إيلاف من القاهرة: في جلسة نقاشية بعنوان «السينما العربية الصاعدة: من المحلية إلى العالمية»، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، المقامة على هامش الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أكد المخرجان الشقيقان عرب وطرزان ناصر أن مفهوم «العالمية» كما يُتداول في مصر لا وجود له في الصناعة السينمائية العالمية.
وأوضحا أن هذا المصطلح غالبًا ما يُستخدم لوصف الفنان الذي يشارك في أعمال خارج حدود الوطن العربي، بينما الحقيقة ــ من وجهة نظرهما ــ أن معيار العالمية الوحيد هو جودة العمل.

اوضح عرب ناصر: «مصطلح العالمية موجود في مصر فقط. العالمية تبدأ من الصناعة: سيناريو مكتوب صح، وممثل قوي». فيما قال طرزان إن اختيار الممثلين أو الأفلام في الخارج يقوم على ملاءمتهم للدور وجودة المادة الفنية لا أكثر.
وعن تعريفهما بأنهما «صانعي سينما فلسطينيين» أضاف عرب مستشهدًا بتجربة محمود درويش: «كما قرر درويش أن يكون شاعرًا من فلسطين، نحن أيضًا اخترنا أن نكون مخرجين من فلسطين». وأوضح أن ارتباطهما بغزة في أعمالهما نابع من الحنين لمكان يطرحان من خلاله قضايا الإنسان، مضيفّا «لأن الأهم قبل السياسة هو الإنسان، ولو فهمته كإنسان ستفهم معاناته».
وتوافق معه شقيقه طرزان ناصر قائلًا: «نرفض التمويل الأوروبي في كل الأعمال الفنية التي قدمناها، لأننا نريد أن نصنع أفلامًا نؤمن بها ونصدقها بالكامل».

وتطرّق الأخوان ناصر خلال الجلسة إلى علاقة السينما بالهوية الفلسطينية، مؤكدين أنهما لا يسعيان إلى تقديم نفسيهما كصوت سياسي فحسب، بل يعملان على إعادة تقديم تفاصيل الحياة اليومية في غزة بعيدًا عن تحويل أهلها إلى مجرد «أرقام». وأشار عرب ناصر إلى أن العمل على فيلمهما «كان ياما كان في غزة» بدأ عام 2015 واستمر حتى 2023، لكن الإبادة وأحداث العام الماضي أثّرت على سير التصوير. وأضاف: «الأخبار القادمة من غزة كل يوم جعلتنا نسأل أنفسنا: نقدر نعمل إيه في ظل إبادة يتم أرشفتها أمام العالم؟ قررنا نحكي عن غزة كما هي ودون أي إضافات جديدة».
وفي السياق نفسه، قال طرزان ناصر: «هؤلاء الناس لا يملكون خيارات للحياة. أنا من غزة ولم أزر الضفة الغربية ولا القدس طوال حياتي. أردنا أن نحكي عن الناس وما يعيشه الفرد هناك، فالتاريخ المعقد لغزة يمتد لسنوات طويلة قبل أكتوبر 2023».
ويُعد فيلم «كان ياما كان في غزة» إنتاجًا دوليًا مشتركًا بين فرنسا وألمانيا والبرتغال وفلسطين، بمساهمة من قطر والأردن. وتدور أحداثه عام 2007 حول يحيى، طالب شاب يصادق أسامة، صاحب مطعم ذي شخصية جذابة، ويبدأ الاثنان بيع المخدرات بالتزامن مع توصيل ساندوتشات الفلافل، قبل أن ينفجرا في مواجهة مع شرطي فاسد مستغل لنفوذه. وقد شهد عرضه الأول ضمن مسابقة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي.


