغربي الحجاج المغاربة بأن يمتثلوا "لكل التعليمات المتعلقة بأداء مناسككم على الوجه المطلوب بكل نظام وانتظام. كما أوصاهم بالامتثال الى الترتيبات والتدابير التي وضعتها السلطات السعودية، لتنظيم هذا الموسم العظيم، معربًا بهذه المناسبة" عن تقديرنا الكبير لجهود أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وأطال عمره، الذي جعل من خدمة ضيوف الرحمن وتأهيل مرافق الحرمين بكل أسباب الراحة والاطمئنان في مقدمة مسؤولياته، بل وفي طليعة انشغالاته، أعانه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار