باريس: كان عرض "لوي فويتون" الذي أقيم في الهواء الطلق في انطلاق أسبوع الموضة الرجالية في باريس، مميزاً بطابعه غير التقليدي، وبالعدد الكبير من المشاهير الذين حضروه، وبكونه الأول للمصمم النجم فاريل وليامز منذ توليه الإدارة الفنية للدار الراقية، وبما تضمنته تشكيلته من ابتكارات.
وأقيم العرض على جسر بون نوف القريب من المقر الرئيسي للدار، وبرزت فيه السينوغرافيا والمشاركة اللافتة لجوقة إنجيلية.
وتوالى مرور العارضين المتنوعي القوام والسمات البدنية على سجادة ذهبية ضخمة مُدّت على طول أقدم جسر باريسي، على نغمات أوركسترا يقودها عازف البيانو النجم لانغ لانغ.
وأوضحت "لوي فويتون" أن اختيار اللون الذهبي الذي لم يكن مع ذلك حاضراً بشكل كبير في الملابس، هو "تعبير عن الشمس التي شكلت محور التشكيلة".
ومن أبرز التصاميم التي تضمنتها التشكيلة، تلك المقتبسة بأناقة من بزات عسكرية أو ملابس تمويه، كتلك الضيّقة التي ارتداها المصمم وشريكة حياته وأبناؤهما الأربعة.
ولوحظ في التشكيلة أن الأحذية كبيرة والبدلات أكثر التصاقاً بالجسم مما كانت عليه، أما نقشة المربعات التي اشتهرت بها "فويتون"، فحاضرة على كل التصاميم، وخصوصاً على الحقائب التي حملها العارضون أو التي وُضعت على عربات، تذكيراً بأن الدار متخصصة قبل كل شيء بالمنتجات الجلدية.
واسترعى الانتباه خلال هذا العرض الأميركي الطابع حضور عدد كبير من النجوم، في مقدمهم المغنية وسيدة الأعمال ريهانا والمغنية بيونسيه وزوجها مغني الراب جاي زي الذي قدّم حفلة موسيقية بعد العرض في الموقع نفسه.
وخلافاً لعادته، خصص فاريل وليامز وقتاً للقاءات مع وسائل الإعلام قبل العرض. وقال لوكالة فرانس برس إنّ "أشخاصاً كثيرين خسروا حياتهم" لجعل الثقافة المرتبطة بذوي البشرة السوداء حاضرة في عالم الموضة.
وأضاف وليامز الذي خَلَفَ مصمماً أسود آخر هو فيرجيل أبلوه بعد وفاته في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 "كنا نتمنى لو أنّ ثقافتنا ومجتمعنا لم يعانيا كثيراً حتى الوصول إلى هذه المرحلة".
وقال الرئيس التنفيذي للدار بييترو بيكاري قبل العرض "كنت بحاجة إلى شخص لديه شيء إضافي، ويمكنه فهم فنون مختلفة، والموسيقى، والموضة...".
ولاحظ رئيس قسمَي الهوت كوتور والتصميم المعاصر في متحف الأزياء الباريسي "باليه غالييرا" ألكسندر سامسون أن وليامز (50 عاماً)، منسق الأسطوانات وكاتب الأغنيات وملحّنها والمنتج الذي يتعاون مع الفنان تاكاشي موراكامي كما مع جاي زي، يعبّر تماماً عن "فويتون". و"لديه مقاربة للفن وللأناقة تحظى بشعبية كبيرة".
ورأى مصرف "إتش إس بي سي" في مذكرة تحليلية إن هذا الخيار "الجريء" يتسق "مع فكرة الرئيس التنفيذي لمجموعة +إل في إم إتش+ برنار أرنو بأن +لوي فويتون+ تبيع ثقافة لا مجرّد حقائب يد".
وأضاف المصرف أن وجود وليامز، رغم كون الأزياء الرجالية التي يتولى تصميمها لا تمثل سوى 5 في المئة من مبيعات الدار التي تجاوزت 21 مليار يورو في الربع الأول، يُحدث "هالة تمتد" إلى أنشطة الدار الأخرى.
وقال مدير تحرير النسخة الفرنسية من مجلة "جيه كيو" بيار ألكسندر مبيليه "لقد كان دائماً متقدماً على اتجاهات الموضة، من حيث الموسيقى أيضاً، وكان يحظى بالاحترام لهذا السبب (...) سيكون مثيراً للاهتمام أن نرى كيف سيستخدم حسّه في المشاريع الفنية المبتكرة".
ويعود أحد أول الأعمال المهمة التي تعاون وليامز في شأنها مع دور أزياء إلى عام 2004 عندما صمم نظارة شمسية لـ ... "فويتون". كذلك تعاون مع "شانيل" و"تيفاني" و"مونكلير".
ووصفته مستشارة الموضة والمنسوجات باسكالين ويليلم بأنه "نوع من الحرباء" نظراً إلى ما يتمتع به من صفات متنوعة.
وستساعد وليامز في مهامه ورش العمل التي أنتجت المجموعات الرجالية بمفردهت بعد وفاة فيرجيل أبلوه، الذي أصبح نجم "جيل الألفية" لأنه جمع بمهارة بين الطابع الفاخر وأزياء الشارع.