تورك وكايكوس ، اسم غريب لأجمل مجموعة جزر في المحيط الاطلسي تشكل معا أرخبيلا تابعا للتاج الملكي البريطاني ، وتورك اسم لصبار غريب الشكل يغطي رأسه قبعة حمراء اللون والاسم الآخر يرمز الى سلسلة صخور متراصة الى جانب بعضها البعض في البحر.
نهى أحمد من سان خوسيه: يبلغ عدد سكان الارخبيل الرائع بمناظره الطبيعة وشاطئه اللامتناهي لا يتجاوز الـ 41 ألف معظهم من السود أتى بهم الاستعمار الاسباني ثم الفرنسي وبعد ذلك البريطاني، لذا يشكلون الأغلبية إضافة الى أقلية من مزيج من الأوروبين، وكلهم يعيشون على مساحتة قدرها 497 كلم مربع وعاصمتها كوكبرن تاون الموجودة في تورك. الا ان السكان الأصليين هم هنود حمر من قبيلة ديانو اندحروا كليا في القرن ال16 لأسباب لم تعرف ويقال ان السبب هي العبودية التي عانوا منها والأمراض الخطيرة.
والغريب ان لا أحد يعرف من اكتشف هذا الارخبيل، ويعتقد مؤرخون بان الاسباني خوان بونس دي ليون عام 1513 وآخرون يقولون ان كرستوف كولومبوس نزل في عام 1492 في تورك الكبيرة ولكن اعتقد بانها جزر الباهاماس والمكان الذي نزل فيه هو حاليا ميناء للسفن واطلق عليه سم هاوك ناست اي عش الصقور.
ورغم صغر حجمها أصبحت الجزيرتان مؤخرا مركزا ماليا مهما في الكاريبي حيث تتواجد فروع لمصاريف عالمية كثيرة ويعتمد اقتصادها الى جانب القطاع المالي على تصدير المحار وجراد البحر والاسماك على انواعها، كما وانها من اكبر منتجي الملح في العالم ومنذ منتصف التسعينات تحولت تورك وكايكوس الى مقصد للسياح ما جعل السياحة احد اعمدة اقتصادها. والملفت أيضا وجود جامعة فيها يقصدها العديد من الطلاب بالأخص من الولايات المتحدة وهي ذات نظام تعليمي مفتوح ولها فروع في استراليا، وقبل الحرب في العراق كان لها مكتب في العاصمة بغداد وآخر في اليمن فيما يقع المركز الاقليمي للتنسيق الاداري والتقويم الأكاديمي في الأردن.
أكبر حقل للشعاب المرجانية
وبالنسبة للسائح فان هذه الجزر الصغيرة فيها الكثير من المعالم الطبيعية، من الغابات المطيرة وحتى الجنائن التي تضم أجمل الطيور، وهذا يجعله يقضي أجازة جميلة فهي تقدم ما هو مميز. ولعشاق البحر يوجد أكبر حقل للشعاب المرجانية في العالم، فبفضل صفاء مياهها والرؤية الجيدة وسهولة الوصول الى أماكن الشعاب المرجانية أصبحت أشهر مكان للغطس في العالم. كما يقصدها الآلاف من السياح من أواخر شهر يناير وحتى أبريل لمشاهدة أجمل منظر وهو العروض الطبيعية التي تقوم بها الحيتان الحدباء والدلافين التي تأتي الى المياه الدافئة في هذه الفترة للتزواج والانجاب، ويستغل البعض المنظر للسباحة بالقرب من هذه الحيوانات الأليفة او الاقتراب منها بالقورارب. ولقد تحولت تورك وكايكوس الى ستوديو لبعض صناع السنيما في هوليود من أجل تصوير المناظر في أعماق البحر.
ولقد اختير شاطئ هاتين الجزيرتين الأجمل في العالم لرمالها البيضاء ومياهها التي توصف وكأنها الكريستال، وأهم الأماكن هي غريس باي اكتشفتها شركات سياحية كبيرة فانشأت على طول شاطئها فنادق فخمة يمضي فيها العديد من نجوم السينما والأغنياء عطلهم بعيدا عن المصورين والضجيج.
والقلاع والمحطات التي كانت ترسو فيها السفن في القرون الماضية تشفي غليل محبي الآثار وهناك الأبينة على الطراز الفرنسي والبريطاني والاسباني القديم ما جعل المنطقة تجمعا من الفنون المعمارية القديمة كما ترك زمن العبودية اثاره ايضا عبر ما تبقى من مزارع القطن في جزيرة كايكوس فبحولت الى متاحف. ويمكن للسائح زيارة مزارع المحار وهي الوحيدة في العالم من اجل حمايتها من الانقراض وهي ايضا للتصدير. وزيارة هذه المزارع فرصة جيدة لتناول المحار او حيوانات بحرية اخرة بالاخص في جنوب جزيرة كايكوس التي يتم نشلها من الماء وطهيها امام نظر السائح.
الكهوف الجيرية
وتعد كايكوس الوسط موطنا لسلسلة رائعة من الكهوف الجيرية وهي الأكبر في منظقة الكاريبي. وبعد الانتهاء من اكتشاف هذه الكهوف يمكن للزائر تناول طعامه في أكشاك تقدم أطعمة شعبية ثم الاستلقاء على رمال الشاطئ او القيام بمغامرة قصيرة في اعماق البحر. وجمال هذا الارخبيل دفع ببعض الأغنياء جدا لشراء مناطق كاملة وبناء فيلات فخمة لهم في احضان الطبيعة منها في كريس شور وبابالويا بيتش، فمن شرفات الفيلا يمكن مشاهدة مجموعات الحيتان والدلافين في استعراضاتها الرائعة.