: آخر تحديث
قال إن العراقيين يتمسكون بتنوعهم ويفخرون به

من أقدم كنائس العراق.. السوداني يؤكد وحدة وتنوع الشعب في قداس الميلاد

7
6
6

إيلاف من بغداد: لطالما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن العراق يفخر بتنوعه الديني والعرقي، وأن البلاد تحظى حاليًا بانسجام واضح بين مختلف مكوناتها، وهو واحد من أهم الملفات التي عمل السوداني على الاهتمام بها منذ توليه منصبه.

فقد شارك السوداني أبناء الشعب العراقي من المسيحيين قداسَ ليلة الميلاد المجيد، الذي أقيم في كاتدرائية مار يوسف بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد. ووقف رئيس الوزراء بينهم في احتفالهم بعيد الميلاد، وحرص على إلقاء كلمة تهنئة لكل مسيحيي العراق.

وقال السوداني إنه يدعو الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على العراقيين جميعًا بالأمن والسلام والازدهار، مؤكدًا اعتزازه بمشاركة المسيحيين الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية العظيمة، التي تمثل فرصة للبشرية لكي تراجع نفسها، وتنظر بما تحقق من تعاليم السيد المسيح عليه السلام، وأن تقتبس منها ما يحقق صفاء القلوب والعقول.

"العراق يعد مركزًا تاريخيًا للمسيحية في الشرق الأوسط، والمسيحيون أسهموا عبر التاريخ في بناء حضارات بلاد الرافدين، وكانوا دائمًا يعملون على بناء بلدهم بكل إخلاص وتفانٍ".
محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي

وأضاف السوداني أن ميلاد السيد المسيح عليه السلام مناسبة للتأكيد على العراق المتنوّع الموحّد. وأشار إلى أن العراقيين، حكومةً وشعبًا، يتمسكون بهذا التنوّع الذي يمثل مصدر قوة لكل مواطني البلاد.

وقال رئيس الوزراء إن الحكومة سخرت كل إمكانياتها من أجل حفظ استقرار المسيحيين في العراق، وتقديم التسهيلات لعودة من كان منهم في الخارج ليسهموا في بناء بلدهم. وذكّر بأن العراقيين احتفلوا قبل أيام بيوم النصر الكبير على داعش، مؤكدًا أنه لم يكن ليتحقق بدون تضحيات الشعب العراقي بكل مكوناته.

وأكد السوداني أن الجميع مدعو إلى خلق هوية عراقية عابرة للأطياف والأديان، وهي الضمانة لبناء دولة المواطنة.

وعلى صعيد سياسته الداخلية، أتى السوداني على ذكر الحرب في غزة، وقال إن العراق مر بفترة صعبة بعد العدوان الصهيوني على أبناء غزّة ولبنان، حيث جرى استهداف المسلمين والمسيحيين أمام عجز المجتمع الدولي عن الإيفاء بواجباته والتزاماته.

وقال إن العراق بيّن بوضوح موقفه إزاء هذه الجرائم، مع الحفاظ على المصالح العليا للبلد، وعدم زجّ العراق في ساحة الصراع والحروب.

وشدد على أن حكومته، ومعها كل القوى السياسية والمرجعيات الدينية، ومن خلفهم كل أبناء الشعب العراقي، في حالة تماسك وتوحد، للمحافظة على مصلحة العراق.

وأضاف أنه خلال عامين من عمل حكومته، التي تسلمت مهامها في تشرين الأول (أكتوبر) 2022، كانت اللحمة الوطنية وإحساس المواطنين جميعًا بالمسؤولية الأساس في نجاح برنامجنا على مستوى الإصلاحات الاقتصادية. وتعهد أمام العراقيين جميعًا بمواصلة مسار التنمية والإصلاح الذي يراعي مصالح الجميع ويعزز العراق القوي المستقر.

وقد جاءت تصريحات مارتن داوود، المتحدث الرسمي باسم ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئية في العراق، عن وجود "جهود" للاستماع إلى مطالبات من مسيحيين عراقيين هاجروا خارج البلاد، لتدلل على إيمان السوداني بأن العراق لن يعود إلى الوراء، وأن مواطنيه جميعًا سواسية في الامتيازات والمسؤولية.

وقال داوود خلال مقابلة على قناة "الحرة" إن "الوضع الحالي قد يدعو البعض ممن هاجروا ويعيشون أوضاعًا صعبة في بلدان المهجر إلى إعادة التفكير بالعودة إلى العراق".

وبشأن الظروف التي تجري فيها الاحتفالات بأعياد الميلاد، قال داوود إن "العراق بلد الخير والأمان والاستقرار، والحكومة منحت تسهيلات لإنجاح الاحتفالات".

وأشار إلى أن "الحكومة العراقية منتبهة للمكون المسيحي، ودائمًا ما نحصل في هذه الأيام على عطلة منها من أجل أبنائها المسيحيين ليتمتعوا بها".

ولا يفوت السوداني مناسبة أو حدث يتعلق بالطوائف الدينية العراقية إلا ويؤكد أن العراق اليوم هو دولة تقوم على المساواة بين الجميع ويتمتع فيها مواطنوه بحقوقهم في حرية العقيدة. وقد باتت الأقليات في العراق تنعم بحقوق لم تتمتع بها منذ عشرات السنين، بفضل إعلاء قيم المواطنة والمساواة في حكومة تجمع ولا تفرق بين أبناء العراق.

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار