نصر المجالي: قال الأردن إن "عملية الكرك الأمنية" مستمرة، رغم الإعلان عن مقتل الإرهابيين الأربعة، جميعهم من الأردنيين، وليس بينهم أجانب، بينما بدأت السلطات المعنية تحقيقاتها. وسط مؤشرات ارتباطهم بجماعات متطرفة.
ورجّحت مصادر أمنية أن المجموعة المسلحة التي تم القضاء على بعض عناصرها في عملية الكرك الأمنية ليل الأحد ـ الإثنين، كانت تخطط للقيام بعمل إرهابي كبير في المملكة الهاشمية تزامناً مع احتفالات أعياد رأس السنة.
وربطت المصادر بين كميات الأسلحة والمتفجرات التي كانت بحوزة المهاجمين وعدد عناصر الخلية، التي تم كشفها بالصدفة بسبب نشوب حريق في البيت الذي يسكنونه، ووصول دورية أمنية لمعاينة المكان بعد تلقيها بلاغا من أحد المواطنين.
مؤتمر صحافي
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الإعلام في دار رئاسة الحكومة، بعد اليوم الإثنين، قال وزير الداخلية الأردني سلامة حماد للحديث عن تفاصيل العملية الارهابية التي وقعت في محافظة الكرك إن قدر الاردن تعرضه لبعض العمليات الارهابية لكن بهمة الامن تجاوزنا المعضلة وجرى معالجتها بنجاح تام بالتقييم العسكري.
واضاف حماد ان معلومات توفرت ووردت من مواطن في بلدة القطرانة اشتم رائحة في احد البيوت وعندما قدمت الاجهزة وفي هذا الوقت وقع انفجار فاعتقد الارهابيون ان أمرهم انكشف، فهربوا فورا إلى مدينة الكرك، حيث جرى الابلاغ عنهم لمتابعة السيارة التي تركها الارهابيون واستقلوها سيارة اخرى واتجهوا نحو مدينة الكرك ودخلوا على القلعة وعلى بابها مركز امني لخدمة السياح فاطلقوا النار على ثلاثة رجال النار فقتلوا، ثم قتلوا مواطنين خارج القلعة.
وأشار إلى أنّه كان هناك بعض الاجانب مختبئين بسراديب القلعة، ومنهم مواطنين بريطانيين اثنين لم يجر الاتصال معهم واخرجوا بسلام. واوضح ان المجرمين اربعة فيما كان هناك رهائن اربعة اضافة إلى المواطن الماليزي، فكان هناك 10 اشخاص في القلعة ولهذا وقع اللبس، في عدد الارهابيين.
لا نحتاج فزعة
وشدد وزير الداخلية الأردني على أن مثل هذا الحدث لا يحتاج إلى فزعة مواطنين فكل المواطنين قدموا دماءهم نشكرهم وكل من ساهم بتقديم العون وكل الاردنيين كانت وقفتهم كعادتهم.
وأشار إلى "اننا لا نعمل بالعمل وفق الفزغة"، موضحا ان الارهابيين تحصنوا في قلعة محصنة "ولو كان هناك فزعة لكانت الضحايا أكثر".
وأوضح الوزير حماد أن التأخير في التعامل مع حادث القلعة لم يزد عن النصف ساعة، لكن لم تكن الكرك مقصودة، لكثرة الاسلحة التي كانت بحوزتهم، كما وجد في مكان تواجدهم احزمة ناسفة ومتفجرات بكميات كبيرة مشيرًا إلى أنّهم كانوا يستهدفون البلد، "لكن بفضل رب العزة وفطنة الاجهزة استطعنا ان نتمكن منهم".
وأكد ان التقييم العسكري هو بنجاح كامل .. وهنا الكثير من المعلومات لكني لا استطيع الحديث عنها . والاجراء يحتاج إلى متابعة وأين كانوا ومع من اتصلوا.
حملات أمنية
وأكد وزير الداخلية الأردني ان الحملات الامنية لا تتوقف طوال الوقت، مشيرًا إلى أنّنا مستمرون في التعامل مع النقاط التي تتطلب التعامل معها. وشدد على ان الخلايا النائمة لا نتركها ، ولن نتهاون في اتخاذ الاجراءات القانونية بحق كل من تسوّل له نفسه الاضرار في البلد.
وأكد حماد انه ليس هناك اي اسماء صحيحة بخصوص الارهابيين، مشيرا إلى أنّ حب المواطن لنقل المعلومة كان السبب في ذلك. وقال هذه عملية لا يمكن ان يتم التعامل معها بجهد شخصي، فنحن دولة والدولة تتعامل مع مثل هذه المعلومات بطريقة مختلفة.
اما حول استهداف مدينة الكرك بالذات قال إن كمية المتفجرات تدل على ان الإستهداف ليس الكرك فقط، بل يتجاوز ذلك لوجود كميات كبيرة من الاسلحة جرى ضبطها معهم. وأشار وزير الداخلية الأردني إلى أنّ التصريحات الإعلامية التي قام بها بعض المسؤولين بل ان المواطنين صرحوا هم ايضا باإجتهادهم الشخصي وهذه مصادر غير موثوقة.
غير دقيقة
ونبه حماد إلى أن هناك مواطنين كانوا دقيقين في نقل المعلومة، وقال أحدهم إنه دخل على محل واذا بمدير الدرك يتناول الشيبس خلال العملية.
بدوره قال وزير الاعلام المومني إن اي عملية بهذا الحجم لا يمكن التحديث فيها كل ربع ساعة، وعندما تتأخر المعلومة فهذا للتأكد من دقتها. واضاف نحن دولة ولسنا مؤسسة تسابق للحصول على سبق صحافي، ولا يجوز ان يكون شخص قريب يصرح بمعلومات.
وإلى ذلك، لم تعرف بعد دوافع هؤلاء الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم في حملة الكرك الأمنية، أو سبب قيامهم بذلك الهجوم، وإن كان ما كشفته قوات الأمن من مواد لصناعة المتفجرات والأسلحة والأحزمة الناسفة في مكان اختباء المسلحين، يشير إلى أنهم كانوا يخططون لهجوم إرهابي كبير.
لا فارين من العدالة
وفي المؤتمر الصحفي، رفض وزير الداخلية الأردني الافصاح عن جنسية الارهابيين، ونقل عنه موقع (عمون) قوله: هي معلومات أمنية وما زلنا نبحث حتى لا يكون هناك سير على التحقيق، وادت إلى خلل في القاء القبض على بعض الاشخاص المطلوبين، مؤكدا على ان المجرمين كلهم قتلوا.
وأكد حماد على عدم وجود فارين من العدالة، لكن لدينا معلومات تستحق المتابعة، مشيرا إلى أن السيارة الثانية لم نكن نعلم عنها، اما المواطن الذي استأجروا لديه ذهب إلى الامن فحضر الامن يستقصي، فوقعت العملية.
وقال عندما تحركت القوة وجدت السيارة الأولى مشيرا إلى أنّ المسافة بين الكرك والقطرانة تتحمل 17 دقيقة وكل هذه المسافة. واضاف قد يكون معهم ذخيرة، لكن لم يكن هناك داخل القلعة أسلحة، ولم يتمكنوا من دخول السراديب، وكل ما تحرك شخص اطلقوا النار عليه.
تقصير
ويرى مراقبون، أن الحادث يكشف عن بعض جوانب التقصير الأمني، ذلك أن المشاركين في العملية هم من أصحاب السوابق المعروفين للأجهزة الأمنية بولائهم لتنظيم (داعش)، وكان سبق اعتقال بعض عناصر الخلية والإفراج عنهم.
كما أن انتقالهم من منطقة القطرانة، حيث تم اكتشاف أمرهم إلى الكرك التي تبعد نجو 37 كلم عوائق، وتمكنهم من دخول المدينة والتحصن بالقلعة قبل وصول التعزيزات زاد من تعقيد العملية.
ويشار في الختام، إلى أن هذا العام شهد تصاعدًا في العمليات الإرهابية التي تعرض لها الأردن، ذلك أن حادثة الكرك هي الرابعة من نوعها، وقد سبقتها حوادث الهجوم على مكتب المخابرات في مخيم البقعة، وهجوم الركبان الذي استهدف نقطة عسكرية أردنية، وأخيرًا العملية الأمنية التي قامت بها الأجهزة الأمنية في مدينة إربد للقضاء على خلية إرهابية تم الكشف عنها بناء على معلومات استخباراتية.